Advertisement

Typography

يجتاح الانترنت الدول العربية والعالم إلى جانب الخدمات المتوفرة مع الاتصالات والشبكات اللاسلكية. على الرغم من كل التحديات، عززت المنطقة مكانتها في التجارة والاقتصاد الرقمي مع ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت الذي بلغ نحو 275 مليوناً بنهاية العام 2020.

 تدخل الدول عصر الانترنت استناداً إلى سرعات التنزيل لديها عبر الشبكات الثابتة. وبينما تتنعّم بعض المناطق بانتشار واسع للانترنت ووصول الخدمات فيها إلى 100% من عدد السكان، في الخليج العربي، تواجه المناطق الأخرى فجوة رقمية كبيرة حيث يُسجّل انتشار الانترنت فيها 69% فقط: في ليبيا، المغرب، الجزائر. وفي سوريا، العراق، لبنان، الاردن، فلسطين ومصر نسبة 65%. هذا وتستعد حكومات العالم إلى اعتماد التقنيات الذكية وأبرزها الذكاء الاصطناعي لتحسين قطاع التكنولوجيا والتقنية والبنية التحتية الرقمية. وبحسب مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، تصدّرت دول مجلس التعاون الخليجي في العام 2021 دول المنطقة العربية حيث أخذت الامارات المرتبة 19 عالمياً ثم قطر في المرتبة 26 فالسعودية في المرتبة 24، عُمان في المرتبة 49، البحرين في المرتبة 55 والكويت في المرتبة 63. فكيف تُحدَّد لايوم أسعار الانترنت وسرعاتها؟ وكيف تتعامل دول المنطقة مع الفجوة الرقمية؟

 

الفجوة الرقمية في الدول العربية

على ضوء الأرقام التي ذكرناها، تتسع الفجوة الرقمي في المنطقة العربية أمام تقاعص بعض الحكومات وتراجع الخدمات الالكترونية وغياب التقنيات الذكية لدى البعض الآخر. وفقاً للمؤشرات الأخيرة، يعتبر انتشار الانترنت خجولاً في السودان مثلاً حيث بلغت 28.4% فقط من عدد السكان بينما في اليمن 26.7%.

على أثر التطورات الأخيرة والتقلبات الاقتصادية التي شهدها العالم، من المتوقع زيادة الفجوة الرقمية في الخليج والمنطقة العربية. لا تزال تعاني الدول الخليجية من بعض الثغرات في أدائها التقني على الرغم من كل التحسنات التي عمدت لها. مقارنةً بالدول المتقدمة وبحسب المؤشرات العالمية التي ترتكز على رأس المال والاستثمارات في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية والأعمال، تعتبر الدول الخليجية بالأخص متواضعة نسبياً من حيث الابتكارات المطروحة أو الحلول المعتمدة لسدّ الفجوة الرقمية. وفقاً لتقارير العام 2022، احتلت الامارات في المرتبة 31 عالمياً، السعودية في المرتبة 51، تليها قطر في المرتبة 52 فالكويت في المرتبة 62، البحرين بالمرتبة 72 وأخيراً سلطنة عُمان بالمرتبة 79.

في هذا الصدد، كان للحكومات والجهات المعنية دورها بمعالجة الثغرات المتمثّلة وحلّ المشاكل ضمن استراتيجية واضحة بعيدة المدى. جزء من هذه الاستراتيجية، دعم المهارات والكفاءات في هذا المجال، ربط القطاع العام والخاص من خلال الانترنت، وتوفير الخدمات للعملاء بسرعة ودقة.

 

الامارات تتربّع على عرش الدول العربية في سرعة الانترنت

وفيما يبحث العملاء والشركات عن سرعة الانترنت لانجاز الأعمال، تسلّط الأبحاث الضوء على الانجازات التي أكملتها الحكومة الاماراتية لتعتبر اليوم من أفضل الدول العربية في سرعة الانترنت للعام 2022. بلغت سرعة التنزيل في الدولة 126.70 ميغابت في الثانية لاعتبارها من أهم الدول المستخدمة للانترنت نظراً لعدد السكان. وفقاً لترتيب الدول العربية وسرعات الانترنت فيها، تلت الامارات الكويت مع سرعة 120.09 ميغابت، قطر 84.05 ميغابت، ثم السعودية مع سرعة 83.82 ميغابت تليها الاردن مع سرعة 70.18 ميغابت فالبحرين ومصر مع سرعة 47.59 و43.43 ميغابت في الثانية.

يستخدم الانترنت اليوم لأهداف متنوعة بين التعليم والعمل والتواصل والعلاجات عن بُعد. كلما ازداد عدد السكان كلما أصبحت المهمّة أصعب على عاتق الحكومات والشركات التي تسعى بكل ما لديها لجذب الاستثمارات والعملاء وتحقيق سرعات خيالية في ظلّ الجيل الخامس والانتقال قريباً إلى الجيل السادس.

أما على مستوى العالم، تصدرت التايوان قائمة الدول التي لديها أسرع اتصال بالانترنت مع سرعة تنزيل 135.88 ميغابت في الثانية، تليها اليابان مع 122.33 ميغابت في الثانية، وفي المرتبة الثالثة تأتي فرنسا مع سرعة تنزيل بلغت 120.01 ميغابت في الثانية فالولايات المتحدة في المرتبة الرابعة و118.02 ميغابت في الثانية أما سينغافورة جاءت في المرتبة الخامسة حيث وصلت سرعة التنزيل فيها إلى 116.62 ميغابت في الثانية.

من المفترض أن تلتزم وزارات الاتصالات وشركات التكنولوجيا بجودة التغطية وسرعات التنزيل تلبيةً لخيارات العملاء الخاصة والعملية ودعماً للحلول الذكية على اختلافها. تُدرك شركات الاتصالات أن عدد سكان العالم إلى تزايد مستمر مما يحتّم عليها العمل والجهد لتوفير الاتصال بمستويات عالمية تتجاوب مع متطلبات الدولة على الصعيد الرقمي والتقني والتكنولوجي.

 

إليكم متوسّط أسعار الانترنت والجزائر الأرخص عربياً

تختلف أسعار الانترنت بين دولة وأخرى وكذلك كلفة خدمة بيانات الهاتف المحمول للغيغابايت الواحد، ومن المتوقع أن يشهد العالم زيادة في الأسعار بحلول العام 2030 إلى جانب زيادة حزم البيانات في العام 2021.

بحسب الترتيب العالمي الأخير لمتوسط سعر الغيغابايت في الدولار(الأقل سعراً)، كانت الجزائر الأرخص حيث جاءت في المرتبة 29 مع 0.48 دولار لسعر الغيغابايت الواحد، تليها الأردن مع 0.63 دولار لغيغابايت الواحد، العراق مع 0.48 دولار، الكويت مع 0.71 دولار، مصر مع 0.93 دولار، السعودية مع 1.52 دولار، كما جاء لبنان في المرتبة 165 مع 3.00 دولار، الامارات 4.29 دولار واليمن مع 16.58 دولار.

تتزايد شكاوى المستخدمين بشأن سرعة الانترنت وسوء الخدمة في وقت لا تزال بعض شركات لااتصالات غير مستعدة لهذا الكم الكبير من تدفق البيانات في وقت آني. فعلى مستوى العالم، يستخدم الكثيرون مواقع التواصل الاجتماعي للتسوّق أو العمل أو التجارة مما يشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة لمزودي الخدمات.

بحسب الخبراء، سيكون حجم الاتصالات المتداولة في السنوات المقبلة أكبر بكثير نسبةً للفنرة الحالية فمن المرجح أن تضم شبكة الانترنت أكثر من 500 مليار اتصال بحلول العام 2030.

سيولّد هذا الاتجاه المزيد من النفقات لكل من القطاع العام والخاص ويحتّم على شركات التكنولوجيا أن تعيد تقديم نفسها كشركات منافسة للسوق العالمي. فمع التغيرات التكنولوجية المقبلة من المتوقع أن تُنفق الشركات أكثر على الاتصالات والحلول الذكية.