Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

انعقد مؤتمر "يوم هواوي للابتكار العربي" في 19 تشرين الأول/أكتوبر في قاعة الملتقى بمركز دبي التجاري العالمي على هامش معرض جيتكس غلوبال. حضر المؤتمر عدد من قادة الحكومات والأكاديميين وخبراء القطاع والمنظمين لمناقشة ومشاركة دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة أنحاء المنطقة العربية.

 

كان لكل من كاثرين تشين، نائب الرئيس الأولى ورئيسة مجلس الإدارة ورئيسة قسم الشؤون العامة والاتصالات بشركة هواوي؛ معالي الوزير الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ معالي الوزير أركان شهاب، وزير الاتصالات العراقي؛ معالي الوزير أحمد الهناندة، وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، الأردن؛ سميرة ابراهيم بن رجب، المبعوث الخاص للديوان الملكي في البحرين؛ وانغ تاو (ديفيد وانغ)، المدير التنفيذي لمجلس الإدارة، ورئيس مجلس إدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

تمحورت الجلسة الأولى من النقاش حول التحول الرقمي تحت شعار "ابتكار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدفع التحول الرقمي في العالم العربي".

شارك في الجلسة الحوارية عادل درويش، المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات؛ عمار الحسيني، نائب مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، الكويت؛ جاسم حاجي، رئيس المجموعة العالمية للذكاء الاصطناعي؛ فاهم النعيمي، الرئيس التنفيذي، عنكبوت؛ والدكتور غازي عطاالله، الرئيس التنفيذي لشركة NXN.

السؤال الأول الذي طرحه عيد كان التالي: ما هي الفجوات والتحديات في رحلة التحول الرقمي التي يحتاج رواد القطاع في النظام الإيكولوجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى التغلب عليها، لا سيما على ضوء انتشار الوباء؟

رداً على السؤال، قال الدكتور فاهم النعيمي إنه من ناحية المجال التعليمي، يحتاج قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى التعزيز السريع ليس فقط من حيث سعة التخزين ولكن تأمين شبكات أسرع لكليات التعليم حتى يتمكنوا من مشاركة المعلومات مع الطلاب. ويرى النعيمي أن ابتكار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع التعليم لا يزال في البداية ويحتاج إلى جهود من المزوّدين والحكومات وموظفي تكامل الأنظمة لإنشاء هذا النظام الايكولوجي في المنطقة.

بدوره، قال الدكتور عمار الحسيني إنه بدون خارطة طريق، قد تخاطر المنظمات و"تنطلق في الاتجاه الخطأ". وأضاف أن العامل البشري في التحول الرقمي مهم حيث أننا نعاني من نقص في المهارات الرقمية وأن إعادة القدرات البشرية  في مجالات التكنولوجيا الجديدة أمر أساسي. وشدد على أهمية "فهم المعنى الحقيقي للتحول الرقمي". كما استشهد بتقرير ماكينزي الذي يتحدّث عن فشل 83% من مبادرات التحول الرقمي بسبب إستراتيجية جيدة.

على الخط نفسه، أشار الدكتور جاسم حاجي إلى أهمية الذكاء الاصطناعي  وأن التحول الرقمي يمثل مفهوماً واسعاً يتناوله كل فرد بشكل مختلف. وأضاف أن "التحول الرقمي أصبح تحولًا في مجال الذكاء الاصطناعي" قائلاً إن ما كان يحدث على مدى 5 إلى 6 سنوات يتم تطبيقه الآن بوتيرة أسرع بكثير. "التعلم العميق يتولى زمام الأمور، فالكثير من الهاجمين استخدموا  الذكاء الاصطناعي لاختراق الفضاء الإلكتروني. إن الذكاء الاصطناعي أمر لا بد منه للدفاع عن الشبكة بالكامل، ولا يوجد توازن بين الضحايا والمهاجمين ".

هذا وقد سأل عيد لكل عضو في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الاتحاد الدولي للاتصالات، الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة، المنظمون ، وزارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، المشغلون، مزودو التكنولوجيا، إلخ) عن كيف يمكنهم أن يساهموا في التغلب على نقاط الضعف في التحول الرقمي وماذا عن المسار المستقبلي للتحول الرقمي في العالم العربي.

"تنتشر التكنولوجيا بسرعة، في حين أن التنظيم والسياسة بطيئان للغاية. يجب على أعضاء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعزيز التنظيم والسياسة والحوكمة". وشدد على ضرورة قيام المنظمين بوضع السياسات ذات الصلة بطريقة سريعة.

اعتبر عادل درويش، من وجهة نظره، أن التحول الرقمي يُرى ويُنظر إليه بشكل مختلف من قبل مختلف القطاعات والأفراد وقال: "في الاتحاد الدولي للاتصالات، لدينا أصحاب مصلحة مختلفين حيث نحاول تطوير أفضل الممارسات. نحاول التعامل مع الحكومة والمزودين من خلال مراعاة الأجندة الوطنية للدول في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات." وأضاف أيضاً أن الأمن السيبراني عنصراً مهماً. "من يتولى القيادة؟ أهُم البائعون أم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؟ إن التحول الرقمي هو تحول من جهة الأعمال التجارية كما من جهة المستخدم النهائي. ففي الاتحاد الدولي للاتصالات، نجمع أصحاب المصلحة معاً ونساعد الحكومات على تطوير مثل هذه المؤشرات التي نجمعها من جميع أنحاء العالم."

ومن جهة حكومية، قال الدكتور عمار الحسيني إن التحول الرقمي "يتعلق بالمواطنين والأمر متروك للحكومة لتسريع العملية". وقال إن المؤشرات الدولية أظهرت أن بعض دول العالم العربي تفتقر إلى الخدمات الإلكترونية فيما أكد الدكتور جاسم حاجي على أهمية التنظيم عندما يتعلق الأمر بتبني التقنيات الحديثة.

وأضاف غازي عطاالله أنه في الواجهة الأمامية، يتفاعل الأشخاص عبر الإنترنت، وأن الجهود يجب أن تركز على تسهيل النهاية الخلفية لتعزيز تجربة المستخدم. واقترح عطالله أن نتساءل حول كيفية التحول داخلياً سواء كحكومة أو مؤسسة. وشدد على أنه "يجب أن يكون التحول قائماً على النتائج". في هذا الاطار، اعتبرعطالله أن العمليات الخلفية تحتاج إلى معالجة شاملة. واقترح تحديد العامل المفقود وأسبابه وطرق حلّه قبل تصميم العمليات.

وقال الدكتور فاهم النعيمي إنه من ناحية قطاع التعليم، كان من الصعب للغاية إقناع الناس بتبني السحابة. ومع ذلك، بسبب الوباء، تم الاعتماد أكثر على هذه التقنية، إلى جانب الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء. ثانياً، لقد تغيرت القواعد وتطوّرت التكنولوجيا اليوم بحيث يمكنك الحصول على درجات الدكتوراه عبر الإنترنت". وأشار أيضًا إلى أن التكنولوجيا قد توسعت بشكل كبير ولكن هناك "ألم وتحديات." "تعد إدارة قاعدة البيانات مشكلة كبيرة، وأصبح الأمن يمثل تحديًا".

اعتبر الدكتور جاسم حاجي أن الاستجابات خلال الجائحة في منطقتنا بمثابة "ترقيع" أكثر من كونها ابتكاراً مقارنةً ببعض البلدان المتقدمة. ومع ذلك، قال إن العديد من المجالات فتحت التفاعل الافتراضي، كما أنه سيتم طرح المزيد من الغرف الافتراضية العالمية. "سيتفاعل المستشارون الافتراضيون بشكل مباشر مع الطلاب، وستلعب روبوتات المحادثة دورًا رئيسيًا، كما وسيكون التواصل أسهل ".

ورداً على وجهة النظر هذه، رأى الدكتور عمار الحسيني أن الوباء سرّع التحول الرقمي مع الأخذ بالاعتبار جاهزية الدول. وقال إن الوباء علّم البلدان كيفية العمل كحكومات ودول من حيث البنية التحتية والبيانات والأمن. "من وجهة نظر تكنولوجيا المعلومات، ساعدنا التطبيق السحابي في مكافحة الوباء. علينا الاستعداد للمرحلة التالية بناء على ما تعلمناه." كما شدد على أهمية النموذج الهجين في التعافي الاقتصادي بعد الوباء.

استشهد غازي عطاالله بمثال تطبيق أوبر - Uber، وهو تطبيق سيارات الأجرة، وكيف غيّر الطريقة التي نستخدم بها سيارات الأجرة. وشدد على أن سيارات الأجرة لا تزال هي التي تنقلنا من النقطة أ إلى النقطة ب، لكن الابتكار في الاستفادة من التكنولوجيا هو الذي غيّر طريقة تفاعلنا باستخدام التكنولوجيا. وشدد على أن الشركات بحاجة إلى معرفة كيف ستعطل تكنولوجيا معينة صناعتها وتؤثر عليها. "الأشخاص الذين يفهمون هذا بشكل أفضل سوف يمضون قدماً. وأضاف أن دبي تستخدم التكنولوجيا لتحقيق هذه الغاية.

أما السؤال الأخير خلال الحوار كان: "في زمن الثورة الصناعية الرابعة، يُعد دمج التقنيات الجديدة مثل الجيل الخامس والسحابة والذكاء الاصطناعي لصالح قيادة التحول الرقمي ونمو الأعمال والخدمات العمودية والصناعات وبناء الاقتصاد الرقمي أمرًا أساسيًا. فما هي الرؤية المستقبلية  لدمج نشر التقنيات المتقدمة بطريقة تعاونية مفتوحة؟ ما هي مجالات التعاون الأهم، والمطلوبة للنجاح المشترك؟

أكد عادل درويش على أهمية التعاون بين رواد القطاع المتعددين في استخدام التقنيات الجديدة والتأكد من أن الجميع يشكّل جزءاً من النظام الايكولوجي. وشدد على أن "رواد القطاع من القطاعين العام والخاص يجب أن يساهموا في ذلك".

وقال د. عمار الحسيني إن المواطنين هم الأكثر أهمية من الناحية الحكومية. وشدد على ضرورة استخدام البيانات لدعم اتخاذ القرارات مضيفاً: "نعمل ونساعد الخدمات الحكومية على الانتقال إلى السحابة بالإضافة إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في المشهد الحكومي".

توقع الدكتور جاسم حاجي صعود التكنولوجيا مثل إنترنت السلوك (IoB) وقال إن الشركات بحاجة إلى أن تكون جاهزة لأن تدفعها البيانات المنبثقة عن هذه التقنيات". بحسب غارتنر، في السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة، سوف يرتبط أكثر من 3 مليارات شخص على مستوى العالم"  وقال: "إن تكنولوجيا الحوسبة المتطورة تكتسب أرضية واسعة والقطاع يتحوّل إلى قطاع هجين".

وقال الدكتور فاهم النعيمي: "نحن نعمل مع التكنولوجيا السحابية للتعليم، باستخدام التكنولوجيا الناشئة والبيانات الضخمة. إن شبكة الجيل الخامس ستلعب دورًا رئيسيًا في الاتصال عبر الإنترنت للتعليم الريفي." وأضاف: "من ناحية التطبيق، نعمل مع هواوي في الحرم الجامعي الذكي. بذلك، نقود التحول التكنولوجي في التعليم."

على الخط نفسه، قال غازي عطاالله، بعد أن طرح أفكاره النهائية، إن دور الحكومات هو وضع اللوائح والسياسات لتمكين الابتكار وتسهيله على الشركات الناشئة، سواء كان ذلك في الأعمال التجارية أو في المدن. "يجب أن نفهم أدوار كل من هذه الكيانات المتوفرة."