Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

توظّف الشركات تقنياتها التكنولوجية في عالم سريع التقلّبات، فالاتصال بالشبكة اللاسلكية بات من أساسيات العمل  الناجح. وسمحت القدرات التي تتمتع بها البرامج والتطبيقات الذكية بخلق رؤية جديدة  للدول في وقت أصبح التركيز الأكبر على تحقيق الرقمنة.

 

دخلت خدمات الاتصالات والتواصل إلى الروتين اليومي لتقليص تداعيات التباعد الاجتماعي ومحاربة إنتشار الوباء. هذا الواقع دفع بالشركات المتوسطة والكبيرة إلى تبني نهج جديد من حيث طريقة طرح الخدمات إلى العملاء لتجربة فريدة ومميزة. من هنا عادت تقنية إنترنت الأشياء إلى الواجهة لتؤمّن خدمات الاتصال اللاسكي بشكل آمن. إلا أن على الرغم من حسنات هذه التقنية قد تواجه الحكومات بعض الصعوبات  والتحديات لنشر إنترنت الأشياء على نطاق أوسع لا سيّما في منطقة الشرق الأوسط.

 

 

إنترنت الأشياء: تقنية العام 2021

قد يكون الوباء من بين العناصر الأساسية التي سرّعت الاتجاه نحو التحول الرقمي؛ فعلى ضوء ذلك أصبح التحدي أكبر أمام الأفراد والمؤسسات  بقدرتهم على تأمين الموارد المطلوبة  وكيفية التعاطي مع التحولات الطاغية فيما كان إنترنت الأشياء هو الحل الأول.

وبينما يلتفت العالم إلى خدمات الرعاية الصحية عن بُعد والحصول على نتائج علاج مضمونة بسرعة، إعتُمد إنترنت الأشياء من قبل المستشفيات والأطباء لتشخيص الحالات، إعطاء استشارات طبيّة ومراجعة المرضى مع متابعة ملف موحّد للمعلومات الطبية.

أما مزودو الخدمات فعملوا على دعم أجهزتهم بتقنية الذكاء الاصطناعي لأداء أذكى وبجودة أعلى. بالنسبة لقطاع النقل، لاقى نصيبه من إنترنت الأشياء حيث تغيّرت طرق المواصلات في المدن لتتحول إلى مواصلات ذكية لا تتطلّب تدخلاً بشرياً.

 

دبي تدعم المؤسسات والهيئات الحكومية عبر تقنية الـioT

تهدف إستراتيجيات وخطط حكومات دبي المحلية إلى دعم الرقمنة وتشجيع الهيئات الحكومية وشركات القطاعين الخاص والعام للعمل على تطبيق التحول الرقمي الذكي. إن تحقيق هذه الأهداف يساعد على تثبيت مكانة دبي ضمن العالم الالكتروني والعصر السريع ويتجاوب مع خطة دبي الذكية لعام 2021 التي ترتكز على تحوّل حكومة الإمارة إلى حكومة لاورقية 100%.

في هذا الإطار، تشمل استرتيجية إنترنت الاشياء 6 مجالات مهمة: الحوكمة، الإدارة، السرعة، تسييل الأعمال، والأمان بنقل البيانات والمعلومات. أما مراحل التنفيذ فستتم بصورة متتالية بدءاً من مرحلة التحول لتحقيق تقنية إنترنت الأشياء بشكل كامل في الدولة، مروراً بمرحلة التحسين حيث تُنظّم الأعمال لكيفية إدارة التقنية وأخيراً إيجاد التناغم بين إنترنت الأشياء والبلوك تشين لتفعيل الأعمال وتفعيل إنترنت الأشياء معاً.

 

السعودية تتخطّى التوقّعات واستخدام تقنية الأشياء 74% خلال العام 2020

ارتفع الطلب على الأجهزة الذكية واستخدام تقنية إنترنت الأشياء بنسبة 74% خلال العام 2020. ووفقاً لتقرير حديث  أعلنت من خلاله هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تجاوز الأرقام المخصصة للاتصال بين جهاز ذكي وآخر 11 مليون شريحة لا سيما ضمن فترة إنتشار وباء كورونا.

على ضوء ذلك، تتعاون الهيئة مع مجموعة من شركات خدمات الاتصالات على تغطية المملكة بعدد أكبر من الأبراج التي تدعم تقنية الأشياء، أي نحو 15 ألف برج، لتصل نسبة التغطية للمناطق إلى 85%، أي اتصال نحو 500 مليون من أجهزة إنترنت الاشياء.

 

التحدّيات خلف نشر إنترنت الأشياء في الشرق الأوسط

على الرغم من تزايد عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء إلا أن توسّع هذه التقنية لا يزال يشكّل تحدياً أمام الدول اشلرق أوسطية واعالمية.  يبرز التحدي الأول في القدرة على تأمين الخصوصية الرقمية كشرط أساسي لجودة خدمات إنترنت الأشياء. إن أمن إنترنت الأشياء يتصل بمدى توفير الحماية الالكترونية للأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت حيث تُعد الشبكات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار وبرامج المنازل الذكية المحركات الأساس لإنترنت الأشياء.

أما التحدي الثاني الذي يواجه الدول العربية والعالمية هو عدم تطابق الخوارزميات والبروتوكولات الموجودة في الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء؛ لذلك من المهم تأمين خوارزميات تعمل بشكل آمن لإتصال آمن.

على الخط نفسه، إن العدد الكبير للأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء يصعّب على المزودين معرفة مواقعها أو حتى توفير حلول متطورة لملايين الأجهزة في البلاد. كذلك تهدد الهجمات الالكترونية الأجهزة المتصلة لاسلكياً خصوصاً تلك التي تعمل مع إنترنت الأشياء والحل الوحيد يبقى بتطبيق التدابير اللازمة للحفاظ على أمن البيانات وخصوصية المستخدم خصوصاً وأن تطبيقات إنترنت الأشياء هي الأكثر عرضة للقرصنة ما يتطلب توفّر شبكة مخصصة عالية المعايير، وهذا ما تفتقر إليه معظم الدول العربية غير المجهّزة رقمياً.

بحسب الدراسات، 70% من أجهزة إنترنت الأشياء تحتوي على ثغرات أمنية تسهّل سرقة البيانات.

 

إرتفاع أسهم تقنية الأشياء بحلول العام 2030

يلعب إنترنت الأشياء دوره بتحقيق التحول الرقمي والرؤية المستقبلية للدول الراغبة بالتوسّع أكثر في العالم الذكي. فمع اتصال الأجهزة ببعضها التي قد يتجاوز عددها 97 مليار جهاز حول العالم وتنوّع الأجهزة الذكية، إرتفعت أسهم تقنية إنترنت الأشياء فمن المرجح أن تساهم بنمو الاقتصاد العالمي بأكثر من 14 تريليون دولار بحلول العام 2030.

 

وهناك سلسلة من العوامل أبرزت أهمية إنترنت الأشياء، في مقدمها فيروس كورونا الذي فرض أسس الحياة الافتراضية وضرورة إتصال الأجهزة وتأمين التواصل بين الأشخاص وأجهزتهم الذكية. مع التحديات التي تعارض خطط الدول بالتوسّع أكثر ونشر الشبكات اللاسلكية وتقنية إنترنت الأشياء يبقى على الحكومات المعنية وهيئات الاتصالات البحث عن الحلول المناسبة لتجانس البيئة الخارجية مع متطلبات فعالية إنترنت الأشياء.