Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تتيح المنصات الرقمية خدمات لا مثيل لها بين مشاهدة الأفلام عالية الدقة والترفيه والألعاب إلا أنه لا يمكن الوصول إلى كل هذه دون كلفة اشتراك شهرية. فبعد انتشار سياسة التحول الرقمي، تترقّب شركات الاشتراكات الالكترونية ازدهار سوقها مع تعلّق المستخدم بالمحتوى الرقمي.

 يمضي المستخدم ساعات طويلة أمام الشاشة مع توسّع التطبيقات والمنصات لتشمل مزيداً من نماذج الأعمال، وفقاً للدراسات، تتوقع شركات التكنولوجيا أن تزيد نسبة الاشتراكات (subscribtions) إلى ما يتراوح بين 30% و80% بسبب شرود الذهن أمام الشاشة، فقد تصل النسبة إلى 200% في بعض الأحيان. على ضوء ذلك، تستثمر منصات الأفلام لتزوّد مشتركيها بباقة من الخدمات التي تلبي متطلباتهم وبكلفة مدروسة. وبما أن هذه الاشتراكات الشهرية متكررة، تُجني الشركات أرباحها من خلالها مع التسويق لباقات متجددة موسمية. فكيف تجذب المنصات المستخدمين لتجديد الاشتراكات الشهرية مرّات عدّة بأفكار ذكية ومبتكرة؟

الاشتراك الشهري: اقتصاد نحو الازدهار

يشترك ملايين المستهلكين في آلاف المنتجات والخدمات في كل صناعة بينما تختلف العروض المقدّمة بين شركة وأخرى. ومن المتوقع أن يؤدي نمو الطلب الاستهلاكي إلى تعزيز توسع اقتصاد الاشتراكات إلى 1.5 تريليون دولار بحلول العام 2025. ويُعد اقتصاد الاشتراكات أحد أسرع القطاعات نمواً. فمنذ انتشار الوباء عام 2020، قفز عدد المشتركين حول العالم مما رفع اقتصاد ملايين الشركات التي شكّلت نحو 650 مليار دولار في عملية بناء هذا القطاع. فعلى مدى السنوات التسع الماضية، نما اقتصاد الاشتراكات بنسبة 435%، على أن يصل حجم سوق الاشتراكات إلى 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2025.

يعتقد خبراء التقنية إن طبيعة المنصات الرقمية والمحتوى الرقمي ستسمح للشركات بالتوسع أكثر لتكون أكثر جاذبية للمستثمرين والعملاء على حدٍ سواء.

من خلال الاشتراك الشهري، يحصل المستهلكون على العديد من الفوائد عبر الانترنت، بما في ذلك الراحة والتخصيص وخفض التكلفة. تُعد خدمات البث "نتفليكس" مثلاً وشركات التوصيل وسائر التطبيقات أمثلة جيدّة على أنواع الشركات الناجحة في هذا المجال. ووفقاً للدراسات، يبلغ إجمالي القيمة السوقية المجمعة لجميع شركات الاشتراك الرقمي 14 تريليون دولار حالياً.

تعد خدمات البث جزءاً من قطاع خدمات الوسائط والاتصالات، حيث تمثل 34% من إجمالي الاشتراكات الرقمية. كما تشمل القطاعات الأخرى المدرجة في هذا القطاع خدمات الجيل الخامس والواي فاي وبث الموسيقى أونلاين. ففي سباق النمو والمنافسة على المستوى المحلي والعالمي، تفوقت شركات الاشتراكات على الشركات التقليدية مما دفع إلى توسع نطاق هذا النوع من الاستثمارات مع تأسيس العديد من شركات الاشتراك الرقمي الأكثر نجاحاً وأبرزها Amazon Web Services.

إليكم متوسط ​​الإنفاق الشهري على الاشتراكات الدورية

أدى نمو اقتصاد الاشتراكات إلى زيادة معدل إنفاق المستهلكين على خدمات الاشتراك. فبين عامي 2018 و2021، زاد متوسط ​​المبلغ الذي أنفقه المستهلك في أميركا مثلاً على المشتريات المتكررة بمقدار 430 دولاراً سنوياً، وهو ما يمثل نمواً بنسبة 15%. اليوم، يبلغ متوسط ​​الإنفاق الشهري على الاشتراكات 273 دولاراً، ويشمل هذا الرقم عمليات الشراء المتكررة الشائعة مثل خطوط الهاتف الخليوي وشبكة الواي فاي.

يهدر المستخدمون مبالغ طائلة على اشتراكات شهرية على بعض الخدمات غير المرغوب فيها أو غير المستخدمة وذلك من دون علمهم. ومع هذا السلوك، شهدت خدمات الاشتراك زيادة في أرباحها بدون تكلفة إضافية من خلال الاشتراكات غير المستخدمة، حيث لا تتحمل الشركات أي تكاليف مرتبطة بالعضوية غير المستخدمة.

تفرض مختلف دول العالم قوانينها لتنظيم عملية الاشتراك الشهري فتكون أسهل بالنسبة للمشترك والشركة على حدٍّ سواء دون العودة إلى المستخدم شهرياً. فيجد الباحثون ان التطبيقات التي تتطلّب إعادة تسجيل على فترات دورية قد تؤدي إلى خفض نسبة الايرادات وفوائدها. لهذا السبب قد يكون من الأفضل للمستخدم أن يُحدد بنفسه اشتراكاته المتكررة أو الدورية غير المفيدة أو الضرورية منها.

تُعد خدمات الاشتراك في بث الفيديو نموذج الاشتراك الأكثر انتشاراً حول العالم، حيث يشترك 98% من المستهلكين في خدمة واحدة على الأقل بينما يشترك 75% في اثنتين أو أكثر. في العام 2022، أتت نسبة اشتراكات الفيديو وتطبيقات الموسيقى الرقمية كثالث أكبر مصدر ايرادات في العام مع وصول اقتصاد الاشتراكات إلى 275 مليار دولار.

وشهدت شركات التجارة الالكترونية تهافتاً هائلاً على منتجاتها مع زيادة الطلب على المحتوى خلال فترة الجائحة مما دفع الصناعات الالكترونية إلى تطوير أعمالها استجابةً إلى هذا التحوّل. وحتى مع انحسار الوباء، لم تتباطأ حركة الشراء واستهلاك المحتوى الرقمي حيث استمر عدد الاشتراكات في النمو على أن تشهد تزايداً بنسبة 65% على أساس سنوي لتصل إلى حجم سوق يبلغ 904.28 مليارات دولار بحلول عام 2026.

إلى جانب الاشتراكات الشهرية للخدمات الرقمية، تأتي البرمجيات كخدمة أو المعروفة أيضاً بالبرامج حسب الطلب SaaS التي نمت خلال الفترة الأخيرة لتضم آلاف الشركات وتصل قيمتها إلى 152 مليار دولار.

SaaS (البرمجيات كخدمة)، والمعروفة أيضاً باسم البرامج حسب الطلب، هي الأعمال التجارية التي تتيح الوصول إلى البرامج للمشتركين باستخدام نموذج الترخيص.

التجارب المجانية - Free Trials تجذب المستخدمين

تطرح الشركات منتجاتها على المواقع الالكترونية وكافة المنصات استجابةً إلى متطلبات العملاء. أما الشركات التي تقدّم خدمة الاشتراك تطرح من خلالها مجموعة متنوعة من العروض وتُفعّل الحملات التسويقية لمنتجاتها وتسمح للمستخدم بتجربتها عبر خدمة التجارب المجانية.

ووفقاً للتقارير الأخيرة، احتفظت التجارب المجانية بـ 61.7% من المستهلكين من الشهر الأول إلى الشهر الثاني بينما التجارب المدفوعة احتفظت بـ 82.1% من المستخدمين، وهي نسبة أكبر. وقد يميل 80% من المستهلكين إلى الاشتراكات الشهرية  إذا كان بإمكانهم إلغاؤها بسهولة عبر الإنترنت من دون التعرّض إلى أي من المخاطر. في حين أن الاحتفاظ بالبيانات من التجارب المدفوعة قد يبدو أكثر جاذبية، إلا أنه لا يأخذ في الاعتبار معدل تحويل زوار موقع الويب إلى تجارب الاشتراك.

فرضت التجارة الالكترونية نماذج جديدة من الأعمال المُحدّثة. ففي ظلّ التحول الرقمي أصبح هناك العديد من المقاييس التي يجب تتبعها وأخذها بالاعتبار لضمان انتشار أوسع للمنتج ومسيرة ناجحة في السوق المحلي والعالمي والمساهمة في نمو الشركة.

تسير البشرية في ايقاع سريع وسط التحولات المتتالية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي  مما زاد أهمية التسوّق الرقمي ودعم حجم المنصات الالكترونية ورفع الطلب على برامج الدفع عن بُعد والاشتراكات المسبقة، فمن المتوقع أن ينمو هذا القطاع إلى 7.4 مليار دولار بحلول عام 2027. فهل ستتمكّن الاشتراكات الشهرية من جذب العملاء الآن وفي كل آن لراحة أكبر؟