Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

 الطائرات المسيّرة أو بدون طيار، هي تقنية تحوّلية ستتغير خلال العقد القادم بطرق لم تتخيلها من قبل. قد يتجاهل الكثيرون أهمية الأجهزة المسيّرة إلا أن تأثيرها سيكون واضحاً على حياتنا وفي كافة القطاعات.

 

لم يعد استخدام الطائرات المسيّرة محصوراً بتنفيذ المهام العسكرية فحسب بل بات اعتمادها مرتبطاً على مستوى الدول والمؤسسات أو المنظمات الحكومية والخاصة لتسهيل أعمالها والبقاء على اتصال مباشر مع المحيط المجتمعي. في وقت لا تزال بعض الدول تحظّر تحليق الطائرات المسيّرة في سمائها باعتبارها غير قانونية وتنتهك الحدود الجوية بينما هناك من يدعمها في المجالات التجارية أو الصحية. على الخط نفسه، يؤكّد خبراء في أنظمة المركبات الملاحية ان الطائرات بدون طيّار لديها فعالية كبيرة على حياة الانسان وطريقة عيشه.

 

 أين هي مكانة الطائرات المسيّرة اليوم؟

تندرج الطائرات التجارية بدون طياراليوم ضمن فئة المركبات الإلكترونية .على غرار السيارات الإلكترونية ، وتقدم هذه الطائرات خياراً مهماً  في صد الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتصبح محايدة للكربون.

أما اعتماد هذا النوع من الطائرات فيتطلّب وجود العديد من التقنيات الذكية المساندة لها والتي من خلالها يمكن أن تظهر خدماتها. أبرز هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر من أهم العناصر التي  تعزّز مستقبل الطائرات بدون طيار حيث يفعّل  دورها، ويجعلها قادرة على التأقلم مع كل الظروف التي يتعذّر على البشر التصرّف بها. إلى جانب ذلك، يسمح الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات في الوقت الفعلي لضبط قياس الرحلة عن بُعد استناداً إلى التضاريس والعقبات الأخرى، بطريقة مشابهة لبث المراقبة التلقائية المعتمدة.

بالاضافة إلى ذلك، تتطلّب هذه الطائرات إرشادات من لوحات رقمية قادرة على مراقبة حركة الطائرات المسيّرة عن بُعد، وهي خطوة مهمة  لدمج كل الطائرات الصغيرة في نظام المجال الجوي.

 

من المهام العسكرية إلى طائرات بألف خدمة عن بُعد

تُستخدم الطائرات المسيّرة لأهداف عدّة تُسهّل يوميات الانسان إن كان في القطاع الزراعي، الصحي، التجاري، العسكري، الجغرافي وغيرها العديد. يلجأ الباحثون إلى الطائرات بدون طيّار كوسيلة لتحديد المناطق والحصول على صور جوية بدقة عالية. يشير الخبراء الى ان الطائرات المسيّرة تساهم بالكشف عن تفاصيل الخرائط والأراضي عن بُعد نظراً لصعوبة تحديد بعض الأماكن الجغرافية مباشرة. كما أن الشركات تستعين بالطائرات بدون طيار لتخفيض التكلفة بعد استبدالها بالطائرات التقليدية التي تتطلّب الكثير من العناية والصيانة على مدار السنة، هذا من دون أن نذكر التكاليف التي يتطلّبها المسح الجوي والتي تتراوح بين 80 إلى 120 ألف دولار.

وبعدما كانت عملية مراقبة المداخن من محطات تكرير النفط تتطلب الكثيرمن الجهد والتعب والوقت، بدأت شركات الطاقة تستخدم الطائرات المسيّرة للقيام بذلك بدلاً من الانسان فهي قادرة على التحليق فوق المداخن وفحصها بسرعة وسهولة من دون أن يتعرّض أي موظّف للخطر. أما في القطاع العسكري، فتستعين الشرطة بالطائرات بدون طيار لملاحقة المجرمين، إلتقاط الصور أثناء المداهمات لإحدى المناطق الجغرافية المراقبة ودراستها بشكل أوضح.

ومن القطاع العسكري إلى القطاع الزراعي، بدأ المزارعون استثماراتهم بالطائرات بدون طيار للقيام بمسح سريع للأراضي الزراعية، تحديد النباتات التي تعاني من مشاكل والحصول على تقرير شامل عن الأرض والمحصول.

بدورها كانت شركات التكنولوجيا الداعم الأكبر للطائرات الحديثة. ففي وقت سابق، أعلنت شركة غوغل عن استحواذها على شركة ناشئة متخصصة لصناعة طائرة بدون طيار تهدف إلى تأمين الانترنت السريع حول العالم وهي تعمل على الطاقة الشمسية.

 

9.1 مليارات دولار قيمة سوق الطائرات المسيّرة بحلول العام 2030

يتجه العالم نحو الطائرات بدون طيّار نظراً لخدماتها المتعددة ومواكبتها للعصر التكنولوجي. بحسب التوقعات العالمية، من الموجح أن ينمو سوق UAM - أحد أنواع الطائرات المسيّرة - من 2.6 مليار دولار في عام 2020 إلى 9.1 مليارات  دولار بحلول العام 2030.

ومع توسّع صناعة هذا النوع من الطائرات واستبدالها بالطائرات التقليدية، لا بدّ من تجهيز البنية التحتية لاستيعاب هذا التحوّل وإنشاء المزيد من الممرات التي تسهّل حركتها بالاضافة إلى ضرورة تكثيف الجهود لوضع الخطط العملية وممارستها في مجال النقل الجوي.  

 

مخاوف من طائرات التجسّس وتهديد الأمن

تتخوّف الحكومات من استخدام طائرات "درون" لأهداف خطيرة كالتجسس مثلاً مما يهدد الأمن القومي ويشكل عقبات أمنية كبيرة. كما تدرس الجهات المعنية كيفية استخدام البيانات التي تجمعها الطائرات المسيّرة من دون أن تؤثر سلباً على أي من الدول.

ومع الأخذ بالاعتبار كل القوانين الأساسية لاستخدام الطائرات المسيّرة، تنفق وزارات الدفاع والحكومات ملايين الدولارات سنوياً على مشاريع الدرون لأهداف لوجستية ذاتية. كما بدأنا نشهد تجارب ناجحة لعمليات احباط الطائرات المسيّرة المتجسسة، ومنها روسيا التي تمكّنت من تجربة جهاز صوتي يكشف الطائرات المسيّرة المهاجمة. كما أفاد مسؤول في شركة حكومية روسية أن هذا الجهاز هو لحماية المنشآت المدنية العسكرية من خطر الطائرات المسيّرة التي تتجسس أو تراقب المواقع.

 

تطوير"درون" بقدرات من الجيل الخامس

يتم العمل باستمرار لتطوير قدرات الأجهزة الذكية على أن تتوافق مع ابتكارات العصر الرقمي. وفي إطار السعي نحو تحسين أداء الطائرات المسيّرة، يتم العمل على تطوير الطائرة الروسية طراز Su-57 من الجيل الخامس لتصبح قادرة على مرافقة العديد من الطائرات المسيّرة خلال العمليات الجوية.

رحلة واحدة من الطائرة المسيّرة  كفيلة بجمع بيانات مرئية وصور جوية ثلاثية الأبعاد يمكن عرضها من خلال برامج الكمبيوتر.  ويعتبر المتخصصون بمسح الأراضي أن استخدام الأجهزة الذكية تساعد الانسان على التوصل إلى معلومات دقيقة بسرعة أكبر وبكلفة أقل.

 

قد يبدو أن مستقبل الطائرات بدون طيار هو أقرب مما كنا نعتقد. على ضوء ذلك، يحتاج قادة الأعمال إلى مواكبة هذه التغيّرات ومعرفة كيف يمكن أن تؤثر على القطاعات كافة وتقديم تحليلات البيانات وتوفير التكاليف المطلوبة. فكيف يمكن الانتقال من الطائرات التقليدية إلى اعتماد الطائرات المسيّرة؟ يكفي الاستعانة بالمتخصصين  لمساعدتك في تنفيذ مشروعك بوقت قليل وبظروف مؤاتية.