Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

مع دخول كرة المونديال إلى قطر، كثّفت شركات الاتصالات جهودها لتوفّر منصات رقمية عالمية المستوى للمستخدمين. فمن تعزيز خدمات العروض والمحتوى وصولاً إلى تحسين سرعات الانترنت، اختبرت البلاد أفضل تجربة تواصل على ضوء كأس العالم فيفا قطر 2022.

بهذه المناسبة، يشير اللاعبون الأساسيون في مجال الاتصالات والتقنية إلى أن الطريق نحو الازدهار وسط عالم متصل بالكامل ليس بهذه السهولة. رغم كل التحديات والعقبات، رسمت قطر صورة جديدة عن البطولات الرياضية العالمية الأكبر على الاطلاق. من خلال المواقع الالكترونية والمنصات الذكية، عبّر زوّار قطر عن امتنانهم وإعجابهم بالتنظيم والتسهيلات المتوفرة أونلاين على أجهزة الهاتف المحمول. بمعزل عن البطولة، برهنت قطر مكانتها في العالم الرقمي مع تطوير استراتيجيتها ورؤيتها في ما يتعلق بتحقيق الأمن السيبراني وتجنّب الهجمات المرتقبة. على مستوى التقنيات الحديثة والأكثر ذكاءً، أبرزها الذكاء الاصطناعي، وفّرت هذه الحلول تجربة ممتازة حيث بات بإمكان المشجعين توقع نتائج المباريات قبل حصولها مع تقديرات عالية الدقة والموثوقية؛ لاقت هذه اللعبة اعجاب العديد مع توقع وصول المنتخبات النهائية.

 

أفضل الخدمات لحدث استثنائي

إلى جانب الخدمات التشغيلية واللوجستية، تؤكد القيادة القطرية عملها في كافة القطاعات استجابةً لمتطلبات العملاء والزوّار. وبهذه المناسبة، أكّد سعادة السيّد محمَّد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على الخطط التي وضعتها الوزارة والمشاريع المستقبلية التي تبغى تنفيذها لتحقيق الأهداف التنموية والاستدامة والاستمرارية وتقديم أفضل تجربة آنية لكل المشجعين من كافة أنحاء العالم.

بالشراكة مع مزودي خدمات الاتصالات، عملت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية على تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الشبكات اللاسلكية إلى جانب دمج شبكات الجيل الخامس ضمن الملاعب وتوسعة الخطوط الدولية وإنشاء شبكات للألياف الضوئية عالية السرعة والجودة.

وضمن حرصها على نجاح هذا الحدث الاستثنائي، استعانت هيئة تنظيم الاتصالات بكل الحلول الذكية لمراقبة الطيف الترددي وتحديد أماكن التشويش وتوفر أفضل بث فضائي بما يتوافق مع شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا. هذا وقد تم تدشين الطائرات المسيّرة (درون) لاقامة العروض يومياً فضلاً عن حمايتها لشبكات الاتصالات من الانبعاثات الراديوية.

عملت وزارة الاتصالات القطرية على توسعة البنية التحتية لاستيعاب تدفق البيانات طيلة فترة البطولة. كما أُنشأت قنوات الاتصالات الفضائية لضمان البث المباشر لكل المباريات لكافة دول العالم. فضلاً عن ذلك، تم تصميم منصات رقمية تتيح انتقال البيانات فوراً من طرف إلى آخر: كمنصة المواقف الذكية التي توفر خدماتها للسائقين على الهاتف المحمول لتجنّب الازدحام وخفض الانبعاثات الكربونية في كل القطاعات.

هذا ولفتت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر إلى أهمية خدمات السحابة والتقنيات الناشئة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي التي ترفع مستوى الكفاءة لا سيّما في قطاعات النقل والمواصلات والتجارة. وتعتمد الجهات القطرية على تحليل البيانات لفهم سلوك العملاء خلال فترة استضافة البطولة للانتقال إلى قطاعات ذكية على كافة المستويات.

بفضل التجهيزات الشاملة والاستعداد لهذه البطولة، تبرز قطر بحلول التكنولوجيا الناشئة مما يعزز الاقتصاد الرقمي للدولة ويرفع مستوى الايرادات لتصل إلى 2.7 مليار دولار بحلول العام 2025.

 

 تعزيز الأمن السيبراني لمونديال 2022

شهدت قطر افتتاحاً مميزاً للمونديال من حيث التنظيم والفعاليات وعدد الحاضرين. أما من الجانب التشغيلي، فكان الهاجس الأكبر تقديم خدمة وتجربة للزوار والجماهير مع دعم الاستثمارات في مجال التقنية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بحسب المعلومات، وصلت حركة البيانات خلال افتتاحية كأس العالم 2022 إلى 36 تيرابايت مع اجراء 620 ألف مكالمة صوتية مع تجاوز سرعات الجيل الخامس عتبة 2 غيغابت في الثانية، فضلاً عن استخدام تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.

أطلقت قطر مؤخراً منطقة لمراكز البيانات السحابية واسعة النطاق بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة مايكروسوفت لمواجهة التحديات السيبرانية والهجمات الالكترونية المستمرة.  تكمن أهمية إقامة مراكز للبيانات في تمكين المجتمعات الرقمية وتوفير الاتصال المستدام، هذا وتستفيد الحكومات من الحوسبة السحابية لنقل المعلومات بدقة وأمان. كما تُمكّن السحابة الشركات التقنية من التعاون مع العملاء للتحكّم بالتهديدات الاقليمية والمحلية على المستوى الالكتروني.

مع هذه الخطوة، ستجذب قطر التعاملات والشركات المحلية والعالمية من كافة القطاعات لنقل البيانات وتحليلها بأداء ودقة عاليين. هذا ويتم تطوير التطبيقات الذكية من خلال اعتماد الذكاء الاصطناعي وتقنية إنترنت الأشياء لتوفير بيئة سحابية آمنة تستوفي شروط الأمن الالكتروني.

خلال السنوات الماضية وحتى قبل المونديال، تعرّضت قطر لعدد من الهجمات السيبرانية التي وقع ضحيتها العديد. على ضوء ذلك، أصبح التركيز أكبر على كيفية حلّ الهجمات المحتملة عبر السحابة وتشغيل التقنيات المتقدمة لهذه الغاية أيضاً. يتعيّن على العملاء اختيار المواقع الالكتروينة الآمنة وعدم الضغط عىل الروابط المزيّفة والتحقق من سلامة التقنيات المستخدمة لنقل البيانات أو لاستخدام المعلومات على الانترنت.

يتم التنسيق بين القطاعين العام والخاص من أجل التصدي للتحديات المترتبة بهذا المجال خصوصاً وأن بعض الخبراء يؤكدون ارتفاع عدد الهجمات الالكترونية مع الانتقال من الجيل الخامس إلى عصر الجيل السادس.

بدورها، عملت الجهات المعنية القطرية على تقديم أفضل أنظمة حماية للحفاظ على الأمن السيبراني خلال البطولة وما بعدها وذلك استناداً إلى الممارسات العالمية. فإلى جانب التجهيزات البنيوية، تُفّعل الجهات القطرية برامج اكتشاف التهديدات السيبرانية قبل حدوثها لحماية شبكة التطبيقات الذكية.

في هذا الاطار، تمتلك قطر مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل لتعزيز قدرات المؤسسات والشركات لرفع التوعية حول مخاطر الهجمات السيبرانية وتعزيز ثقافة الحماية على الانترنت.

 

تطوّر كبير في الفضاء القطري: خطط بعيدة المدى

تُمثّل قطر نموذجاً عن الدول النامية رقمياً حيث ترتكز الخطط المستقبلية على مزودي خدمات الأمن السيبراني لتحسين البرمجيات وتطوير الفضاء الالكتروني. يدفع الأمن السيبراني عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة والبنية التحتية الرقمية والتقنيات الحديثة. فمع تطوّر المشهد تختبر الشركات في البلاد جاهزيتها لمواجهة الاختراقات الأمنية الحيوية مع دعم الاستثمارات الفنية في هذا المجال. أما عن دور الجهات المعنية القطرية، فتعمل الأخيرة على مراقبة حركة البيانات وسلامتها خلال البطولة وما بعدها، مع امتثالها لمعايير مشتركة لفحص أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتأكد من توافقها مع الشروط العالمية.

تُشكّل سياسة قطر جزءاً أساسياً لتطبيق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني بالاضافة إلى مشاريع أخرى هدفها متابعة التطوّر ورسم الخدمات عبر استخدام الحلول التكنولوجية.