Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

في عصر البيانات الضخمة، تعتبر البيانات الرقمية من العناصر المهمة لتطوير الحلول وتعزيز الخدمات على مستوى القطاع العام والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص. ومع انبثاق المزيد من التقنيات وما تبعها من تحولات في مجال التكنولوجيا والاتصالات، حان الوقت لاستكشاف مجالات جديدة في الصناعة 4.0.

 تُطلق شركات التكنولوجيا  دراسة حديثة عن البيانات الاصطناعية ودورها في دعم الذكاء الاصطناعي وسائر التقنيات التي ظهرت من بعده كالتعلم الآلي وإنترنت الأشياء والجيل الخامس. تنطوي استخدمات البيانات الاصطناعية على تطوير الحلول ومختلف الأنظمة بدلاً من البيانات الحقيقية التي قد تُهدّد أمن المعلومات وخصوصية المستخدم. لطالما شكّلت مسألة أمن البيانات محط جدل للمنظّمات والدول الكبرى منها الصين والولايات المتحدة التي تلتزم ببعض التطبيقات لحماية البيانات لديها. ومع توسّع عالم التكنولوجيا والرقمنة، زادت حدّة المنافسة وتعددت المخاطر على كافة المستويات. على ضوء ذلك، تم وضع سلسلة من القوانين المتعلّقة بأمن الشبكات والانترنت والبيانات تحافظ على خصوصية المستخدم وتمنع اعتماد بياناته من قبل أي جهة خارجية من دون موافقته. وتطوّر هذا الوضع مع الاتجاه نحو تحقيق التحول الرقمي بكل أشكاله في القطاعات الصناعية والتجارية والأعمال.  

 

ما هي البيانات الاصطناعية – Synthetic Data؟

تجمع البيانات الاصطناعية أو التركيبية بين تقنية الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية وهي تُستخدم للبيانات الضخمة حاملةً قدرات خارقة لتسرّع عملية التحول الرقمي. تتألف البيانات التركيبية من خوارزميات حاسوبية شبيهة بالبيانات الحقيقية من دون أن تخضع لأي معطيات خيالية وهذا ما يجعلها آمنة أكثر بعيدة عن التهديدات الرقمية أو انتهاكات البيانات. فما هي الفرص والتحولات التي ستنتج عن اعتماد البيانات الاصطناعية؟

البيانات التركيبية ليست فكرة جديدة، لكنها تقترب اليوم إلى العالم الواقعي. تعتبر البيانات شريان حياة لعمل الذكاء الاصطناعي حيث يُعد الحصول على البيانات الضخمة الجزء الأكثر أهمية لبناء التقنيات الحديثة. تُعاني بعض الشركات من عملية جمع البيانات بجودة عالية وبكلفة مدروسة وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، هنا يأتي دور البيانات الاصطناعية. وفقاً للدراسات الأخيرة، فإن 60% من جميع البيانات المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي ستكون تركيبية وليست حقيقية بحلول العام 2024 خلال سنوات قليلة، وقد تأتي غالبية البيانات المستخدمة للذكاء الاصطناعي من مصدر جديد مجهول – لا يعرفه سوى قلّة من الشركات.

يُشكّل ظهور البيانات التركيبية نقطة مفصلية لتحويل الاقتصاد الرقمي والديناميكيات الإستراتيجية وحتى السياسات المعتمدة للبيانات بشكل كامل. ليس من المستبعد دخول البيانات الاصطناعية في الكثير من المجالات والصناعات أبرزها صناعة السيارات ذاتية القيادة. فغالباً ما تكون القطاعات الحيوية الداعم الأكبر للتقنيات الجديدة لا سيّما الذكاء الاصطناعي. ولكن لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أدرك رواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي أن قدرات البيانات الاصطناعية التي تم تطويرها لصناعة السيارات ذاتية القيادة يمكن تعميمها وتطبيقها على مجموعة من تطبيقات الرؤية الحاسوبية الأخرى. الأمر نفسه ينطبق على الروبوتات والأجهزة الالكترونية المتطوّرة.

انتقلت دبي إلى العصر الحديث مع اعتماد البيانات الاصطناعية والذكاء الاصطناعي بكثافة. تستفيد المؤسسات المختصة من البيانات الضخمة لتعزيز الحياة الرقمية وتحسين تجربة العملاء. وباعتبارها أجد الحلول المطروحة للأعمال الرقمية، تعمل حكومة دبي على ادارة البيانات الاصطناعية وتحويل البيانات التقليدية مما يعكس رغبة دبي في تطوير مسيرتها في التحول الرقمي. وتوفّر البيانات الاصطناعية المرونة لتحقيق الأهداف. وبحسب المعنيين، ينبع اهتمام دبي بالبيانات الرقمية من إدراك كافة الجهات بأهمية ودور الحلول الذكية وضرورة دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في رحلة رقمية شاملة يستفيد منها كل الأطراف دون استثناء، لمستقبل مزدهر.

 

التحديات والصعوبات في مجال البيانات

تتمثّل أهم التحديات في عالم الانترنت بكيفية الحفاظ على أمن البيانات وخصوصية الأفراد. بعد الاختبارات والتجارب أصبحت الشركات الناشئة نموذجاُ عن العمل الناجح من خلال فرق العمل المختصة التي تساعد في البحث والتطوير وتُضاعف الاستثمارات في البيانات الضخمة وبرامج الحماية. هذا وتجمع الدول النامية الابتكار بمجال البيانات سواء كان في المؤسسات الخاصة أو الحكومية عبر تطوير السياسات وتسهيل تبادل البيانات وتحسين استخدامها.

تتوافق البيانات الحقيقية مع البيانات الاصطناعية إلا أنها تعتبر أكثر أماناً وانسجاماً مع الواقع الجديد، في وقت تحرص فيه الشركات على الأمن الرقمي أكثر من أي وقت مضى. فمع معالجة البيانات الاصطناعية يمكن المحافظة على سرية المعلومات والحصول على نتائج أفضل في التحليل ضمن الاطار العملي. ومع مقارنة المنهجيات التقليدية والحديثة، تمكّن الخبراء من الحفاظ على البيانات والخصوصية مما يفتح آفاقاً جديدة في عالم الانترنت والبيانات الخاصة التي يمكن أن توسّع نطاقها بهدف تحقيق أسس المدينة الذكية وتوظيف التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. إلى جانب ذلك، لا يمكن تجاهل القواعد الاقتصادية والاجتماعية التي تُركّز على تطوير الأعمال بالأبعاد التقنية نفسها ولكن تجعل الشركات والمجتمع أكثر كفاءة واستعداداً للمرحلة المقبلة. في هذا الاطار، تم الاعلان عن العديد من الشراكات الهادفة إلى إنشاء كميات هائلة من البيانات الاصطناعية، لتحسين حالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها. وستتضمن مجموعة البيانات التركيبية هذه، السجلات الطبية المنشأة بشكل مصطنع، ومطالبات الرعاية الصحية والبيانات الطبية ذات الصلة التي تحافظ على بنية و "إشارة" بيانات المريض الحقيقية.

من بين المميزات التي تتمتع بها البيانات الاصطناعية أيضاً، قدرتها على معالجة مخاوف خصوصية البيانات التي منعت نشر الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية. كما يقدم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على بيانات المريض الحقيقية مشاكل خصوصية شائكة، لكن هذه الأخيرة تزول عندما تكون البيانات اصطناعية. وستتفوّق البيانات التركيبية على التقليدية حيث ستكون الأنسب لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

تقدم البيانات الاصطناعية حلاً ثورياً لتجنّب المخاوف بشأن الخصوصية الرقمية نظراً لأن البيانات لن تتوقف عن الحركة بل سيتضاعف وجودها لارتباط العالم الحقيقي بالعالم الافتراضي.