Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تواجه الشركات المصنّعة للهواتف الذكية تحديات مزدوجة على مستوى الأسواق الاقليمية والمحلية. فعلى الرغم من الضعف المرتقب لسوق الهواتف المحمولة، تتوقع بعض العلامات التجارية نمو مبيعاتها حتى آخر العام 2023.

 تقدّم منطقة الشرق الأوسط أداءً عالياً لعام 2023 مع انتعاش المبادرات الرقمية والمشاريع الناشئة وعودة الحياة للاقتصاد. ووفقاً للمعلومات، قد تكون مبيعات الهواتف المحمولة الأفضل في هذه المنطقة مع وصول عدد الشحنات إلى 46 مليون وحدة. على ضوء ذلك، تركز الحكومات في الخليج لا سيّما في الامارات والمملكة العربية السعودية وقطر، مع استضافتها الأخيرة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، استثماراتها على الحلول الرقمية فيما تشجّع اعتماد الهواتف المحمولة كونها عنصراً أساسياً للانتقال إلى العالم الرقمي. وعلى عكس المتداول، ينجذب العملاء إلى الهواتف المحمولة الذكية مع الطلب المتجدد على الطرازات الجديدة. وبحسب الدراسات قد تنمو شحنات الهواتف الذكية القابلة للطي بنسبة 52% عالمياً على أساس سنوي خلال العام 2023 مع شحن 22.7 مليون وحدة في أواخر شهر مارس المقبل.

 

 تأرجح الطلب العالمي على الهواتف المحمولة مع بعض الإستثناءات

تؤثر الأزمات المتتالية على سوق الهواتف الذكية عالمياً، فارتفاع أسعار الفائدة والتدهور الاقتصادي ساهما في إضغاف مبيعات الهواتف الذكية في الفترة الأخيرة. هذا وتواجه الشركات المصنّعة للهواتف المحمولة في أوروبا تحديات كبيرة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.بدورهم، يوفر المستثمرون فرصاً جديدة للنهوض بسوق الهواتف المحمولة في المنطقة والعالم مع تعدد التطبيقات والحاجة إلى تجدد الأجهزة لمواكبة التطور الرقمي. وبالنظر إلى المشهد بالاجمال، تُسجّل الهواتف القابلة للطي ازدهاراً ملحوظاً حيث من المتوقع أن ترتفع قيمتها لما فوق 20% خلال العام 2023. مقابل ذلك، قد تنخفض أسعار الهواتف الذكية "التقليدية".

أما التوقعات المتفائلة فتشير إلى انتعاش سوق الهواتف المحمولة مع بداية العام الجاري مما ينعكس على حجم الطلب في المرحلة المقبلة. كما تساعد الطرازات الجديدة المطروحة للخروج من الأزمة الحالية بشكل تدريجي مع فهم الشركات المصنّعة سلوك المستخدم ومتطلباته.

ما زال الطلب على الأجهزة الالكترونية عالية الجودة كبيراً خصوصاً في فترة الأعياد في وقت يتم البحث فيه عن أجهزة بسعة كبيرة قادرة على حفظ البيانات بأمان.

 

 الصين تتصدر السوق على مستوى العالم

تتنامى الضغوطات السياسية على الصين، إلا أن ذلك لم يمنعها من المحافظة على مكانتها في المجال الرقمي والتقني إلتزاماً منها بتوفير أفضل تجربة للمستخدمين ودعم الطلب على الأجهزة الذكية والهواتف المحمولة.

تعتبر الصين اليوم من أضخم أسواق الهواتف المحمولة في العالم بعد التغيرات التي عملت عليها على مدى السنوات الأخيرة من ناحية الادوات والموارد النامية لتخفيض الكلفة ورفع الكفاءة في آن واحد.

ترتبط عملية انتاج الهواتف المحمولة بسلوك المستخدم في ظلّ عصر السرعة والابتكار. فإن التوجه السريع نحو الرقمنة أعطى الأولوية للاستثمارات في هذا المجال مدفوعة بنمو الاقتصاد القائم على الرقمنة والحلول الذكية. فمن خلال الهواتف الذكية، يمكنك إتمام الأعمال، التواصل مع الآخرين، مشاهدة الأفلام، تصفّح الانترنت وغيرها من الخدمات الترفيهية. وفقاً للمعلومات، تُرسل ملايين الرسائل النصية وتتم مليارات الاتصالات في الثانية الواحدة كدليل على استخدامنا المكثّف للهاتف في الفترة الأخيرة إلى جانب الأجهزة الأخرى التي ظهرت في الأسواق.

وتهيمن الشركات الكبيرة على أكثر من 90% من مبيعات الهاتف المحمول مما يدفعها إلى الاستثمار أكثر في المنطقة.

 

 مميّزات الهواتف المحمولة خلال السنوات العشر المقبلة

لن تبقى الأجهزة الالكترونية ولا حتى الهواتف الذكية على حالها، فهي أيضاً ستشهد تقلبات وتطورات عدّة على مستوى الشكل الخارجي أو المضمون الداخلي. بعد العام 2019، بدأت تتغيّر ملامح التكنولوجيا على أن تصل إلى تحولات جذرية بحلول العام 2030 وتشمل هذه التحولات شبكات الاتصالات من الجيلين الخامس والسادس إلى الهواتف الجديدة القابلة للطي التي تتيح التواصل مع آلاف التقنيات.

تحتاج هواتف العقد المقبل إلى شبكات ذات سرعات فائقة لتوفير التواصل بين آلاف الأشخاص من كافة أنحاء المناطق. لذا ستجتاح شبكات الجيل الخامس العالم تلبية لحاجة المستخدمين لنقل البيانات والاتصال بسرعة خارقة. على الخط نفسه، تطوّر شركات التكنولوجيا حلولها لتوفير الاتصال من دون انترنت.

ولن تقتصر خدمات الهاتف المحمول على الاتصال فقط بل سيكون وسيلة لاجتياز نقاط العبور في المطارات والأماكن العامة مع مشاركة المعلومات القانونية المحمّلة عليه. كما سيفعّل عمالقة التكنولوجيا استخدام بصمة الوجه والاصبع.

ومن خلال بطاقات الدفع المسبقة الالكترونية، ستكون الهواتف المحمولة المستقبلية وسيلة سهلة للدفع الآمن، لارسال الأموال أو تلقيها عبر مختلف التطبيقات الذكية المخصصة لهذه التحويلات. مع ذلك، سيتحول الهاتف الذكي إلى محفظة للعملات الافتراضية بالاضاقة إلى مميزّات عدّة سيحملها للقطاعين الصحي والتعليمي.

مع انتشار وباء كورونا، عمدت مستشفيات عدّة إلى العلاجات عن بُعد من خلال تحميل المعلومات الخاصة بالمرضى بملفات أونلاين ومشاركتها بين الأطباء. هذا وتتيح التطبيقات الجديدة والأجهزة القابلة للارتداء تحميل كل المعلومات الخاصة بالمريض بدءًا من تخطيط القلب إلى التنبيه لعوارض معيّنة يمكن أن يُنذر بها الهاتف المحمول في حال وقوع أي ظرف طارئ.

وبما أن استخدامنا للهاتف المحمول بات يومياً، تعتبر مشكلة البطارية من أكبر المشاكل التي تواجه المستخدمين مع سرعة نفاد البطارية. فبحسب الدراسات، سيتمكّن الهاتف المستقبلي من نقل الشحن لهاتف آخر بمرونة على أن تصبح عملية الشحن حرارية وتحصل بصورة تلقائية.

بين تدوين المميّزات والعمل على تحقيقها، تعمل الشركات المصنّعة للهواتف المحمولة على طرح المزيد من الطرازات خارج المألوف، فمهما ستأتي به التطورات في المرحلة المقبلة، ستبقى للهاتف الذكي مكانته الخاصة كصلة وصل متينة بين كافة أنحاء العالم.