Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تجمع تقنية التعرّف على الوجه أو Face ID مليارات الصور عنك وبتفاصيلها فتخوّلك الدخول إلى تطبيقات ذكية، فتح أجهزة إلكترونية وتعرّف مواقع الانترنت عليك بشكل سهل. يتخوّف الخبراء من هذه التقنية كونها تحتفظ ببيانات المستخدم الشخصية لأهداف عدّة منها أمنية أو رقابية إلا أن على الرغم من ذلك تشهد تقنية التعرّف على الوجه انتشاراً واسعاً حول العالم.

 نظراً لردود الفعل تجاه تطور تقنية التعرّف على مشاعر الوجه، كشفت شركة مايكروسوفت مشروعها الذي يقضي بإيقاف هذه التقنية العاملة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب التوقف عن تطوير وتوزيع  هذا البرامج مع توجه شركات التكنولوجيا نحو تحقيق الأمن الرقمي والشمولية. وتشير عملاقة التكنولوجيا مايكروسوفت  إلى المخاوف التي أثارتها هذه التقنية لانتهاكها خصائص ومعلومات المستخدم منها العمر والجنس والشكل وقدرتها على معرفة مشاعر الشخص ومنها الحب، الكره، التعب وغيرها. توقفت الشركة عن تقديم خدمات قراءة المشاعر للعملاء الجدد إنطلاقاً من 21 يونيو أما العملاء الحاليون فبإمكانهم الاستفادة لغاية 30 يونيو 2023. بينما ستواصل شركة مايكروسوفت دمج التكنولوجيا مع الذكاء الاصطناعي لخدمة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بصرية. وفي هذا الإطار تقول مايكروسوفت: "يمكن أن تكون أدوات مثل التعرف على المشاعر ذات قيمة عند استخدامها لمجموعة من سيناريوات إمكانية الوصول الخاضعة للرقابة".

يرتبط هذا القرار بإلتزام الشركة تجاه عملائها لحماية بياناتهم والحفاظ على مبدأ الخصوصية والشفافية التامة، كذلك أغلقت شركة ميتا المعروفة سابقاً باسم فيسبوك، برامج التعرف على الوجه في العام 2021 مع منع تحديد الأشخاص استناداً إلى الصور المنشورة لهم على التطبيق، تليها غوغل وأمازون. هذا وتعمل سائر شركات التكنولوجيا على تطوير شروط الأمن لديها من خلال تحديث معايير برامج الذكاء الاصطناعي.

مقابل ذلك أنشأت شركة مايكروسوفت Azure Face حيث تستخدمه المنشآت الحكومية لمراقبة الأفراد في الأماكن العامة، والغرض منه إمكانية التعرف على الوجه من خلال برامج البحوث والشركات الخاصة بالرعاية الصحية.

ليست مايكروسوفت أول من توقف عن اعتماد هذه التقنية فغيرها من الشركات التكنولوجية اتخذت هذا القرار لعدم رغبتها بتعرّض معلومات العملاء إلى الخطر أو القرصنة واحترام مبادئ الخصوصية على الانترنت مع الحفاظ على كل معايير السلامة العامة. بدورها حظرت شركة غوغل كلاود العام الماضي هذه التقنية مع تحميل نظامها التكنولوجي الجديد.

 

التعرّف على الوجه هل من أضرار مستقبلية؟

تستخدم الشركات تقنية التعرّف على الوجه لتحديد الأفراد من خلال مطابقة بياناتهم مع المعلومات المقدّمة بصرياً.

تعمل هذه التقنية وفقاً لقدرات الذكاء الاصطناعي على التفرقة بين البشرة السمراء والبيضاء وتحديد الوجوه والمشاعر. كما ترتكز على قاعدة كبيرة من البيانات تشمل معلومات عن الأشخاص وبدقة عالية.

تعتقد الدراسات أنه لا يجب الاتكال على تقنية التعرّف على الوجه فهي لا تعمل تماماً مع أصحاب البشرة الداكنة وهي أقل دقة من البشر وهذا الأمر يتطلب وقتاً طويلاً للمعالجة.

من ناحية أخرى، تنظم الحكومات والدول كيفية استخدام هذه التقنية مع تنفيذ القوانين المناسبة، ولذلك يطالب مزودو هذه الخدمات بوجود قوانين حماية ترفع عنهم المسؤولية في حال تم اختراق أو استغلال أي من البيانات. لذا تضع الدول قوانينها بشكل منفرد لتأمين الحماية الرقمية واستخدام تقنية التعرّف على الوجه بالشكل الأنسب واستغلال فوائدها بعيداّ عن الأضرار والمخاطر.

على الرغم من ذلك لا تزال تقنية التعرف على الوجه بالنسبة لبعض الشركات تُشكّل أداة قوية للتحكم والمراقبة. لكن ماذا لو تم استخدام هذه التقنية لتحقيق الأضرار؟

لن تسلم أي تكنولوجيا من العيوب طالما بقيت على تطور مستمر؛ وتختلف استخدامات التعرف على الوجه حسب السيناريوات المحتملة منها للابلاغ عن اعتداءات أو لتحليل هوية أحد الأشخاص. تتخوف الشركات من تخزين تقنية التعرّف على الوجه للبيانات أو اختراق الحسابات الخاصة أو انتهاك الخصوصية الشخصية لا سيّما في الدول التي تتمتع بحرية محدودة والتي تستخدم فيها هذه التقنية للتجسس كالصين، كوريا الشمالية وإيران. وبحسب التقارير الأخيرة، يستخدم المتسللون أنظمة متعددة لخداع نظام التعرّف على الوجه، إما عبر أقنعة للوجوه المسجلة في أنظمة التعرّف، عرض صور سيلفي للتعرف على تكاوين الوجه، استخدام تقنية التزييف العميق لانشاء الصور الحيّة أو من خلال إدخال برنامج ضار على نظام التعرّف.

تُناقش الجهات الدولية هذه التقنية ومدى خطورتها في حال استمرت في التطور على مدار السنوات المقبلة دون رقابة؛ فلغاية الآن ووفقاً لآخر الدراسات منعت بلجيكا ولوكسمبورغ تقنية التعرف على الوجه على أراضيها. وتحذر الشركات التكنولوجية من الانتهاكات التي ممكن أن تُعرّض خصوصية الأفراد للخطر وحماية السكان من خلال حظر المدن وكالاتها من الحصول على أي معلومة مستندة الى تقنية التعرف على الوجه. تحتاج هذه التقنية لرقابة وخصوصية كبيرة واستخدامها بالطريقة المناسبة للسماح للأشخاص بالاستفادة من فوائدها دون المس بالأمن الرقمي أو تهديد سلامة البيانات. ومع وجود مليارات من علامات الوجوه على مختلف التطبيقات الذكية، تصب شركات التكنولوجيا اهتمامها اليوم على عالم الميتافيرس لتحقيق النمو فيه.  

بعد حصد ملايين الدولارات والأرباح من تقنية التعرّف على الوجه تعيد عمالقة التكنولوجيا هيكلة قوانينها لاحترام خصوصية الأفراد  قبل الانتقال تماماً إلى عالم الميتافيرس الذي يُنظر إليه كمستقبل فاعل في عصر الرقمنة.

تحت مظلّة الخصوصية، من المتوقع نمو صناعة "التعرف على الوجه" بنسبة 15% على مستوى عالمي في الفترة من 2021 إلى 2028 حيث قُدرت قيمتها بنحو 3.9 مليارات دولار في العام 2020 بعد السماح لمزودي الخدمات بالعمل استناداً الى هوية الوجه فقط: منها لحجز تذاكر السفر، الدخول إلى التطبيقات الذكية، تعديل بيانات، تسجيل الدخول لمواقع إلكترونية.