Advertisement

Typography

منذ أكثر من 20 عاماً، تلعب آسياسيل دوراً رئيسياً في عصر الاتصالات والتحول الرقمي في العراق. في مقابلة حصرية مع تيليكوم ريفيو، تحدثنا مع المديرة التجارية المعينة حديثاً، شرا حسين، حول مسيرتها المهنية ومساهمة الشركة في نمو سوق الاتصالات في البلاد وموقفها من المساواة بين الجنسين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

هل يمكنك تزويدنا بمعلومات مفصلة عن مسيرتك المهنية في مجال الاتصالات طوال 17 عاماً؟

بدأت مسيرتي المهنية مع قسم التسويق كمديرة الإنتاج للخدمات الصوتية، حيث بدأت في تعلم أساسيات "GSM" ولأكون جزءاً من إطلاق العديد من الخدمات الجديدة في ذلك الوقت. ثم عملت في أدوار مختلفة داخل نفس القسم مثل مديرة مشروع التسويق ومديرة للتخطيط والبحث ، حيث تعلمت تحليل وفهم العملاء. بعد ذلك،  عندما توليت منصب مدير التسويق الاستهلاكي، توليت مسؤوليات جديدة تشمل جميع القطاعات والمنتجات والرقمنة والمبيعات ونقاط الاتصال بالعملاء، حتى أصبحت نائب المدير التجاري، وبعد فترة وجيزة، عُيّنت في منصب المديرة التجارية.

انضممت إلى عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مسلّحة بمواهب عديدة وبالمعرفة والطموح. ومع ذلك، سرعان ما أدركت أن هذا القطاع سريع التغير، مما تطلب مني التكيّف والتواضع والعزم. تمكنت من تحقيق أهدافي عبر التركيز على النتائج التجارية ووقعها على الأعمال. في كثير من الأحيان، أحرص على اختبار الخدمات بنفسي للتأكد من أننا نلبي توقعات العملاء. بشكل عام، يمكنني أن أصف مسيرتي بمنحنى تعليمي وسط بيئة غنية ومِعْطاءة. تعلمت وتقدمت؛ لهذا السبب يمكنني أن أقول بكل تواضع إنني نجحت ولهذا السبب لحظت آسياسيل إمكاناتي وفتحت لي أبواباً جديدة أفسحت لي المجال أمام تبوء مركزي الحالي. بفضل قدرتي على مواجهة التحديات والفرص التي منحت لي لتولي مناصب مختلفة خلال مسيرتي المهنية، تمكنت من أن أنمو وأشعر بالتقدير. هدفي هو مساعدة الشركات التجارية والمؤسسات العراقية للإرتقاء إلى المستوى التالي.

يجب أن أعترف أن السنوات الـ17 الماضية لم تكن سهلة بل كان نضالًا فعلياً أوصلني إلى ما أنا عليه الآن. يدخل المزيد من النساء عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي غالبًا ما كان "عالمًا ذكوريًا" لفترة طويلة ، لكنهن ما زلن يواجهن تحديات. ومع ذلك، مع العمل الجاد والتفاني، لا ينبغي على أحد أن يتوقع من النساء ما هو أقل من نظرائهم من الرجال.

 

آسياسيل هي المزود الرائد لخدمات الاتصالات المتنقلة عالية الجودة في العراق. كيف تمكنت من تحقيق النجاح التجاري المتكامل للشركة والمحافظة عليه ؟

كما ذكرت، فإن آسياسيل هي شركة رائدة في تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة. هذا يجعل مهمتنا أكثر صعوبة للحفاظ على علاقة صحية وإيجابية وناجحة مع عملائنا وتقديم أفضل الخدمات لهم. اليوم ، نحن نشهد واقعًا معقدًا ومجزءًا. مع تضخم الأسواق والقنوات والمنتجات المختلفة ، لم يعد المستهلكون يتأثرون بالتعرض المستمر للإعلانات. لذا ، كان علينا الإجابة على السؤال: كيف يمكن للشركات - خاصة العلامات التجارية المباشرة إلى المستهلك (D2C) ، مثل آسياسيل، كسر القيود؟

في آسياسيل، نضمن تجربة صوت وبيانات على الهاتف المحمول بأفضل جودة مدعومة بتطوير البنية التحتية الصحيحة. كما نضمن أن نقدم قنوات مبسطة لمستخدمينا على كل من القنوات التقليدية والرقمية. يتم دعم الطلب من خلال علامتنا التجارية القوية والمحتوى عالي الجودة - الرياضة والألعاب والترفيه حيث نبحث باستمرار عن شركاء استثنائيين للعمل ضمن هذا المجال.

تعتبر مراكز البيانات من المستوى 3 الخاصة بنا فريدة من نوعها في العراق ، حيث تقدم مجموعة من الخدمات التي لا مثيل لها للشركات من جميع القطاعات في مناطق مختلفة في العراق. هذا ، في المقابل ، عزز علاقتنا مع عملائنا كما وعزز نجاحنا التجاري.

بالإضافة إلى ذلك ، نحن لسنا مجرد شركة اتصالات في العراق؛ نحن أفضل شركة مسؤولة اجتماعيا في البلد؛ لقد استثمرنا في المجتمع نفسه. تؤمن آسياسيل بأن المجتمع السليم سيعيد بالإيجابية على جميع الجهات المعنية.

نعتقد أيضًا أنه يجب أن نكون جزءًا من التحول الرقمي للبلد، فلقد قمنا مؤخرًا برعاية أول قمة للتحول الرقمي في العراق ، والتي كانت بمثابة مقدمة للمسؤولين الحكوميين عن فوائده وكيف يمكنه تحسين حياة العراقيين وتسهيل عمل كل من القطاعين الحكومي والخاص.

 

كيف نما سوق الاتصالات في العراق عبر السنين؟ ما هي مساهمة آسياسيل الرئيسية في ذلك؟

كان قطاع الاتصالات في العراق بدائياً جداً عندما دخلنا إلى السوق. اقتصرت الخدمات على مستوى رديء ما دفعنا إلى العمل بجدية أكبر في بيئة لم تساعدنا. أثبتت آسياسيل ، على مر السنين ، أنها تلعب دورها الرائد كأول شركة اتصالات عراقية تعمل لأكثر من 20 عاماً في تقديم الخدمة الأساسية المطلوبة. لن أتطرق إلى ما يحدث داخل أسياسيل من حيث الابتكار التكنولوجي وخطط العراق من حيث النهوض بالاتصالات السلكية واللاسلكية. إنّما، سأتحدث عن البنية التحتية التي ذكرتها سابقًا والتي مكنتنا من بدء حقبة جديدة من الاتصالات في العراق وستسمح لنا بلعب دور نشط في التحول الرقمي من خلال أكثر من 6000 برج اتصالات توفر تغطية لأكثر من 99% من المناطق المأهولة في العراق وتقدم الخدمة لأكثر من 14.7 مليون مشترك. مع إطلاق 4G / LTE في بداية هذا العام ، التزمت آسياسيل بتوفير الإنترنت ضمن أفضل المعايير المعروفة ومن خلال 65% من أبراجها وتطمح لتنمية بصمة 4G في الدولة.

خلال الوباء ، تأثرت آسياسيل، مثل أي شركة أخرى. لحسن الحظ ، مع توفر البنية التحتية الكاملة اللازمة لتقديم الخدمات الرقمية التي تمتلكها آسياسيل ، وفي إطار جهودها للتركيز على حلول B2B، فقد دعمت الأعمال والعملاء أثناء توجههم إلى استخدام الإنترنت من خلال التعبئة الإلكترونية والشراء عبر الإنترنت وخدمات ما بعد البيع. لقد تمكنت آسياسيل أيضًا من توفير خدمات الأمن السيبراني نظراً لأنه عامل أساسي، من خلال شركاء مشهورين في مجال الأمن السيبراني مثل "Kaspersky" و "FireEye" و"SMT Group" وغير ذلك، لتقديم العديد من الحلول في هذا المجال.

كما ترون، كانت القفزة التي حققناها كبيرة، وبفضل الله، إلى جانب العمل الشاق، تمكنا من إحداث تغيير وسجل رائع من الإنجازات.

لم تذهب هذه الإنجازات سداً؛ بالإضافة إلى جميع عملائنا الذين يمثلون ثروتنا الرئيسية ويمكنهم جميعاً أن يشهدوا على جودة خدماتنا، حصلت آسياسيل على اعتراف دولي بشكل جوائز مرموقة مثل جوائز التمويل الدولية وجوائز ستيفي.

 

تماشياً مع تعيينك الأخير كمديرة تجارية، ما هو دافعك للارتقاء باستمرار في مسيرتك المهنية؟

حسنًا، لقد مر أكثر من شهر، وأشعر بصراحة بسعادة كبيرو. كما أخبرتك، ليس من السهل على امرأة في هذا القطاع أن تتسلق سلم الشركات، لا سيما في هذا الجانب من العالم حيث يميل الذكور إلى الهيمنة على الاتصالات والشركات الكبرى. تواجه العديد من النساء عواقب غير مرتقبة، و برأيي، هن من النساء المؤهلات للغاية ويمكنهن تحقيق الكثير بالالتزام والعمل الدؤوب.

كان دافعي هو الوظيفة نفسها. أنا أحب عملي  ومكان عملي. أصبحت آسياسيل شاملة منذ اليوم الأول، كما أنني لم أكن شخصًا سلبيًا في مسيرتي المهنية. إذ لطالما استمعت وقلت رأيي دون تردد أو خوف. بالإضافة إلى ذلك ،لا يوجد شيء مثل خطة حياة متماسكة لتثقل كاهلك. لأنه إذا كنا نركز على بعض الأهداف المستقبلية وتتبع النتائج فقط، فسنتتوقف عن الاهتمام بالوظيفة التي نقوم بها ، ونفوت الفرص التي قد تظهر ، ونبقى ثابتين على مسار واحد، حتى عندما يكون هناك مسار أفضل وأحدث.

 

كامرأة ، ما هو رأيك في مناصرة المساواة بين الجنسين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟

تدخل المزيد من النساء عالم الأعمال، لكنهن ما زلن يواجهن تحديات في إدارة أعمالهن. صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية أكثر عداء تجاه المرأة ؛ تكافح المرأة من أجل البقاء في بيئة الأعمال نظراً للتحديات التي تواجهها. من ناحية أخرى، لقد كنت محظوظةً  لكوني جزءاً من عائلة آسياسيل ، حيث لم يؤثر كوني امرأة على مسيرتي المهنية وتقدمي في الشركة.

 ومع ذلك، فلنكن صادقين؛ نحن لسنا في "سيليكون فالي"؛ أيا كانت المناصرة التي يتم القيام بها من أجل المساواة بين الجنسين فهي ليست كافية و لكن يجب أن نكون متفائلين. إن تبوئي منصب مسؤولة تنفيذية دليل قوي على أن التغيير يحدث، وأن المساواة بين الجنسين أصبحت جزءاً من ثقافة الشركة. لدي ثقة كاملة في أن المزيد من النساء سيثبتن أنفسهن كأصول أساسية لشركاتهن.

 التغيير لن يأتي بالحملات والشعارات بل سيأتي من النساء أنفسهن. إنهن بحاجة إلى العمل الجاد وإثبات أنهن متساويات إن لم يكن متفوقات على نظرائهن من الذكور، وهذه هي الطريقة التي سيتم بها تحقيق المساواة بين الجنسين. يجب أن أعترف أنه على الرغم من أن مسيرتي الخاصة لم تكن سهلة بأي حال من الأحوال ، فقد سهلتُ ذلك فقط بكوني في شركة تؤمن حقًا بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

 

قرأت شيئاً أحببته؛ أن هناك مكاناً خاصاً في الجحيم للنساء اللواتي يسقطن النساء الأخريات. نحن كنساء يجب أن نساند بعضنا البعض. لقد سمعت الكثير من القصص عن قائدات أعمال ذكيات يسقطن أخريات لمجرد أنهن نساء. أعتقد أن هذا سام وغير صحيح على الإطلاق. أدعو جميع النساء لدعم السيدات المؤهلات للوصول إلى إمكاناتهن الكاملة. شخصياً، سيظل بابي مفتوحاً دائماً لمساعدة أي شخص يحتاج إلى الدعم أو النصيحة . ودعونا لا نفكر أبداً في أننا نقدم معروفًا لأحد من خلال مساعدته؛ بل يتعلق الأمر بتمكين المرأة والمساواة، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان.