Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

أسماء لشخصيات معروفة أو لأشخاص فارقوا الحياة، يعملون في المجالات السياسية أو رجال من التاريخ. تتنوع أسماء الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من دون معرفة أصحابها الحقيقيين أو من هم خلف صورة الحساب.

 يعتبر سوق الحسابات المزيّفة أونلاين من الأسواق الرائجة مؤخراً على الانترنت حيث تتيح للمستخدم انتحال صفة أي شخصية يريدها للتواصل مع العالم الآخر بحساب وهمي. فعلى الرغم من كل التدابير المتخذة للحدّ من هذه الظاهرة إلا أن انتشارها في توسّع أكبر مع فشل التعامل مع مفبركي هذه الحسابات وغياب الاجراءات الصارمة بحقّهم. كما يعمد بعض المنصات الى إنشاء حساب باسم مزيّف وبيعه في ما بعد لشخصية أخرى بعد تجميع عدد كبير من المتابعين. يختلف عدد الحسابات المزيّفة بين ميتا وتويتر ويوتيوب ولينكدإن وإنستغرام حسب الشروط التي تسمح للمستخدم بشراء الحسابات المزيّفة بشكل أسرع أم لا. وعن طريقة مواجهة الحسابات المزيّفة، يعتبر الخبراء أن ذلك يتطلّب تطوير التقنيات أولاً منها الذكاء الاصطناعي لتحديد الحسابات المزيّفة وتمييزها عن الحسابات الحقيقية بالاضافة إلى متابعة سلوك المستخدم على الانترنت والتحقق من أن الحسابات يتم التحكّم بها من قبل أفراد حقيقيين وليس مجرّد برنامج ذكي.

 

فخّ الأرقام وزيادة المتابعين

تستفيد بعض الجهات من الحسابات الوهمية إما لزيادة عدد المتابعين أو لمحاربة أحد الحسابات الأخرى والترويج للمعلومات الكاذبة والتأثير على المجتمع والرأي العام. بعيداً عن الهدف الأساسي الذي من أجله تم تطوير مواقع التواصل الاجتماعي للتعارف والتوسع في العالم الافتراضي دون التقيّد بحدود، يستغلّ بعض الأشخاص هذه المنصات للترصّد وللمراقبة أو لانتهاك حسابات أخرى والمطالبة بفدية مالية.

لم يعد يقتصر سوق الحسابات الوهمية على المستوى المحلي فقط بل بات سوقاً عالمياً تباع فيه "النقرات الوهيمة" أو fake clicks. نشهد ظهور العديد من الحسابات المواجهة التي تُظهر الحسابات الوهمية مع تنبيه المستخدم أو تكشف عن صورة الشخص الحقيقي الذي يمتلك هذا الحساب. فبحسب الدراسات يحتوي تطبيق تويتر على أكبر عدد من الحسابات المزيّفة مقارنةً بالتطبيقات الأخرى كفيسبوك أي"ميتا" التي تمكّنت من فرض بعض القيود لحلّ هذه المشكلة. هذا الأمر دفع رئيس شركة "تسلا" إيلون ماسك إلى التراجع عن قراره بالاستحواذ على تويتر قبل الحصول على ضمانات بأن أقل من 5% من الحسابات على المنصة ستكون وهمية. وعمد ماسك الى تحويل التطبيق إلى منصة أكثر حقيقية وموضوعية لمواجهة الحسابات المزيّفة والحرص على حرية التعبير.

أما عن مصدر الحسابات الوهمية فهو من داخل وخارج البلاد؛ في وقت يرتفع فيه عدد مستخدمي الانترنت. وتتعامل سلطات الدول مع أصحاب الحسابات الوهمية الهادفة إلى تخزين المعلومات أو سرقة البيانات أو التعرّض للشبكة وإلحاق الضرر بالبرامج التقنية. ترتكز الحسابات المزيّفة على الهاشتاغات – Hashtag الأكثر استخداماً والتي يُطلقها المؤثرون للاساءة أو التشهير بأحد.

فتح العالم الافتراضي المجال أمام الجميع للتعبيرعن رأيه دون احترام حريّة الآخرين، فيؤكّد المتخصصون أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو يطمحون الى كسب المال من الانترنت هم أكثر من يكونون خلف هذه الحسابات.

 

تشديد إجراءات الحماية من الحسابات الوهمية

تختلف الاجراءات المتبعة بين منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، فلكل منها سياستها الخاصة بالتعامل مع الحسابات المزيّفة وطرقها للحدّ منها. تنقسم الصفحات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدّة أنواع، منها الصفحات المُدارة من مجهول. أما عن كيفية مواجهة هذه المشكلة فيجب الانتباه إلى المرحلة التقنية وتفعيل الحلول الذكية وبرامج الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحساب الوهمي، ثانياً يمكن الاستعانة بمتخصصين في المجال لمراقبة الحسابات المزيّفة ونشاطها على الانترنت والعمل على تحديد مصدرها. أخيراً السعي إلى حذف العدد الأكبر من الحسابات الوهمية والتفرقة بينها وبين الحسابات الحقيقية.

أما عن سياسة إنستغرام، فيراقب التطبيق المتابعين غير النشطين ليقلل نسبة تداول حساباتهم والارتباط بحسابات أخرى مما يخفّف التفاعل مع هذا الحساب فينتهي الأمر به بإغلاقه. بينما لا يزال من الصعب حصر المشكلة على تويتر حيث يتم تبادل الأسماء ونشر الرسائل الوهمية والتغريدات المحرّضة من حسابات مجهولة للترويج لفكرة معيّنة. يختلف نوع المشكلة على فيسبوك حيث تكثر الصفحات المزيّفة مقارنةً بسائر التطبيقات، فخلال الربع الأول من العام 2022، اتخذت شركة فيسبوك اجراءات تجاه 1.6 مليار حساب مقارنةً بـ1.7 مليار حساب في العام الماضي. في الربع الأول من العام 2019، تمت إزالة 2.2 مليار حساب مزيّف على مواقع التواصل الاجتماعي. وفقاً لشركة ميتا تُمثّل هذه الحسابات شركات وهمية أو جهات أو مجموعات أو أعمال لا صلة لها بالواقع الحقيقي. يُقدر عدد الحسابات المزيّفة على انستغرام بـ 95 مليون حساب مع قاعدة إجمالية تبلغ حوالى مليار مستخدم، مما يعني أن 1 من كل 10 حسابات على انستغرام هو مزيف.

بدوره يُشدد الاتحاد الأوروبي اجرءاته تجاه الحسابات المزيّفة مع رفع الضغط على شركات التكنولوجيا لحصر المواقع والمنصات الوهمية أو المضللة. تشمل الاجراءات دفع الغرامات أو إلغاء الحسابات الوهمية ومعالجة الاعلانات المضللة وأخذ التدابير بحق المروجين لها.

 

تجارة مواقع التواصل وتأثير مجموعات القراصنة

يستغل المقرصنون انتشار الأخبار المزيّفة لعرض المزيد من المعلومات التي تجذب المستخدم ويتداولها بسرعة. تقوم هذه الأخبار على تحليل الخوارزميات التي لا ترتبط بأي حساب حقيقي، فأغلبها تتم إدارتها من قبل روبوتات إلكترونية. وفقاً لفيسبوك، تعرّضت منطقة الشرق الأوسط إلى حملات متنوعة من الحسابات المزيّفة استهدفت المملكة العربية السعودية، الامارات، والبلدان النامية التي يصل فيها عدد مستخدمي الانترنت إلى المليارات فيما استخدم الأشخاص خلف الشبكة حسابات مزيّفة ومخترقة تسعى لنشر محتواها وتعليقاتها لزيادة التفاعل بشكل مصطنع. تُمثل خطوة فيسبوك أحد أهم الخطوات التي تعتمدها شركات التكنولوجيا لمواجهة هذه المشكلة وتجنّب تفاقمها خلال السنوات المقبلة.

هذا وقد حذّرت حكومات الدول العربية من الوقوع ضحية للمواقع الاحتيالية والأشخاص الذين ينتحلون صفة جهات أو وزارات رسمية والاحتيال على المستهلكين. وتشير الجهات المعنية الى ان الخطر الأكبر يكمن في الحسابات التي تدعي أنها تابعة لجهات من الدولة للاستحواذ على معلومات خاصة من المستخدم. على ضوء ذلك، تنسق  الجهات المعنية مع السلطات المحلية للقبض على مرتكبي هذه الجرائم، والتنبيه الى عدم مشاركة أي معلومات سريّة أو خاصة مع أي طرف خارجي على الانترنت.