Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

 على خلفيّة التدهور الإقتصادي الذي يواجهه العالم وفي إطار جهدها لتنويع مصادر الدخل لديها، تعمل الدول العربية والخليجية خاصةً على ترسيخ مكانتها ضمن الإستثمارات في مواقع التواصل الإجتماعي.  وبعيداً من تقلّبات أسواق النفط وتراجع الأسعار في هذا المجال، تُثابر دول الخليج على التقدّم والنجاح لكن هذه المرّة بطريقة مختلفة ومن مصادر جديدة.

 

دخلت مؤخراً دول الخليج لا سيّما الإمارات، السعودية الكويت وقطر في القطاع الرقمي من خلال توسيع حصّتها السوقية ودعم الإستثمارات في الشركات التكنولوجية عموماً ومواقع التواصل الإجتماعي خصوصاً بإعتبار الأخيرة الركن الأساس لأي إستثمار ناجحٍ في المستقبل. من خلال هذه الأسهم حققت الدول الخليجية عائدات كبيرة في السنوات الأخيرة، ورفعت مستوى مشاريعها المحليّة والخارجيّة المتعلّقة بالمنصّات الرقمية. هذه الخطوة وضعت دول المنطقة ضمن خريطة عمالقة التكنولوجيا العالميين حتى أن بعض الدول العربية تمكّنت أن تتخطى بموازنتها موازنة الدول الأم في هذا المجال.

 

إستثمارات في التكنولوجيا المالية تتخطّى 30 مليار دولار

تُعدّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقطة جاذبة للاستثمار في التقنيات الرقمية والقطاع التكنولوجي المالي. في هذا الإطار أوضح تقرير التكنولوجيا المالية لعام 2021 الصادر عن مركز قطر للمال وإحدى شركات مجموعة بورصة لندن أن حجم الإستثمار العالمي في شركات التكنولوجيا المالية بلغ نحو 30.4 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020.  

خلال السنوات الأخيرة ومع الإقبال على المواقع والمنصات التكنولوجية، إرتفع عدد الإستثمارات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية لتصل في نهاية 2019 إلى 34.5 مليار دولار مما عزّز الحركة التنافسيّة في الدول الخليجية نفسها وبين الدول العربية أجمع.

لم تتأثّر الأرقام بانتشار جائحة كوفيد-19 التي نقلت الشركات والعملاء إلى واقع جديد كليّاَ وسرّعت التحوّل الرقمي،  حيث ظلّت الإستثمارات ثابتة على ما كانت عليه تقريباً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020.

في السياق نفسه، تُعتبر الولايات المتحدة أكبر سوق تمويل لإستثمارات التكنولوجيا المالية حيث شكّلت 51% من الاستثمارات المدعومة من رأس المال خلال عام 2019. في المرتبة الثانية تأتي آسيا مع 20% وأخيراً أوروبا بنسبة 19%.

 

الإمارات تستثمر 150 مليون دولار في موقع "تيليغرام"  

تخطّت شركات التكنولوجيا كل التوقعات؛ ويعود ذلك إلى عناصر عدّة أهمّها إنتشار الفيروس التاجي الذي رفع قيمة الأعمال الرقمية  وتغيّر سلوك العملاء بسبب حاجتهم إلى التأقلم مع العالم الإفتراضي أكثر.

في هذا السياق،  برزت الإستثمارات الإماراتية، حيث أعلنت شركة "مبادلة" (صندوق الاستثمار السيادي لحكومة أبوظبي) بالتعاون مع صندوق "أبوظبي كاتاليست بارتنرز"، عن إستثمار بقيمة 150 مليون دولار في الشركة المُشغلة لتطبيق التواصل الاجتماعي "تيليغرام" الذي يملك أكثر من 500 مليون مستخدم نشط شهرياً. وسيكون هذا الإستثمار على شكل سندات قابلة للتحويل إلى أسهم لمدة 5 سنوات قبل الإكتتاب، على أن يعزّز هذا التعاون شركات التكنولوجيا  في أبوظبي. بالإضافة إلى ذلك، سبق أن اشترت "مبادلة" العام الماضي حصّة 1.85% في "جيو بلاتفورمز"، الوحدة الرقمية لـ"ريلاينسا إندستريز"، مقابل 1.2 مليار دولار.

 

تويتر: أوّل موقع تستثمر فيه السعودية  

لم تكن تجربة الإمارات الوحيدة في هذا المجال على مستوى الخليج، بل كان للسعودية إستثماراتها الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.

في غضون ذلك، إشترى صندوق الإستثمارات العامة السعودي حصّته في عملاق التكنولوجيا فيسبوك. وبحسب ما ذكرته وكالة رويترز، إستحوذ صندوق الثروة السيادي السعودي حصّة بقيمة 522 مليون دولار في موقع فيسبوك أيضاً. على ضوء ذلك أعلن الصندوق في بيان له أن هذا الإستثمار سيكون على المدى الطويل ويهدف إلى تطوير النشاط التكنولوجي في المملكة وزيادة الأرباح.

تعليقاً على الإستثمارات السعودية في مواقع التواصل الإجتماعي يقول أحد المتخصصين أن عدم الإستقرار في سوق النفط دفع المملكة إلى إعتماد إستراتيجية جديدة لتحقيق الأرباح من خلال الاستثمار بشركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي.

وللبحث أكثر في مستقبل السوق الرقمي في دول الخليج، من المرتقب عقد المزيد من الصفقات من هذا النوع لا سيّما بعد تفشي الوباء الذي دعم دول مواقع التواصل الإجتماعي وزاد حركة التجارة الإلكترونية والإعلانات أونلاين.

 

قطاع التكنولوجيا يثير إهتمام المستثمرين لعام 2021

يرى خبراء التقنية أن توجهات المستثمرين ستكون نحو المنصات الرقمية خلال عان 2021.وبحسب إستطلاع للرأي، تبيّن أن قطاع التكنولوجيا يتصدّر التدفقات الإستثماراية حالياً وللفترة المقبلة. كما يحذّر المحللون من أن طبيعة الأعمال لن تعود إلى ما كانت عليه قبل كورونا خصوصاً بعدما أبدت الشركات قدرتها في التغلّب على الأزمة من خلال تنشيط مشاريعها رقمياً.

مقابل هذا الإقبال، قد تتأثّر القطاعات التقليدية ويتراجع الإستثمار فيها مثل قطاع العقارات والخدمات. فبعد إعتماد العمل عن بُعد وتقلّص عدد الموظفين، تتّجه الشركات إلى المكاتب والعقارات الصغيرة دون الحاجة إلى مساحة أكبر. كذلك المتاجر لن تجذب العميل بعد الآن مع توفّر مواقع ومنصات رقميّة للبيع بالتجزئة أونلاين.

 

من الخليج إلى الغرب.. ملايين الدولارات لشركات التكنولوجيا

تسعى بريطانيا إلى إنشاء صندوق جديد لإستثمار نحو 522 مليون دولار في شركات التكنولوجيا الناشئة. وبحسب صحيفة بلومبرغ، يتم دعم شركات التكنولوجيا كونها تؤمّن فرصاً عديدة وتتماشى مع توجّه العالم إلى التقنيات الرقمية في المستقبل القريب. 

كذلك تهيمن الولايات المتحدة على الإستثمارات في قطاع التكنولوجيا مستفيدةً من وجود أغلب شركات مواقع التواصل الإجتماعي لديها. فوفقاً لتقرير سابق صدر عن شركة "Lipper IM" فقد بلغ نمو الإستثمارات في قطاع التكنولوجيا نحو 433.6%.

وفي ما يتعلّق بأداء سائر القطاعات ليس من الضروري أن تبقى جميعها على حالها خلال السنوات المقبلة بل ممكن أن تتقدّم لتحقق النجاح في كسب الإيرادات ودعم الإقتصاد عبرها.  

 

في الخلاصة، قطاع التكنولوجيا أفضل قطاع على مستوى العالم وأنجح إستثمار لأي دولة ترغب بتحقيق الأرباح والمرونة.