Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تحظى التكنولوجيا الخضراء باهتمام الشركات لدمجها في مختلف المجالات توازياً مع الواقع الجديد والانتقال إلى الرقمنة الشاملة. وفي وقت يواجه فيه العالم العديد من المشاكل التنموية والبيئية، يندفع المستثمرون إلى تطوير الموارد النظيفة تلبيةً لاحتياجات العملاء وفقاً للمعايير الدولية التي تحترم التوازن البيئي للوصول  الى صفر انبعاثات كربونية.

 تُغيّر التكنولوجيا الخضراء نمط حياتنا بهدف المحافظة على الحلول الصديقة للبيئة، حماية الانسان من الانبعاثات الكربونية وتحسين أداء الأجهزة والآلات الالكترونية بما يناسب المستخدم. يشهد العالم حالة طوارئ مناخية من تزايد نسبة الانبعاثات الكربونية الملوثة. على ضوء ذلك، تُضاعف شركات التكنولوجيا والتقنية والخبراء جهودهم لحماية المناخ من جهة والاستفادة من الابتكارات الرقمية لمساعدة البيئة من جهة أخرى. لهذا الهدف، يركز مزودو خدمات الاتصالات على الحلول التي يقدّمونها لمكافحة الغازات السامة ونشر الطاقة النظيفة لضمان استمرارية البقاء. لغاية الآن، نجحت التكنولوجيا في حل الكثير من العقبات في مجالات الطاقة، النقل، العلم، الطب، الصناعة وكل القطاعات الأخرى لبناء مستقبل واعد.

بدورها أطلقت شركات الاتصالات وعمالقة التكنولوجيا حلولها لتحقيق التنمية  والاستدامة  للبيئة والمجتمع تهدف من خلالها الى رفع كفاءة الخدمات والعمل على تحويل قطاع الاتصالات والتقنية إلى قطاع صديق للبيئة. فمع استهلاك الطاقة أكثر، تبرز أهمية التركيز على توفير الطاقة الناتجة عن حركة نقل البيانات والمعلومات وتقديم نظام دولي ملائم لأعمال شبكات الاتصالات يخفض من البصمة الكربونية.  ويتنافس المبتكرون والعملاء على الحلول المستقبلية للحد من الأثر الكربوني خصوصاً في القطاعات الحيوية والانشائية المسؤولة عن نسبة كبيرة من هذه الانبعاثات عبر استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

 

شركات الإتصالات تعلن خططها لدعم التكنولوجيا الخضراء

إدراكاً منها للأزمة المناخية، تمكّنت شركات الاتصالات ومزودو الخدمات من نشر رؤيتهم المستقبلية لتخفيض استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية والالتزام ببعض التغيّرات الاجتماعية لتعزيز الاستدامة. ووفقاً للدراسات ارتفعت درجة الحرارة العالمية 0.4 درجة مئوية تزامناً مع تغيّر المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري.

ضمن المبادرات المتخذة مؤخراً، أعلنت شركة هواوي عن حل التنمية النظيفة لمساعدة مشغلي الاتصالات على تحسين استخدام الطاقة ورفع كفاءتها في ظلّ تقدّم شبكات الاتصالات من الجيل الخامس إلى الجيل الخامس والنصف 5.5G. كما أعلن القيّمون عن مشروع الشركة الصينية الذي يعزز الشبكات النظيفة مواكبةّ لحركة البيانات وتدفقها الكبير والحد من الانبعاثات الكربونية السامة. توفر شبكات الجيل الخامس الطاقة والاستدامة لتحقيق التحول الرقمي الشامل. هذا وركّزت هواوي على المراحل المعتمدة لتعزيز الابتكار، أولاها مع اعتماد التصاميم المتكاملة، التنسيق بين الشبكات والمحطات وتوفير الصيانة النظيفة لادارة الطاقة.

بدورها دعت شركة نوكيا إلى تسريع عملية الرقمنة واستيعاب الطاقة الخضراء المتجددة، لاعتمادها بنسبة 100% في عملياتها الخاصة بحلول العام 2025 للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية. وتشدد الجهات المعنية في نوكيا على أهمية تخفيض النفايات الالكترونية وزيادة الانتاجية مع إلتزام الشركة بسلسلة من الخطط اللوجستية.

يشير الاتحاد الدولي للاتصالات أنه يجب الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع التقنية والتكنولوجيا بنسبة 45% بحلول العام 2030 مع تزايد الخدمات الرقمية نحو 13 مرة في العام 2030 مما سيرفع من استهلاك الطاقة بشكل فوري.

وتتعاون شركات الاتصالات مع شركائها لنشر الطاقة النظيفة وتمكين القطاعات كافة من تحقيق نتائج ترضي الجميع.

في السياق نفسه، وقعت مجموعة من مشغلي الاتصالات في مجلس التعاون الخليجي مذكرة تفاهم (بين دو، e& المعروفة سابقاً بمجموعة اتصالات وعمانتل) لتسريع الاجراءات بشأن التحول المناخي والحفاظ على الطاقة النظيفة والتقليل من الانبعاثات الكربونية. تُركّز الشركات المذكورة على خطة التنمية والاستدامة بما يتماشى مع رؤيتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمواجهة التغير المناخي ونقل قطاع الهواتف والاتصالات إلى مرحلة الحياد الكربوني التام خلال العام 2050.

تماشياً مع أهداف رؤية 2030 ومساهمة الشركة في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة، أطلقت زين السعودية استراتيجية استدامة مؤسسية لدعم النمو الاجتماعي والبيئي على نطاق واسع للتوجه أبعد من مجرّد تمكين العملاء وتحسين تجربتهم التقنية.

أما التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية فتلعب دورها في نمو الاستدامة وتعزيز الاقتصاد الرقمي مع ايلاء اهتمام كبير لبناء ركائز التحول الرقمي والتحول إلى التقنيات والحلول الذكية في العمليات التشغيلية. وما زالت شركات الاتصالات بحاجة إلى دراسة معمقة لتوفير استهلاك الطاقة خصوصاً وأن خدماتها تتفرّع بين قطاع التقنية والمعلومات ونقل البيانات بين الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية عبر الشبكات الثابتة والمتنقلة. كما يستهلك قطاع الاتصالات نحو 7% من الكهرباء مما يشكّل 2% من مجمل انبعاثات الغازات السامة الناتجة عن النشاطل البشري.

 

تطوير أدوات العمل الصديقة للبيئة

تُطوّر شركات التكنولوجيا تقنياتها لتستخدم مصادر الطاقة النظيفة المتجددة لكافة احتياجاتها، مثل شركة مايكروسوفت وميتا وغوغل؛ فمن المرجح أن تستخدم 3 شركات من أصل 4 شركات تقنية الطاقة المتجددة بحلول العام 2030 ليستفيد العملاء من نظام العمل السحابي الافتراضي المتطور.

تساهم شبكات الجيل الخامس وخدمات الحوسبة السحابية وشبكات الاتصالات باستهلاك الطاقة النظيفة التي لا تؤثر سلباً على البيئة.و لا تقتصر منافع الرقمنة على توفير الخدمات السريعة فقط بل تساهم في تطوير القطاعات اعتماداً على أنظمة جديدة لكفاءة أكبر وجودة عالية استجابةً إلى متطلبات العملاء المتغيّرة باستمرار. فعلى الرغم من التحديات التي تواجهها شركات التقنية والتكنولوجيا، تتيح الأخيرة عالماً افتراضياً صديقاً للبيئة بكل مقوماته.  

تشمل التكنولوجيا الخضراء كل الخدمات الذكية التي تسهل اعتماد الطاقة البديلة وكيفية ادارتها لتحقيق الاستدامة. مميزات عدّة تحملها التكنولوجيا الخضراء أبرزها تخفيض تلوث الهواء، تشجيع عمليات التدوير، تحسين جودة الخدمات، إنتاج الطاقة النظيفة، فتح المجالات أمام الفرص التجارية.

ومع ذلك، يرى الخبراء بعض العيوب في التكنولوجيا الخضراء مما يعيق تنفيذها. أبرز هذه  العيوب ارتفاع نفقات عمليات التشغيل والبحث والتطوير، عدم توفر الحلول للمشاكل التقنية خصوصاً في الدول التي لا تزال قدراتها محدودة نسبياً في هذا المجال وهي في مراحلها الأولى. كما يرتبط نجاح مشاريع التكنولوجيا الخضراء بالنفقات الكبيرة التي تخصصها الشركات للانتقال إلى الحلول المتطورة مقارنةً بالحلول التقليدية. 

فبينما تعد الكنولوجيا الخضراء من المشاريع المطروحة حالياً على المستوى العالمي إلا أن الشركات تبذل جهودها لاستخدام تقنيات التكنولوجيا الخضراء بالأطار المناسب بالاضافة إلى توفيق البنية التحتية مع الواقع الجديد والأمر قد يستغرق وقتاً.

بعيداً عن المحيط المظلم الذي يرسمه التلوث البيئي بكل جوانبه، تنبع حاجتنا إلى تطبيق التكنولوجيا الخضراء واعتماد الطاقة النظيفة لحماية الطبيعة والبشر في آن.

تركز التكنولوجيا الخضراء على تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية، البيئية والتنموية فترمي أهدافها إلى رفع قيمة الاقتصاد والحفاظ على نوعيته مع الأخذ بالاعتبار التوازن الايكولوجي. ففي العام 2020، وصلت قيمة سوق خدمات التكنولوجيا الخضراء إلى 11.28 مليار دولار ويمكن ان تصل إلى 20.48 مليار دولار بحلول العام 2026. كما من المتوقع أن يرتفع عدد الشركات التي تستخدم التكنولوجيا الخضراء عبر تبني خوادم كبيرة السعة.

 

شبكات 5.5G تحدّ من انبعاثات قطاع الاتصالات

يؤكد خبراء الاتصالات ضرورة تطوير الشبكات وفقاً للاستدامة الالكترونية العالمية فانبعاثات قطاع الاتصالات ستشكّل 1.97% من الانبعاثات الكربونية عالمياً بحلول العام 2030. كما تحافظ شبكات الجيل الخامس والنصف على الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة في كافة القطاعات لتحسين خدمات الانترنت وتوسيع نطاق الروبوتات والتقنيات الذكية إلى جانب دعم الاقتصاد الرقمي.

من المتوقع أن تُطلق شبكات الجيل الخامس والنصف بالاعتماد على المعايير العالمية الموحدة لتطوير الاتصالات اللاسلكية وتخصيص النطاق الترددي الخاص للخدمات التجارية والتقنية بالكامل والوصول إلى الشبكات عبر الأنظمة الايكولوجية. فمن المرجح أن تنتشر شبكات الجيل الخامس والنصف مع بداية العام 2025 مع تطوير الأعمال والاتجاه إلى أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالتوازي مع خطط التحول الرقمي بمساعدة الحلول الخضراء النظيفة.

تلتزم وزارات الاتصالات والحكومات ببناء محطات إرسال صديقة للبيئة والمضي بعمليات تطوير قطاع الاتصالات كمحفز أساسي للقيام باقتصاد قوي قادر على مواجهة الأزمات، كتلك التي مرّ بها العالم مع انتشار الوباء، واتخاذ المسار الأنسب لتطبيق الاصلاحات في هذا المجال وغيره.

هذه المشاريع هي استثمار للمدى الطويل لتأهيل كل المناطق في المنطقة والعالم واضافتها ضمن قائمة المدن الخضراء التي تعتمد الحلول والتقنيات المتطوّرة لتحقيق نتائج جيدة في الاتصالات والتقنية. وفي وقت تواصل فيه مصادر الطاقة الانتشار يتطلب ذلك منا اعادة النظر بأسلوب حياتنا والتفكير بأفضل الابتكارات لنضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال القادمة وذلك من خلال التكنولوجيا الخضراء بالدرجة الأولى.