Advertisement

Typography

تُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول تقدماً في مجال الاتصالات واعتماد التقنيات الحديثة. بالتوازي مع ذلك، تتولى حكومتها الوطنية مهمة تقييم الحاجة إلى تخصيص وإنفاذ استخدامات محددة للطيف الترددي على النحو المناسب.

 

تضم هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (TDRA) خاصةً قسم شؤون إدارة الطيف الترددي المسؤول عن المراقبة والتخطيط والتخصيص والخدمات. ولفهم دور الطيف الترددي وأهميته بشكل أفضل، ليس في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط، بل على الصعيد العالمي أيضاً، كان لتيليكوم ريفيو مقابلة خاصة مع طارق العوضي، رئيس المجموعة العربية لإدارة الطيف (ASMG) والمدير التنفيذي لشؤون إدارة الطيف الترددي في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.

 

 

يُعتبر الطيف الترددي العنصر الأساس في الاتصال اللاسلكي. ما هي الجهود / المناهج التي تبذلها كل من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية والمجموعة العربية لإدارة الطيف لتلبية احتياجات الطيف وتشجيع الاستخدام العادل في المجتمع العربي؟

تتجلى محدودية الطيف الترددي في مختلف أجزاء النطاقات الترددية إلى اختلاف خواص الانتشار الموجي لكل منها، وتزايدت الاحتياجات التنافسية مؤخراً على النطاقات الترددية في مدى الترددات فوق العالية(UHF)  وهي تقع بين 300 ميغاهرتز و 3 جيغاهرتز، بالإضافة لمدى الترددات ما فوق العالية (SHF)  وهي  بين 3 إلى 30 جيغاهرتز، مما شكل تحدياً في تشجيع هذا الاستخدام الجديد للخدمات الترددية مع حماية الاستخدامات الحالية للخدمات الترددية الأخرى. لذا تقود هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الجهود الحثيثة لتشجيع إدخال النطاق العريض اللاسلكي بأقل تكلفة الى المنطقة وذلك بالتنسيق مع الفريق العمل العربي الدائم للطيف الترددي؛ حيث أن النطاقات الترددية ما دون الـ1 جيغاهرتز تمتاز بتوفير تغطية ممتازة لأنظمة وشبكات الاتصالات المتنقلة الدولية.  وكان للفريق العربي (IMT) الطيف الترددي الأسبقية في تقديم المقترح الخاص بتحديد نطاق الـ700 ميغاهرتز لأنظمة الاتصالات المتنقلة الدولية في المؤتمر العالمي للاتصالات الترددية في 2012 (WRC-12)، بالإضافة لدورها السباق أيضاً في تمكين شبكات الجيل الخامس بشكل مبكر عن طريق اتخاذ قرار موحد لتحديد النطاق 3.4 - 3.8 جيغاهرتز لأنظمة الاتصالات المتنقلة الدولية حتى قبل المؤتمر العالمي للاتصالات الترددية  2019.

مع شبكة الجيل الخامس وإنترنت الأشياء وابتكار الأقمار الصناعية وحالات الاستخدام الذكية المتزايدة، لا بد من إنشاء سعة طيف كافية لهذه التقنيات. كيف يمكن تحقيق التنسيق والتغطية والفعالية من حيث التكلفة مع وضع كل هذه الأهداف في الاعتبار؟

تعتبر تطبيقات الجيل الخامس المنصة الأساسية لتقديم تطبيقات إنترنت الأشياء والمدن الذكية والأنظمة الأرضية - الساتلية الهجينة. كما يمكن لتقنية الجيل الخامس أن تلبي بشكل مناسب كافة احتياجات الاتصال بدءاً من البيانات المنخفضة جداً لأجهزة انترنت الأشياء وصولاً إلى احتياجات البيانات العالية جداً لأنظمة المراقبة في المدن الذكية. لذا فإن وجود ترددات منسقة عالمياً يساهم بشكل مباشر في دعم الحجم الانتاجي، وهذا التنسيق لتقنية الجيل الخامس مرتبط بتوافر الشرائح الداعمة لتصنيع المعدات والأجهزة؛ مما دفع الفريق العربي للطيف لاتخاذ القرار بالسماح باستخدام النطاق الترددي 3.4 جيغاهرتز كعامل رئيسي لإطلاق تطبيقات الجيل الخامس في بعض الدول العربية مع ريادة دولة الامارات العربية المتحدة في إطلاق الجيل الخامس في المنطقة.

كيف يتم الاستعداد لمؤتمر WRC-23؟ أي جزء من أجندة ومناقشات WRC-23 قد يؤثر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من غيره؟

تعتبر كافة بنود جدول أعمال المؤتمر العالمي للاتصالات الترددية  (WRC-23) ذات أهمية، وهي تمهد لإجراء الدراسات اللازمة و حول المسائل التي تحتاج إلى إجماع عالمي وإدخال تغييرات على لوائح التردد. ترتبط البنود الخمسة الأولى من جدول الأعمال المؤتمر القادم بالخدمة المتنقلة وتحديداً بتطبيقات النطاق العريض للخدمة المتنقلة ويدور حولها اهتمام كبير من ناحية الأنشطة والنقاشات على مستوى  لجان الدراسة بقطاع الراديو بالاتحاد الدولي للاتصالات وستظل محور التركيز الرئيسي خلال المؤتمر WRC-23 . وتتمتع بنود جدول الأعمال هذه بدعم متنوع اعتماداً على استيعاب الخدمات الحالية والحاجة إلى تطبيقات الاتصالات المتنقلة الدولية في هذه النطاقات، كما تشارك هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أيضاً في فريق عمل (WP5D) وفريق عمل (TG6 / 1 ) بالاتحاد وتشارك بنشاط في المناقشات التقنية والتنظيمية.

 

 

تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بمكانة ريادية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى العالم. ما هي المساهمة الرئيسية للطيف - كعامل تمكين ومحفز ابتكار للقطاعات – ولتحقيق الرقمنة السريعة في الدولة؟

تملك دولة الإمارات العربية المتحدة خططاً لاستشراف مستقبل الطيف الترددي؛ حيث أصدرت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية وثيقة استشراف المستقبل للطيف الترددي لدولة الإمارات العربية المتحدة للفترة الممتدة من (2021-2025) واستراتيجية  دولة الإمارات للجيل الخامس وما بعده للفترة (2021-2025).  وتعكس هاتان الخطتان أهمية الطيف الترددي كونه أحد العوامل الرئيسية في تمكين "الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة" بما في ذلك الثورة الصناعية الرابعة، والمدن الذكية، ونمط الحياة الرقمي، والخدمات الرقمية، وما إلى ذلك.

 

 

على المدى الطويل، كيف يمكن للتخصيص المناسب للطيف وكذلك الإدارة الفعّالة للطيف على الصعيد العالمي تحسين الشمول الرقمي؟

يتميّز استخدام الطيف بأهمية اجتماعية كبيرة من ناحية  إلتزام الدولة بحماية الحقوق الأساسية لمواطنيها في المجتمع، ولذا فإن قانون الاتصالات في كل بلد يضع إطاراً لإدارة الطيف على المستوى العالمي  إلى جانب لوائح الطيف الترددي التي تصدر من الاتحاد الدولي للاتصالات والتي تعتبر معاهدة دولية. ويشير الشمول الرقمي إلى الأنشطة الضرورية لضمان وصول جميع الأفراد والمجتمعات، بما في ذلك الأكثر حرماناً، إلى تقنيات المعلومات والاتصالات (ICT) واستخدامها. أما الطريقة الأكثر اقتصاداً لتقديم الاتصال هي من خلال الهاتف المحمول. كما تشير التقديرات إلى أن معدل انتشار الهواتف الذكية العالمية وصل إلى 78.05%في العام 2020. يستند هذا إلى ما يقدر بنحو 6.055 مليار اشتراك في الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم ويبلغ عدد سكان العالم 7.8 مليار بحسب موقع ستاتيستا. ووفقًا لمنظمة GSMA؛ فإن 51 % من سكان العالم لديهم اتصال بالإنترنت من خلال الهاتف المحمول وستستمر هذه النسبة بالتزايد. كما أن تخصيص الترددات فوق العالية (UHF) للاتصالات المتنقلة الدولية (IMT)؛ سيتيح نشر شبكة الاتصالات بأقل تكلفة في البلدان ذات المناطق الجغرافية الواسعة والقدرة على الوصول إلى السكان في المناطق الريفية وخارج المدن الرئيسية.