Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

بقلم توم لوزين الرائد في مجال الاتصالات العالمية في شركة EY

 

يعتبر الجيل الخامس من العناصر الأساسية لتحوّل القطاعات، مما يحتّم على مزودي شبكة الجيل الخامس دعم طموحات عملائهم من الشركات وتعزيز ثقتهم.

باختصار

  • لا تزال الاستثمارات بالجيل الخامس مرتفعة في العام 2022 بين الشركات عبر القطاعات الصناعية
  • ربع الشركات فقط تثق بقدراتها على نشر شبكات الجيل الخامس بنجاح
  • مع تقدم مبدأ الاستدامة على سلم أولويات أعمال الشركات، يجب على مزودي شبكات الجيل الخامس التأكد من أن حالات استخدام هذه الشبكات وإنترنت الأشياء تحترم مبدأ الاستدامة بشكل أفضل

على الرغم من المستويات المحددة للإنفاق على مجموعة من التقنيات الناشئة حالياً وفي المستقبل والاهتمام بحالات الاستخدام التي يمكن أن توفر المرونة أثناء فترة الوباء، يواجه عالم الجيل الخامس الصناعي بعض التحديات. تتمحور التساؤلات حول مدى اقتناع الشركات بفرصة الجيل الخامس حيث كشفت دراسة EY Reimagining Industry Futures الأخيرة أن 24% فقط من المستجيبين واثقون فعلاً من قدرة مؤسساتهم على نشر الجيل الخامس بنجاح.

من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يضاعف مزودو شبكات الجيل الخامس جهودهم لمساعدة المؤسسات على معالجة نقاط ضعفها، وإقامة شراكات النظام الايكولوجي، وتحقيق نتائج مالية إيجابية ونشر شبكة الجيل الخامس والتقنيات المتصلة بثقة.

للقيام بذلك، من المهم فهم تطلعات الشركات بشأن الجيل الخامس مما يمكّن مزودي الخدمات من تحديد مكانتهم كشركاء موثوق بهم في الأعمال. وتكشف الدراسة الأخيرة الصادرة عن EY Reimagining Industry Futures  ستة عناصر أساسية يجب على جميع المزودين أخذها بالاعتبار.

 

الرغبة في الإنفاق متوفرة ولكن اعتماد الجيل الخامس ليس مضموناً

من الواضح جداً أن انفاق الشركات خلال السنوات الثلاث القادمة سيتركز على اعتماد التكنولوجيا والتقنيات الناشئة. بحسب أبحاثنا، نعتقد أن الاستثمارات الحالية والمخطط لها سترتفع ضمن خمس من أصل ثماني فئات تكنولوجيا ناشئة، مع انخفاض الأتمتة والبلوك تشين فقط عاماً بعد عام.

إن الانفاقات المستقبلية المحددة للجيل الخامس هي الأعلى، وذلك استجابةً إلى المخاطر البيئية المحيطة والاجتماعية والحكومية في الدرجة الأولى. تهتم المؤسسات اليوم أكثر من أي وقت مضى بحالات استخدام الجيل الخامس التي تساعدها على تحقيق أهداف الاستدامة (68%) وتساهم في تحسين إدارة سلسلة التوريد لديها (65%).

إلا أنه لغاية الآن، لا يزال اعتماد الجيل الخامس غير مضمون، لذلك يجب على مزودي الشبكة ألا يشعروا بالإطمئنان. وتراجع عدد الشركات الآسيوية التي تخطط للاستثمار بالجيل الخامس بنسبة 10% عن السنة الماضية. فحتى مع انتشار الجيل الخامس، قد تصبح بعض الشركات أقل تقبلاً لفكرة تبني هذه الشبكة، وهذا ما يجب أن يأخذه مزودو خدمات التكنولوجيا بالاعتبار.

 

رؤية الجيل الخامس بالنسبة للشركات أصبحت أكثر دفاعية

ينتشر مؤخرًا فكر دفاعي تجاه مفهوم الجيل الخامس وإنترنت الأشياء – وهي فكرة تقوم على تقدير الكفاءة قبل الدخول إلى الأسواق المجاورة والتوجه نحو النمو وتحقيق الأرباح. تعتبر مساهمة إنترنت الأشياء في الكفاءة التشغيلية بشكل متزايد ضمن أولويات الشركات، وهذا ما ذكره العدد الأكبر من المستجيبين مقارنةً بالعام الماضي.

انعكاساً لهذه النتائج، ومقارنةً بالعام الماضي، قلّة هي الشركات التي تعتبر أن المنتجات الجديدة وإنشاء الخدمات هي أساسية للإنفاق على إنترنت الأشياء، أما حالات استخدام الجيل الخامس المتطورة التي تتميز بالواقع الافتراضي أو الواقع المعزز فتم تصنيفها على أنها تطبيق رئيسي من قبل 28% فقط من المستجيبين.

من ناحية أخرى، تُترجم الاعتبارات نفسها المتعلقة بالبيئة والمجتمع والحكومة والتي تفرض اهتماماً أكبر بالجيل الخامس، أيضاً إلى احتياجات جديدة على مزودي خدمات التكنولوجيا، الذين يقعون تحت ضغط كبير للاستجابة إلى هذه التحولات. إلى جانب الاحتياجات المتزايدة، تعتقد 47% من الشركات أن حالات الاستخدام التي يقدمها المزودون لا تلبي احتياجات الاستدامة كما يجب.

على ضوء ذلك، يجب على مزودي شبكة الجيل الخامس الأخذ بالاعتبار هذه المواقف وتقديم رؤية أكثر إقناعاً حول إمكانية الجيل الخامس في دفع النمو مع ضمان أن حالات الاستخدام الخاصة بهم تلبي احتياجات الشركات على المدى القريب.

 

الشركات تتلقى أساليب جديدة لطلب شبكات الجيل الخامس ونشرها

تتلقى الشركات حلول الجيل الخامس المتوفرة عبر مختلف نماذج الأعمال. تشير الدراسة إلى أن 77% من الشركات تهتم باعتماد شبكات خاصة لدعم حالات استخدام الجيل الخامس وإنترنت الأشياء. إضافة إلى ذلك، اعتبر 50% من المستجيبين أن عملية طلب شبكات خاصة مهمة  باعتبارها استراتيجية استثمارية ضرورية لشبكات الجيل الخامس ولأعمالهم مُعددين سلسلة من الفوائد المحققة مع التحكم بالشبكة (68%) والاستفادة من موثوقية شبكة محسنة (64%).

في الوقت نفسه، تبحث 71% من الشركات عن إمكانية طلب شبكة خاصة بالجيل الخامس بواسطة مشغل الشبكة الافتراضية للهاتف المحمول، بينما قد تعتبر 64% من الشركات أن الحصول مباشرةً على طيف الجيل الخامس هو أمر بالغ الأهمية.

في الحالتين، تبين إشارات العملاء أن علاقات شركات الاتصالات التقليدية مع عملاء الشركات تتعرض لضغوط - وأن استراتيجيات الانتقال إلى سوق أكثر مرونة ضرورية في عالم إنترنت الأشياء الذي يعمل بشبكة الجيل الخامس.

 

علاقة الجيل الخامس بالتقنيات التكنولوجية الأخرى تحت السيطرة لكن المخاطر السيبرانية تلقى اهتماماً أقل

تشير الشركات إلى العلاقة الضعيفة بين الجيل الخامس والتقنيات الناشئة الأخرى باعتباره التحدي الداخلي الأول لها، مقارنةً بالعام الماضي. ونظراً إلى المرحلة المستقبلية، فإن استكشاف علاقة الجيل الخامس بسائر التقنيات هو أيضاً من أولويات الشركات. يؤكد ذلك رغبتها بالاستفادة من مزيج التقنيات التكنولوجية هذه ومن التعاليم والارشادات الأساسية المتعلقة بالتقنيات الناشئة.

من الجدير بالذكر، أن 22% فقط من الشركات تتبنى مسألة الحد من التهديدات السيبرانية كأولوية لها ضمن أجندة إنترنت الأشياء الخاصة بها – التي تحتل المرتبة الأدنى – بينما تحتل مسألة الحد من المخاطر الإلكترونية المرتبة السادسة كأولوية مرتبطة بشبكات الجيل الخامس. بالنظر إلى نطاق عمليات الهجوم المحتملة الموجودة في الثورة الصناعية الرابعة، يجب على الشركات التأكد من أن مبادئ "الأمن حسب التصميم" تدعم عمليات نشر الجيل الخامس وإنترنت الأشياء، حيث يمكن أن يشكل ذلك نقطة خطيرة يجب ملاحظتها في حال تم الاستمرار بهذا الاتجاه.

 

مزودو الشبكات يحصدون الثقة كخبراء التحوّل بينما شركات الاتصالات بحالة متأرجحة

في حين أن الشركات تلجأ إلى مزودي التكنولوجيا والاتصالات لدعم رحلتها مع الجيل الخامس، تركز دراساتنا على معاييرالاختيار التي تعتمدها. تهيمن الأسعار التنافسية حالياً كونها السمة الأولى التي تبحث الشركات عنها لدى المزودين، وتتخطى سرعة التنفيذ. أما للمرحلة المستقبلية، فتقيِّم الشركات قدرة الموردين على المشاركة في إنشاء الحلول وتخصيصها على أنها أكثر السمات المرغوبة.

تسلّط التعاونات الضوء على أهمية الاستراتيجية المعتمدة من قبل الشركات للبحث عن شركاء التحول، وليس فقط عن موردي التكنولوجيا. في هذا الاطار، تنقسم آراء الشركات حول أي من الموردين لديه خبرة في التحول الرقمي. يتقدم مزودو التطبيقات والمنصات بنسبة 55%، متقدمين بفارق بسيط على شركات الخدمات المهنية (53%)، في حين أن مزودي معدات الشبكات (%30) يحققون مكاسب على أساس سنوي.

تتأرجح شركات الاتصالات في وقت 19% من الشركات فقط تنظر إليها كخبير في التحول الرقمي. على الرغم من حصولها على أعلى الدرجات كخبراء في إنترنت الأشياء (%54)، إلا أنها لم تحصد الثقة الكافية لتحقيق التحول من خلال أشكال جديدة من الاتصال. لذلك يجب العمل على تحسين مصداقيتها لتحقيق نتائج إيجابية في الأعمال.

 

النظام الايكولوجي للشركات يأتي بطموحات أكبر

يبرز التعاون في النظام الإيكولوجي كمسار أساسي لاكتساب مهارات ومعارف جديدة بين الشركات، هي التي ترغب في الاستفادة من التقنيات الجديدة. تتعاون 69% من الشركات مع منظمات أخرى ضمن النظم البيئية للأعمال، ويعتقد أكثر من (%75)أن استراتيجيات النظام الايكولوجي ستكون مركزية لتوقعات النمو لمدة خمس سنوات.

أصبحت محركات استراتيجيات النظام الإيكولوجي أكثر طموحاً، مع التركيز المتزايد على الأسباب المنطقية مثل تطوير الشراكات عبر القطاعات وتقصير الوقت اللازم لإيرادات المنتجات والخدمات الجديدة.

وبالتحديد، أشار 73% من المستجيبين الى أنهم سيعطون الأولوية للموردين الذين يمكنهم تقديم علاقات ذات صلة بالنظم الإيكولوجية كجزء من إمكانيات الجيل الخامس الخاصة بهم. نتيجة لذلك، يجب أن يكون مزودو خدمات الجيل الخامس قادرين على الاستفادة من النظم الايكولوجية للشركات السريعة التحوّل تلبيةً لتوقعات عملائهم المتغيّرة باستمرار.

 

ملخّص

تشكل شبكة الجيل الخامس عاملاً أساسياً بين الشركات، خصوصاً وأنها تعمل على بناء مرونة أكبر في ظل انتشار الوباء. وعلى الرغم من ذلك، قد تتجاهل الشركات فرص النمو، وهي بحاجة إلى مزيد من الدعم من مورديها للاستفادة من ايجابيات الثورة الصناعية الرابعة قدر الامكان.