تنتشر السيارات الكهربائية في مختلف طرق الدول العربية والمنطقة مع اشتداد أزمة الوقود عالمياً وبمحاولة للحفاظ على البيئة من جهة أخرى. على الرغم من فوائدها البيئية والمالية، تقدّم السيارات الكهربائية مشكلة أساسية تتعلّق بساعات الشحن الطويلة حيث تستغرق وقتاً طويلاً للشحن الكامل الأمر الذي لا يستهويه البعض.
سعياً لحلّ هذه المشكلة، نجح فريقاً من الباحثين في الصين بزيادة سرعات شحن بطارية السيارات الكهربائية - بطارية أيونات الليثيوم – بوقت يستغرق 5.6 دقائق للوصول إلى نسبة 60% من الشحن وإلى 80% خلال 11.4 دقيقة. تم تحقيق ذلك مع إضافة طلاء نحاسي وأسلاك نانوية إلى أنود البطارية بهدف تسريع الشحن الكامل بشكل فعال. في هذا الإطار، قام العملاء بتحسين التوزيعات المكانية للجسيمات بمختلف الأحجام من خلال تشغيل نماذج نظرية إلى جانب تغطية الغرافيت القياسي بالنحاس وإضافة أسلاكاً نانوية نحاسية. يُذكر أنه لم يتم تحديد كلفة هذه البطارية ومتى ستكون جاهزة للاستخدام والانتاج.
تطور مفهوم السيارات الكهربائية ليصبح فكرة كاملة متكاملة، بين السيارات العاملة على الطاقة الشمسية والتي تسير من دون وقود. ففي ظل ارتفاع معدّل التلوّث عالمياً تشدد الحكومات على ضرورة اعتماد هذا النوع من السيارات باعتبار هذا القطاع من المسببات الأساسية لتلويث الهواء حول العالم.
بحسب الدراسات، يُعد النقل البري الأكثر استخداماً من قبل الانسان وهو يُنتج ما يعادل 75% من إجمالي كمية الانبعاثات الصادرة على قطاع النقل. مع حلول العام 2022، توسّعت السيارات الكهربائية لتحقق أرباح كبيرة حيث تسير اليوم نحو 10 ملايين سيارة كهربائية على الطرقات بزيادة 43% عن العام 2019.
يؤكد العلماء على مكانة السيارات الكهربائية وهيمنتها على العالم حالياً مما سيرفع قيمة التعاملات والأسهم إلى أكثر من 50%. على التوالي ارتفعت أسهم شركات السيارات مع توسّع انتاج السيارات الكهربائية في العام 2021، بينما في العام 2020 فقد بلغ حجم سوق السيارات الكهربائية 246.7 مليار دولار على أن يصل إلى 318.22 مليار دولار بحلول العام 2028 بمعدل سنوي مركّب يبلغ 24.3%.
تعتمد معظم الدول على السيارات الكهربائية التي أصبحت الخيار الأول لغالبية العملاء، حيث تخطط مثلاً ولاية كاليفورنيا حظر السيارات التي تعمل بالبنزين أو الغاز تماماً بحلول العام 2030. على هذا الخط، تأخذ العديد من الدول الاتجاه نفسه من خلال فرض التشريعات والقوانين لحماية البيئة وتقديم تجربة مميزة مع السيارات الكهربائية.
بعيداً عن الفوائد البيئية، تعتبر السيارات الكهربائية أسهل للاستخدام وللصيانة مع وجود عدد أقل من الأجزاء المتحرّكة وتوفر الكثير من الابتكارات والخدمات الحديثة داخل المركبة. بالاضافة إلى الشحن السريع مما يخولها السير مسافات طويلة بشكل مستمر.
لا تزال الشكوك حول قدرة البطاريات على العمل لمدة طويلة إلا أن الأبحاث لا تزال سارية لتطوير حياة البطارية مع انتشار شبكات الشحن في مختلف المناطق والطرقات. أما من ناحية الكلفة، تُعد السيارات الكهربائية أغلى من السيارات التقليدية غير أن الشركات المعنية تعمل على تغيير هذا الواقع مع السنوات المقبلة.
يعتبر الانتقال الكامل إلى المركبات الكهربائية خطوة مميزة في قطاع النقل مما سيؤثر على تكاليف التشغيل وسيدفع الحكومات والدول إلى تسريع الاتجاه نحو تحقيق التحول الرقمي أولاً وتكثيف مراكز الشحن ثانياً. تُقدم السيارات الكهربائية تجربة لامحدودة وفريدة لأداء فائق مقارنةً بالسيارات التقليدية. وبما أن الخيارات اليوم باتت كثيرة ومتعددة، يبقى على شركات السيارات تكثيف جهودها لتطوير فكرة السيارات الكهربائية لتحاكي متطلبات السائق للتنقل الآمن في المدن المزدحمة أو المناطق الريفية.