Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

 كانت دول منطقة الشرق الأوسط، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، في مقدمة دول العالم التي قامت بتجارب استباقية وعملت على نشر شبكات الجيل الخامس والاستفادة منها في مختلف المجالات.

 

على مدار الأعوام الماضية، حققت شركات الاتصالات ارتفاعاً ملحوظاً في الأرباح من خلال تطوير الجيل القادم من الشبكات ونشرها على نطاق واسع، كما ساهم الجهد الكبير الذي تم في مجال بناء نظام إيكولوجي حديث للجيل الخامس وتوفير التقنيات التي تعتمد على الجيل الخامس للقطاعات المحلية بفضل الاستراتيجيات الحكيمة التي اتبعتها المؤسسات من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية قبل وقت طويل من تفشي الجائحة، في دفع عجلة التنمية وتطوير العديد من القطاعات والصناعات من خلال شبكات الاتصالات.

أصبحت دول الخليج - مثل الكويت والإمارات والسعودية - من الدول الرائدة في مجال الجيل الخامس، وتم تصنيفها في المراكز العالمية العشرة الأولى من حيث تغطية شبكات الجيل الخامس وسرعة نقل البيانات. وكانت الكويت في مقدم الدول التي اعتمدت تقنية الجيل الخامس، حيث قامت ثلاث شركات رائدة في الكويت بنشرها في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من يونيو 2019. وأشارت التقارير الصادرة مؤخراً عن نتائج أعمال الشركات في النصف الأول من العام الحالي، إلى أن أعمال الجيل الخامس دخلت مرحلة جديدة من النمو في الكويت.

 

الاستثمار المتواصل في الجيل الخامس أدّى إلى تحقيق أداء مالي ثابت

شهدت الكويت في الربع الأول من العام الحالي تحسّناً كبيراً في سرعة التنزيل من الإنترنت بفضل شبكات الجيل الخامس التي وفّرت سرعة أكبر بنسبة 84% مقارنةً بالعام الماضي، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة التي ركزت على الاستثمار في الجيل الخامس. وأعلن مزودو خدمات الاتصالات في الكويت عن أن أعمالهم حققت نتائج قوية بفضل ازدياد عدد المستخدمين وكفاءة الأداء التي تمتاز بها شبكات الجيل الخامس:

حققت "زين الكويت" نمواً  في الإيرادات 4% في النصف الأول من العام 2021. وازدادت إيرادات نقل البيانات بنسبة 5% مقارنة بالعام الماضي وساهمت في تحقيق 40% من الإيرادات الإجمالية للشركة. وقال بدر ناصر الخرافي، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "زين": " بفضل شبكات الجيل الخامس فائقة الكفاءة، حققت أعمالنا نمواً كبيراً في الكويت وتمكنت الشركة من الاستحواذ على أكبر حصة في السوق الكويتية".

أما بالنسبة لشركة "إس تي سي" في الكويت، فقد ازدادت إيراداتها في النصف الأول بنسبة 2.2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقال المهندس مزيد الحربي، الرئيس التنفيذي لشركة "إس تي سي": "نظراً للتغيرات التي فرضها تفشي الجائحة والتي أدت إلى تزايد الطلب على خدمات الاتصالات التقليدية والخدمات الرقمية، تمكنت شركة "إس تي سي" من زيادة إيراداتها بفضل الكفاءة الفائقة والقدرات الكبيرة التي تمتاز بها شبكات الجيل الخامس".

بينما شركة "أوريدو" كانت كذلك إحدى الشركات التي حققت أرباحاً كبيرة بفضل استثماراتها في الجيل الخامس. وفي الكويت - على سبيل المثال - حققت قاعدة عملاء شركة "أوريدو" أكبر نمو لها على مدار ثلاثة أشهر.

تُبرز هذه الأمثلة دور الجيل الخامس في تعزيز أعمال مشغلي الاتصالات. ومن خلال دراسة تجارب الجيل الخامس في الأسواق التي كانت في مقدم الدول التي تعتمد على الجيل الخامس - مثل دول مجلس التعاون الخليجي والصين وكوريا الجنوبية - نستنتج أن تنمية أعمال الجيل الخامس تحتاج إلى التخطيط الاستراتيجي. ونتيجةً للتسارع الملحوظ في ازدهار أعمال الجيل الخامس على مدار 18 إلى 24 شهراً الأولى، حقق مشغلو الاتصالات نمواً في الإيرادات والأرباح بفضل ازدياد أعداد مشتركي الجيل الخامس والخدمات المخصصة للشركات المدعومة بميزات الجيل الخامس.

 

ازدياد عدد مستخدمي الجيل الخامس يؤدي إلى تعزيز دورة الأعمال

تشهد دورة الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي بما فيها الكويت نمواً متزايداً بفضل استثمارات الجيل الخامس، لا سيما في ثلاث أسواق أساسية وتشمل، سوق المستهلكين: بعد 19 شهراً من إطلاق الجيل الخامس في دول الخليج، تجاوز عدد مستخدمي الهواتف المحمولة التي تعمل بالجيل الخامس 2 مليون مستخدم أي بسرعة تعادل ضعفي سرعة نشر الهواتف المحمولة في عصر الجيل الرابع. وفي النصف الثاني من العام 2020، ازداد عدد مستخدمي الهواتف المحمولة التي تعمل بالجيل الخامس في الشرق الأوسط بنسبة تجاوزت 350%. في الكويت مثلاً ازداد عدد مستخدمي الجيل الخامس نحو17% وهو أعلى معدل نمو بين دول مجلس التعاون الخليجي. وتشير الأرقام السابقة إلى أن عدد مستخدمي الجيل الخامس سيصل إلى "معدل رواج الأشياء الجديدة" الذي حددته نظرية روجرز في انتشار الابتكارات، والتي تنص على أن عدداً قليلاً من الأشخاص يساعدون في الترويج للابتكارات الجديدة وبمجرد وصول معدل الانتشار إلى 20%، تبدأ مرحلة النمو المتسارع. من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي الجيل الخامس في الشرق الأوسط إلى 8 ملايين مستخدم بحلول نهاية العام الحالي مع إطلاق المزيد من هواتف الجيل الخامس.

المنازل: تزايد الاعتماد على ألعاب الفيديو فائقة الدقة والعمل والتعليم عن بُعد في المنازل منذ تفشي الجائحة حيث وفّر الجيل الخامس هذه الخدمات لأكثر من 380.000 أسرة، في ظل عدم توفر شبكات الألياف في العديد من المناطق. وتصل نسبة المشتركين في شبكات الجيل الخامس اللاسلكية في الكويت إلى أكثر من 45% من مشتركي الجيل الخامس في الشرق الأوسط.

سوق التكنولوجيا: تزايد الاعتماد على خطوط الجيل الخامس المؤجرة منذ النصف الثاني من العام الماضي، حيث ازداد عدد الخطوط المؤجرة والمخصصة للشركات من 230 خطاً إلى 12000 خط في الشرق الأوسط وبلغت نسبة طلبات الحصول على الخطوط في الكويت 40% من الطلبات في المنطقة. خلال فترة حظر التجول أثناء تفشي الجائحة في الكويت، اعتمدت شركات الاتصالات والبنوك على اتصالات الهاتف المحمول من الجيل الخامس لتنفيذ العمليات المصرفية وتوفير الخدمات المهمة في الوقت الفعلي مع مراعاة التباعد الاجتماعي. وتخطط وزارة التربية في الكويت لتوفير اتصالات الجيل الخامس للمدارس من أجل تعزيز خدمات الاتصال وابتكار سيناريوات أكثر ذكاءً لتحسين جودة الحياة والارتقاء بالإمكانات المحلية. وتتيح الخطوط المؤجرة من الجيل الخامس الوصول إلى الأسواق بسرعة وخدمات فائقة الجودة بالاعتماد على الاتصالات اللاسلكية، خصوصاً في المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات الألياف.

وعلى الرغم من التسارع الحاصل على مستوى الاستفادة من مميزات الجيل الخامس في الكويت، ما زال هناك الكثير من العمل الواجب لتنمية أعمال الجيل الخامس. ورغم ذلك، يرى العديد من الخبراء أن الإمكانات التي يوفرها الجيل الخامس للمستهلكين والشركات في الكويت ما زالت فعلياً في بداياتها ويمكن تعزيز قيمتها بشكل أفضل لمختلف القطاعات والصناعات.

كما تعتبر خدمات التسوق التي تعتمد على الواقع المعزز والتعلم عن بُعد ومكتبات المحتوى التي تعتمد على الواقع الافتراضي وتطبيقات الرعاية الصحية عن بُعد مجرد أمثلة على الخدمات الجديدة التي تجذب المزيد من المستخدمين إلى الجيل الخامس، مما يتيح لمزودي الخدمات تحديث خدماتهم وتحقيق المزيد من الإيرادات من المستخدمين.

 

ابتكار المزيد من خدمات الجيل الخامس للمساهمة في ازدهار الأعمال

يوفر الجيل الخامس بنية تحتية متماسكة يمكن لبقية قطاعات الاقتصاد الرقمي أن تعتمد عليها. لذا، تركز الخطط والاستراتيجيات التنموية التي وضعتها الحكومات على الجيل الخامس للحدّ من الاعتماد على النفط وتحقيق التحول الرقمي وبناء المدن المتصلة ووضع التقنيات الرقمية في متناول الجميع من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل.

كما ستؤدي جهود رفع وتيرة الاعتماد على الجيل الخامس في دول الخليج إلى ابتكار العديد من الاستخدامات المهمة التي لن تعود بالنفع على مشغلي الاتصالات فحسب، بل ستسهم في تعزيز الأعمال ودفع عجلة التنمية في البلاد بأكملها. وتوقعت إحدى الشركات الاستشارية أن يؤدي الجيل الخامس دوراً كبيراً في تعزيز التنمية الاقتصادية في الكويت من خلال رفد الناتج المحلي الإجمالي بما يزيد عن 1 مليار دولار بحلول العام 2025 وأن يوفر التحول الرقمي 25000 فرصة عمل في البلاد. كما يمكن للحكومة الكويتية أن تعتمد على الابتكارات الحديثة لتعزيز شبكات الجيل الخامس ودمجها بالتقنيات الأخرى المتطورة كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي من أجل الحصول على مميزات إضافية على صعيد تحسين  الرعاية الصحية والتعليم والحد من الازدحام على الطرق والمظهر الجمالي للمدن وابتكار طرق جديدة للاتصال تتناسب مع طموحات الأفراد والشركات.

أما بالنسبة للقطاعات الأساسية مثل النفط والغاز، فتركز الرؤى الاستراتيجية على تحقيق التحول الرقمي نظراً لدور التقنيات الحديثة مثل كاميرات فائقة الدقة والمراقبة عبر الهاتف المحمول والتحكم بالروبوتات عن بُعد والسيارات التي يتم توجيهها آلياً وغيرها، في تحسين الإنتاجية بشكل كبير.

 

النمو والتقدّم بفضل شبكات الجيل الخامس

أثبت النمو الذي حققته سوق الجيل الخامس في الكويت في النصف الأول من العام الحالي أن استثمارات الدولة في الجيل الخامس أتت ثمارها، فهي لا تساعد شركات الاتصالات على تعزيز أعمالها فحسب، بل توفر اتصالات أفضل وتجارب ومميزات وقيماً مضافة جديدة للأفراد والعائلات والمؤسسات كذلك. ولا شك في أن مزيداً من التخطيط والتنفيذ على صعيد الاستفادة من ابتكارات الجيل الخامس بما يتناسب مع متطلبات السوق، سيسهم في تعزيز عمل الشبكات وتوفير المزيد من التقنيات المبتكرة وتحقيق قيمة أكبر لأعمال المشغلين والمجتمع بأكمله.