Advertisement

Typography

تجارب مميّزة رفعتها المرأة خلال السنوات الأخيرة في عالم التكنولوجيا والرقمنة، فعلى الرغم من التحديات أخذت النساء دورهن في العالم العربي والعالم ليقدّمن أفضل صورة عن المرأة العاملة. في مقابلة حصرية، سلّطت تيليكوم ريفيو عربية الضوء على أكثر النساء إلهاماً في مجال الرقمنة في سلطنة عُمان السيّدة ليلى الحضرمي، مستشارة عالمية في المدن الذكية والتحول الرقمي، التي شاركتنا تجربتها وقصص النجاح التي حققتها.

 

إحتفل العالم مؤخراً بيوم المرأة العالمي، برأيك هل تمكّنت المرأة من تثبيت مكانتها في عالم الرقمنة؟ وما المطلوب بعد للتقدّم أكثر في هذا المجال؟

بدأت المرأة في الظهور بشكل أكبر في عالم الرقمنة في السنوات الأخيرة، وتحققت لها نجاحات كبيرة في هذا المجال. ومع ذلك، فإن النساء لا يزلن يواجهن بعض التحديات والعقبات في التأهل للمراتب العليا في تقلد المناصب العليا في المؤسسات والشركات التقنية. هناك العديد من النساء في عالمنا العربي قابلت العديد منهن وعلى تواصل مستمر مع البعض منهن من خلال عوالمنا الرقمية.

من المهم أن يتمكّنّ من بناء شبكة علاقات قوية والثقة بأنفسهن والظهور في مختلف المحافل لمشاركة تجربتهن العلمية وخبراتهن المعرفية، وتعلم المهارات اللازمة، والعمل بجد لتحقيق النجاح. كما يمكن أن تساعد الشركات في دعم تقدم النساء في مجال التكنولوجيا من خلال توفير فرص التدريب والتطوير والمشاريع الرائدة التي تعزز المساواة بين الجنسين في العمل.

على الرغم من وجود بعض التحديات، إلا أن المرأة قادرة على النجاح في مجال التكنولوجيا والوصول إلى المراتب العليا، ولكن نحتاج أن تكون هناك مساواة في إعطائهن الفرصة حتى يصلن إلى تقلد المناصب العليا.

 

إنطلاقاً من مكانتك ودورك الفعّال في قطاع التكنولوجيا والمجتمع، كيف تُقيّمين الوسط حالياً لا سيّما بعد بروز التقنيات الحديثة وأهمها "شات جي بي تي"؟

نحن نشهد حالياً ثورة صناعية خامسة ستؤثر على العالم جميعاً في نقلة نوعية لأن هذا العصر هو عصر الذكاء الاصطناعي وهناك تسابق كبير في تقنيات وتطبيقات أخرى ظهرت بعد شات جي بي تي مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور كتطبيق Midjourney وخلال أقل من سنة تم تحديث هذا التطبيق إلى خمس نسخة والنسخة الأخيرة تم الإعلان عنها في مارس 2023.

نحن المستفيدين كأفراد من هذه الطفرة التقنية حيث هناك صراع وتنافس بين الشركات العملاقة التي تحاول أن تصمد وتتقدم أو انها ستخسر كما حدث لشركة نوكيا التي كانت متصدرة عالم الهواتف النقالة ثم تراجعت أمام الشركات التي سبقتها في صناعة الهواتف الذكية. كتقنيين نتابع بكل حماس السباق التقني وننتظر تطبيقات الشركات الأخرى في تبني تقنية شات جي بي تي وتطويرها حتى تنافس التطبيق الخاص بشركة Open AI  التي حققت نجاحاً ساحقاً من حيث عدد المشتركين الذي وصل الى اكثر من 100 مليون مشترك خلال أول شهرين من إطلاق خدمتها في الشات جي بي تي عبر موقعها الرسمي. السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا جميعاً: مَن هي شركة الهواتف الذكية التي ستكون سباقة في تطوير المساعد الشخصي الآلي مثل سري والكسا وكورتانا؟

 

بلمحة عامة، ماذا يمكن أن تخبرينا عن مرحلة قبل وبعد ميتافيرس وبرأيك هل اقتربنا من تحقيق التحول الرقمي الشامل والاستدامة؟

عالم الميتافيرس بدأ كتقنية في عام 2003 في أول منصة افتراضيه اسمها سكند لايف second life  وزادت أرباح المنصات الافتراضيه خلال فترة كوفيد 19 مما دفع شركة فيسبوك الى أن تنافس أشهر المنصات الافتراضية مثل Decentraland and Sandbox من خلال تغيير هويتها إلى ميتا Meta  حتى يكون قريباً من مصطلح الميتافيرس الذي تم اطلاقه كمصطلح تسويقي لمنصات العوالم الافتراضية. قامت شركة ميتا ببناء منصة افتراضية خاصة بها اسمها Horizon World  حتى تنافس الشركات العملاقة في العالم الافتراضي ولكن لم ينجح الرهان في التغلب عليها وما زالت تقنية الميتافيرس ناجحة مع الشركات الرائدة في هذا المجال وتكسب مليارات من خلال استخدام الميتافيرس في عدة مشاريع مختلفة.

مع هذا السباق والطفرة التقنية التي تحدث حالياً سيكون هناك تسريع أكبر لمشاريع التحول الرقمي مع محاولة التطوير المستمر في تطوير الخدمات الرقمية لضمان استدامة الخدمات مع التطور المستمر لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

في ظل التحولات السريعة، ما التحديات التي تشهدها عُمان والمنطقة. وبرأيك هل تم دمج سوق عُمان  في حلول الثورة الصناعية الرابعة؟

تشهد عُمان ومنطقتنا العربية العديد من التحديات في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم، ومن بين هذه التحديات السرعة في تبني سياسات وحوكمة محدثة بشكل سريع للتماشي مع تقنيات وأنظمة التحول الرقمي وتلبية متطلبات الثورة الرقمية.

وفي ما يتعلق بسوق عُمان، فقد بدأت الحكومة العُمانية اتخاذ خطوات لدمج السوق في حلول الثورة الصناعية الرابعة، حيث تم إطلاق مبادرات وبرامج تهدف إلى دعم وتمكين الشركات في القطاع الخاص والناشئة في خلق شراكة لتعزيز استخدام التكنولوجيا في جميع القطاعات الخدمية التي تسهم في تحسين جودة الحياة للأفراد. كما تم إطلاق سياسات في برامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة وتقنيات صناعة الفضاء. ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تعزيز قدرات سوق عُمان في التكيف مع التحولات الرقمية وتحقيق النمو الاقتصادي في المستقبل.

 

أخيراً، وبينما يعتبر البعض أن الرجل ما زال يهيمن على تخصصات التكنولوجيا والعلوم بالاجمال، هل سنتمكّن من سدّ الفجوة بين الجنسين قريباً؟

إذا رجعنا 20 سنة الى الوراء؛ معظم النساء كانت تعمل في بعض الوظائف التي تعتبر وظائف مناسبة للنساء مثل التعليم والصحة، ولكن اليوم نجد النساء يعملن في جميع الوظائف كما أصبح لدينا العديد من النساء يلعبن دوراً كبيراً كمؤثرات في مجالهن لذلك أثق بأن القادم أفضل في تكاتف الجميع لبناء مجتمع رقمي ومستدام.