Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

أكثر من 1.14 مليار موقع إلكتروني لمحتوى ضخم على شبكة واحدة؛ هي شبكة الانترنت التي وصل عدد مستخدميها في عام 2023 إلى 5.16 مليارات شخص أي ما يُعادل نحو 64.4% من سكان العالم.

بكبسة زر، يتصفّح الأطفال المعلومات على الانترنت لذلك هم بلا شك الضحية الأسهل للوصول إليها في عالم رقمي كثير الهجمات. هذا الواقع أدى إلى مطالبة عالمية بإنشاء أنظمة حماية من شأنها خفض عدد الهجمات الالكترونية ومساعدة الأهل في البقاء على دراية بنشاط أطفالهم على الانترنت. بحسب الدراسات الأخيرة، 33% من مستخدمي الانترنت هم أطفال وأكثر من 90% هم من المراهقين يتوزعون بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومن يهتمون بالألعاب الالكترونية وقسم آخر يمضي وقته على تطبيقات الدردشة. وبينما تُقدم الانترنت وسيلة رائعة لاكتشاف العالم الخارجي من المنزل إلا أن فقدان الرقابة ممكن أن يكون الأسوأ بالنسبة لعلاقة الطفل مع العالم الالكتروني.

 

الأطفال يتقدمون في استخدام الانترنت عن الأجيال السابقة

يتحمّل الأهل مسؤولية أطفالهم وارشادهم إلى سلوكيات أفضل لكن العكس هو المُطبّق في عالم الانترنت والرقمنة مع تقدّم الجيل الجديد على الجيل السابق وذلك لسهولة الوصول إلى كل الآلات والمواقع المتوفرة أونلاين.

لكن مع تصفّح هذه المواقع، قد يفتقر الأطفال إلى المعرفة الكافية للتصدي إلى الهجمات الالكترونية والمواقع غير الآمنة. على ضوء ذلك، ترفع الشركات العالمية الصوت حول هذه المسألة الحساسة مع نص قوانين دولية وتفعيل أنظمة الحماية والمراقبة لمتابعة سلوك الأطفال على الانترنت. كما يُشاهد ملايين الأطفال البرامج أونلاين دون أن نستطيع ضبط كافة هذه المشاهدات.

بدورها، تطرح شركات التكنولوجيا ومنها أمازون تطبيق مراقبة لتُساعد الأهل من خلال الأنظمة الذكية في مراقبة المحتوى الذي يصل إلى الأطفال. تعمل هذه التقنية على تنقيح البيانات والنتائج التي تظهر على تطبييقات يوتيوب وغيرها من التطبيقات مما يُمكّن الأهل من الدخول إلى كل الحسابات أو حتى وضع كلمات مرور تجعل تصفح الانترنت عملية أكثر أماناً بالنسبة لصغار السن.

إن التحولات التي طالت العالم أجمع جعلت من استخدام الحلول الرقمية والأجهزة الذكية ضرورة استثنائية للأطفال لمواصلة الدراسة عن بُعد. هذا الواقع دفع بالأطفال للوصول إلى مراحل خطيرة في عالم افتراضي ارتفعت فيه نسبة التنمر الالكتروني وخصوصاً في صفوف صغار السن. وتتحدث المنظمات المعنية عن عمليات الاحتيال التي يتعرّض لها الأطفال عبر تطبيقات الدردشة على الانترنت حيث يقوم بعض الأشخاص باحتيال صفة طفل صغير بالسن للتقرّب من الضحية وأخذ المعلومات الشخصية منه.

يشمل الخطر على الانترنت رسائل أو تعليقات تنمّر يتلقاها الأطفال بالاضافة إلى التهديدات والابتزاز الرقمي.

ويحذّر علماء النفس من الاستخدام المفرط للشاشات الالكترونية لما لها من تأثير مباشر على الأطفال  وسلوكهم مع رفاقهم أو المعلمين في المدرسة.

 

 

تكلفة الجيل الرقمي بآلاف الدولارات

إلى جانب ارتباط أطفال اليوم بشبكة الانترنت، تشير الدراسات إلى التكلفة الباهظة التي يُنفقها الأهل على هؤلاء لتوفير الأجهزة الالكترونية لهم. فحسب المعلومات أنفق الأهل نحو 6 آلاف دولار على منتجات تكنولوجية لأولادهم حتى بلوغهم 16 عاماً خلال عام 2021. فعلى ضوء انتشار وباء كورونا عام 2019، زاد استهلاك الاجهزة الالكترونية وبالتالي زاد الانفاق عليها بينما يعاني نحو 17% من الأهالي نتيجة كلفة الاجهزة الباهظة نظراً للأوضاع المادية والاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

يواجه الأطفال الكثير من التحديات على شبكة الانترنت خصوصاً هؤلاء الذي يستخدمون تطبيقات غير موثوقة. وفقاً للخبراء يعاني الأطفال في أغلب الأحيان من عدم وجود تطبيقات تحاكي لغتهم الأم أو ثقافتهم الاجتماعية مما يشكّل خطراً على سلوكياتهم مع أفراد الأسرة والأصدقاء.

مقابل ذلك، تدعو المنظمات المختصة إلى حث الأطفال على اعتماد الانترنت عند الحاجة لكن يجب التنبه الى المخاطر المحدقة يومياً. 

 

الابتعاد عن مخاطر الانترنت ممكن

بدءاً من المخاطر والاتهامات المتكررة التي تتعرّض لها شركات التكنولوجيا نظراً للثغرات التقنية في التطبيقات التي ترفع من احتمالية انتهاك خصوصية الأطفال وتهدد سلامتهم، تم طرح مبادرات عدّة من عمالقة التقنية– غوغل ومايكروسوفت - لحماية محتوى الأطفال على الانترنت من الاعتداءات الجنسية أو التنمر أو الابتزاز أو المحتوى المخالف.

تُساند الحلول الرقمية أولياء الأمور ليكونوا على دراية بكل ما يقوم به اطفالهم على الشبكة. مقابل ذلك، يلفت اختصاصيون في استخدام مواقع التواصل إلى أن كل هذه المبادرات لن تنجح 100% إلا إذا تم تحديد الحساب المستخدم على أنه من قبل طفل تابع لأحد أولياء الأمر وذلك عبر تسجيل سن الولادة حتى تتمكّن الشركات بدورها من تفعيل خاصية الحماية الممتدة المخصصة للأطفال.

إلى جانب الرقابة المباشرة، تعمل التحديثات الجديدة على تيك توك وانستغرام مثلاً على حجب الصور أو الفيديوات أو المحتويات غير اللائقة عن الطفل. تبعاً لذلك، تؤكد الحكومات حرصها على هذا الموضوع لحماية المجتمع ككل. فدعماً للحياة الرقمية، تم إطلاق ميزة "مركز العائلة" للرقابة الأبوية ضمن تطبيق سناب تشات في عام 2022 لتوفير بيئة آمنة والاستفادة من الشبكة الالكترونية بعيداً عن التهديدات في الامارات العربية المتحدة. تُمكّن هذه الميزة أولياء الأمور من الابلاغ عن الحسابات المشبوهة والتواصل المباشر مع الجهات المعنية من تطبيق سناب تشات لمعالجة أي مشكلة متعلّقة بهذا الخصوص.

وفي ولاية يوتا الأميركية، تم توقيع مشروعي قانونين لتنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي. بهذه الخطوة تكون ولاية يوتا أول ولاية تسن قانوناً يحدد كيفية استخدام الانترنت تحت 18 عاماً كما يحد من قدرة جذب شركات مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال.

في إطار الخطوات المطلوبة لحماية الأطفال إلى أبعد حدّ، يقول الخبراء إنه من الضروري العمل على محو الأمية الرقمية وتفعيل ورش العمل للأهل والأطفال على حد سواء لكيفية استخدام الانترنت وإبقائهم على اطلاع بكل مستجدات منصات التواصل الاجتماعي والاستفادة القصوى من خدماتها.