Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يتنافس القطاع المصرفي والشركات الناشئة لتقديم الحلول الذكية والابتكارات في مجال الأعمال. شهدنا في السنوات الماضية سلسلة من التطبيقات الذكية التي يمكن تحميلها على الهواتف المحمولة تكون مكمّلة للخدمات المقدّمة مباشرةً في البنك أو عبر المواقع الالكترونية  وتتمتّع بالفعالية نفسها والجودة العالية.

 

أمام هذه الخطوة المهمة، تهتم إدارة البنوك حالياً بالناحية التقنية لتطوير التطبيقات الذكية على الهواتف المحمولة بما يُناسب العملاء ومتطلباتهم. مع تداول الأجهزة الذكية تتيح البنوك باقات وخدمات متعددة تسهّل العمل إلكترونياً، فبحسب الأرقام، شهدت الخدمات المصرفية الرقمية نمواً بارزاً عربياً وعالمياً حيث أن 81% من السعوديين و79% من الإماراتيين يعتمدون على التطبيقات الذكية والخدمات المصرفية أونلاين لإتمام معاملاتهم عن بُعد.

تشمل التقنيات الذكية مختلف القطاعات لتنحاز عن طرق العمل التقليدية وتعتمد النهج الرقمي المرتبط بالذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء. بحسب الدراسات الأخيرة تميل الأغلبية إلى الخدمات الرقمية المتوفّرة في المدن الذكية، المنازل الذكية والسيارات ذاتية القيادة – الذكية باعتبارها أسهل وأسرع. على ضوء ذلك، تم طوير البنوك الذكية والخدمات المالية من خلال مختلف القنوات الالكترونية لتلبي حاجة العملاء عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة.

وعلى خط التغييرات التي أحرزتها الثورة الصناعية الرابعة، حافظ القطاع المصرفي والبنوك على استمراريتهم من خلال إعداد خدمات مصرفية ذكية تتوافق مع شروط الأمن السيبراني وتنقل البنوك التقليدية إلى خانة البنوك الذكية التي تحاكي عصر الاقتصاد الرقمي.

توفر البنوك الذكية خدمات مصرفية على مدار الوقت من خلال الاتصال بالانترنت، استخدام التطبيقات الذكية على الهاتف المحمول أو الأجهزة اللوحية أو الكمبيوتر. يتوسّع عمل البنوك الذكية تلبيةً لاحتياجات العملاء المتزايدة في مختلف أنحاء العالم حيث تتيح لهم التواصل المباشر مع الفروع الرئيسة عن بُعد. هذا ويسخّر القطاع المصرفي طاقاته لتعزيز الابتكار ودعم الاستثمارات.

 تواصل البنوك في الدول العربية إنجازاتها في القطاع المصرفي ودعمها للخدمات المصرفية في الشركات الناشئة، الصغيرة والمتوسطة بعد انضمام العديد إلى هذه التطبيقات.

على خط المشاريع المطروحة لرفع مستوى تجربة المستخدم، تُكثّف الإمارت تعاوناتها لزيادة استخدام التطبيقات المصرفية خلال المرحلة المستقبلية ودعماً للابتكارات الجديدة والحلول الذكية كجزء من استراتيجية الدولة لتحقيق التحول الرقمي على مدى السنوات الخمس القادمة.

حققت المملكة العربية السعودية خطوات مميزة ساهمت في تمكين استراتيجيتها الرقمية لتطوير التجربة المصرفية بكفاءة ومرونة عالية بالنظر إلى النمو السريع بعدد مستخدمي التطبيقات الذكية والخدمات المصرفية في البلاد لما توفّر من خيارات واسعة وتقنيات رقمية حديثة.

 

 العوامل المطلوبة لتطوير التطبيقات المصرفية للشركات الناشئة

تحدد الشركات بعض المواصفات والخدمات التي تريد أن تقدّمها للعملاء عبر تطبيقاتها الذكي لذلك تُطلق المصارف مهلة تجريبية تختبر من خلالها فعالية التطبيق وتكتشف ما إذا كانت كل اللوازم لطرحه على الهاتف المحمول موجودة ( بصمة الوجه، كلمات السر..) وتحرص الشركات على توفّر الميزانية المالية الضرورية لاستمرارية التطبيق وتطوير التطبيق بشكل مستمر لضمان كفاءته.

خيارات عدّة أمام المصارف لمشاركة خدماتها المصرفية مع العملاء وتختلف هذه الأخيرة من حيث طريقة إنشائها، كلفتها، جودتها وفعاليتها. يمكن اختيار التطبيقات الأصلية التي تُنفّذ من الصفر وهي من الخيارات الأصعب لكنها الأفضل والأكثر طلباً واستحساناً لدى العملاء. كما يمكن للمصارف تصميم مواقعها الإلكترونية الخاصة بخدماتها ويمكن استخدامها من أي جهاز متوفر، هاتف محمول، كمبيوتر... كذلك يمكن طرح الخدمات المصرفية عبر التطبيقات الهجينة التي تُعد كلفتها أقل وهي محدودة.

في ظلّ انتشار الوباء وما تبعه من تداعيات على النشاط الاقتصادي والمالي عالمياً، حققت التطبيقات المصرفية نقلة نوعية في عالم المصارف والتداولات المالية حيث بات بإمكان العملاء دفع الفواتير، التحقق من الحسابات، إيداع الشيكات والتمتّع بمميزات المحفظة الرقمية المفيدة للتأقلم مع المدن الذكية المستقبلية. بفضل تطوّر البرامج الالكترونية لم تعد أزمة التعاملات المالية مهمة فقد اعتاد أغلبية العملاء على النمط الجديد لتسهيل العمليات المصرفية عبر الهاتف الذكي أو الساعة الذكية. تتطلّب هذه التحولات وجود معايير عالية من أنظمة الأمن الرقمي لحماية البيانات المشاركة والمعلومات السرية لتجنّب محاولات اختراق الحسابات والتعرّض للهجمات السيبرانية.

تواجه الأجيال القديمة صعوبة في التعامل مع الصراف الآلي والتقنيات الجديدة إلا أن البنوك الذكية تُشارك كل الارشادات الضرورية لتسهيل المعاملات وتجنّب الثغرات الأمنية والهدمات السيبرانية. فعلى المستخدم التحقق من التطبيقات الذكية المصرفية قبل تحميلها، استخدام الاتصال الآمن لمنصات البنوك الذكية، تحديث التطبيقات المحملّة بشكل مستمر فقد تحمل الكثير من التعديلات لتحسين الخدمة. في وقت لا تزال فيه القوانين والتشريعات حول الجرائم الالكترونية المتعلّقة بالخدمات المصرفية غير كاملة بعد، تعمل البنوك الذكية على نشر ثقافة الخدمات الالكترونية على الأجهزة المحمولة  على ضوء التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي السريع.