Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

 لن تكون فكرة وجود الذكاء الاصطناعي بعيدة عن التطبيق 100% بعد الآن مع تقدّمنا في عصر الرقمنة ورغبتنا في الاستفادة من كل قدرات التكنولوجيا. مع ذلك، تتمحور مسألة إعتماد هذه التقنية أو الإبتعاد عنها حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على خدمة الانسان بحدّ ذاته أو التفوّق عليه في بعض الأحيان.  

 

يهيمن الذكاء الاصطناعي على كافة مجالات حياتنا، ومن المتوقع أن يتوسّع نطاقه أكثر ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى جانب دول الخليج خلال السنوات القليلة المقبلة. وبين المخاوف والتطمينات، يشير الخبراء التقنيون إلى دور الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف ضمن مختلف القطاعات مقابل زيادة الأرباح والإيرادات مع العلم أن هذه الأرباح ستؤثر بشكل مباشر أو غير مباشرعلى الصعيد الفردي خصوصاً والوطني عموماً. على ضوء ذلك، تحتاج الحكومات إلى جانب شركات القطاع العام والخاص إلى تكثيف جهودها من أجل تهيئة السياسات الضرورية لتطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي بالشكل الصحيح.

 

الذكاء الاصطناعي في مجالات عدّة.. ما هي؟

يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تغيير نماذج الأعمال وتطويرها للأفضل وليس إستبدال القدرات البشرية بالآلات الذكية فحسب. أما القطاعات التي استفادت من هذه التقنية فتمكّنت من الإنتقال إلى مرحلة مختلفة من حيث آلية العمل، ووضع رؤية مستقبلية متجددة، بالإضافة إلى قدرتها على الإستجابة إلى الأزمات الطارئة أسرع من القطاعات التي بقيت غائبة عن الذكاء الاصطناعي.

وبما أن هذه التقنية تعتمد أولاً على جمع عدد كبير من البيانات والخوارزميات الذكية، كان لقطاع الاتصالات الحصّة الأكبر من الإيجابيات. في التفاصيل، يشير الخبراء إلى أنه يمكن للأقمار الصناعية أن تجمع البيانات  وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد المشاكل التقنيّة والبرمجيّة في حال أي حادث أو العثورعلى ثغرة ضارّة.

في ظلّ تفاقم الأزمة الصحيّة مع إنتشار فيروس كوفيد-19، دخل الذكاء الاصطناعي إلى الرعاية الصحيّة والقطاع الطبي من بابه العريض. ويستعين الجسم الطبي اليوم بتقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات والاستشارات الطبيّة عن بُعد. هذا بالاضافة إلى العلاجات الأسرع والأكثر فعالية عن طريق الآلات والتطبيقات الذكيّة.

كذلك في قطاع الصناعة حيث تتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل مراحل الإنتاج في المصنع، لجعل العمليات أكثر أماناً، وكفاءة، ولزيادة الانتاجية وخفص التكلفة.

في غضون ذلك، يرى سام ألتمان، المؤسس المشارك ورئيس منظمة "OpenAI" أن الذكاء الاصطناعي سيمكّن الحاسوب من قراءة الوثائق القانونية مع السنوات الخمس المقبلة كما ستتعدّد وظائفه في سائر المجالات.

 

إرتفاع مستوى معيشة البشرية خلال السنوات المقبلة

مع الثورة الرقمية والتكنولوجية التي أوجدها الذكاء الاصطناعي سينخفض مستوى العمالة إلى الصفر بحسب ألتمان. ويشير الأخير الى أنه على الحكومات فرض ضرائب على رأس المال وليس  العمالة  كما يجب توزيع  الضرائب على المواطنين من خلال منحهم حصّة معيّنة من الناتج القومي للذكاء الاصطناعي.

على الخط نفسه يؤكّد ألتمان أنه في حال تمّ تطبيق النظام التالي خلال 10 سنوات، فسيحصل 250 مليون بالغ مقيمون في الولايات المتحدة الأميركية على 13.5 ألف دولار سنوياً.

من جهته، يلمّح  إيلون ماسك صاحب شركة تسلا الى نظرية مشابهة معتبراً أن الشركات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ستشكّل مدخولاً أساسياً للأفراد.

يُعتبر الذكاء الاصطناعي من أولويات الأعمال المقترحة للمنظمات الدولية والإقليمية، مثل مجموعة السبع (G7) ومجموعة العشرين (G20) واليونسكو ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) والمنظمة العالمية للمليكة الفكرية (WIPO) والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وبحسب الدراسات، من المتوقع أن يُضيف الذكاء الاصطناعي 15 تريليون دولار إلى الإقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

 

2021 عام التطوّر والذكاء الاصطناعي يتصدّر القائمة

على ضوء كل المعطيات والمرحلة التي وصلت إليها التقنية الواعدة، توصّل الخبراء إلى خلاصة يعلنون من خلالها عام 2021 عام الذكاء الاصطناعي بامتياز ودون منازع. فبعد جائحة كوفيد-19، أصبح الذكاء الاصطناعي من أساسيات الأعمال لا سيّما مع إستخدام إنترنت الأشياء والروبوتات مما يوجب نقل البيانات الضخمة بسرعة كبيرة وإعتماد التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى.

بدورها يتسابق عمالقة التكنولوجيا للحصول على براءات الاختراع المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي أهمها شركة مايكروسوفت التي حصلت على أكثر من 18300 براءة إختراع مرتبطة بهذه التقنية تليها شركة آي.بي.إم، كوالكوم وغوغل.

 

الذكاء الاصناعي بدل الإنسان في مرحلة ما بعد كوفيد-19؟

مع ظهور الابتكارات التكنولوجية تزيد المخاوف بشأن مكانة ودور الإنسان وهل يمكن أن تحلّ التقنيات الذكية مكان القدرات البشرية؟

للإجابة بشكل مبّسط على هذه الفرضية، شدّد محلّلون على أربعة تغيّرات ستبدّل حياتنا خلال المرحلة القادمة يكمن أهمّها بفتح بعض الشركات المجال لإعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملها مثل تطوير الاجتماعات الافتراضية، فيديوات ثلاثية الأبعاد، صناعة أو إعتماد الآلات والأجهزة الذكية.

ومع الظروف التي فرضتها الجائحة على العالم، من المحتمل تكثيف الإعتماد على هذه التقنية لتسهيل الأعمال وتسريع نقل البيانات بين العملاء.

كذلك، سيسهّل وجود الروبوتات مهام الموظّف ويُجنّبه التخالط المباشر لتأمين تواصل فريد ومحادثات مميّزة بين الزبون وفريق العمل.  

 

مخاطر وتحذيرات... والمسؤولية أمام الشركات

زيادة الطلب على التقنيات التكنولوجية والإعتماد المتسارع على الذكاء الاصطناعي من جهة والتحوّل الرقمي من جهة أخرى، يستدعيان ضرورة تطبيق معايير معيّنة تُنظّم إستخدام كل ما ذكرناه. فكلّما إرتفع رصيد الدولة أو الشركة باعتمادها الذكاء الاصطناعي كلّما زادت مسؤوليتها. ومن أبرز الدول في هذا المجال سينغافورة التي تأتي في المرتبة الأولى في قائمة جاهزية الذكاء الاصطناعي برصيد 9.186، تليها المملكة المتحدة برصيد  9.069، في المرتبة الثالثة تأتي ألمانيا مع 8.810، والولايات المتحدة في المرتبة  الخامسة مع رصيد 8.804. أما أفضل الدول التي تملك الأرضية والبنية التحتية المناسبة لنشر الذكاء الاصطناعي فهي  الصين، اليابان، فرنسا، كوريا الجنوبية.

مقابل ذلك، تُحذّر مجموعات دولية من تفاقم "ذكاء" الآلات إلى حدّ لا يمكن للإنسان التحكّم به أو السيطرة عليه مما يدفع مطوّري وخبراء التقنية إلى وضع قائمة محدّدة لعام 2021 للحماية من الهجمات الالكترونية وعمليات القرصنة السريعة واستخدام كل التقنيات المتطوّرة بمسؤولية تامّة وعدم إستغلالها لغايات مشبوهة.

 

ووفقاً لبعض الخبراء، ستتمكّن آلات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2075 من التفوّق على الإنسان لتتّخذ قراراتها بشكل ذاتي من دون العودة إلى أحد. وهنا يبرز السؤال الأهم: كيف سيوظّف الإنسان قدرات التكنولوجيا لمصلحته ويستفيد من أنظمة الذكاء الاصطناعي على المديين القريب والبعيد؟