Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يخطط عمالقة التكنولوجيا للدخول إلى عالم الفضاء والاستثمار فيه، ففي العام 2020 جمعت الشركات الناشئة أكثر من 7 مليارات دولار في مجال الفضاء على أن يستمر هذا الاتجاه بالتصاعد خلال السنوات المقبلة. وتستفيد الشركات من مناخ الفضاء وظروفه المحيطة لتطوير برمجياتها الواسعة وأنظمتها الذكية. أما اليوم ومع التطورات الرقمية فتعزز هذه الشركات وجود التقنيات الذكية لربط الفضاء بكوكب الأرض عبر الألياف الضوئية والكابلات.

 

تشكّل التقنيات الذكية عنصراً أساساً لتطوير العلوم المستقبلية. فمع استخدام البيانات تحسّنت الشبكات وتطوّرت مهامها. ويعتبر الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أهم التقنيات المعتمدة في مجالات العلوم حيث تتمتّع هذه الأخير بالقدرة على التحكّم الذاتي، تحليل البيانات وإدارتها. فبعد دمج الذكاء الاصطناعي في كل المجالات، بات اعتماده محتماً في مجال الفضاء والمركبات الفضائية وفي بناء الأقمار الصناعية وربط الكابلات. أما أنظمة التعلم الآلي فتُعتمد لتحليل البيانات المخصصة لرصد كوكب الأرض عن بُعد.  كما تستخدم هذه الأنظمة للتطبيقات الفضائية وعمليات قياس المسافات بين الأرض والكواكب الأخرى. ومن بين المجالات التي تتوسّع فيها التكنولوجيا، صناعة مواد عالية الأداء على أقمار صناعية تستغل الشركات الناشئة من خلالها الظروف التي يوفّرها الفضاء من جهة والمساعدة على خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة في آن واحد. على ضوء ذلك، تضع الشركات المتخصصة بالتكنولوجيا استراتيجياتها المستقبلية التي ترتكز على تطوير الألياف الضوئية والأقمار الصناعية واستخدام مراكز البيانات لرفع الانتاجية.  

 

الأقمار الصناعية لخفض انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة

في الحديث عن تطور التكنولوجيا واستخدامها في مجال الفضاء، تخطط شركات ناشئة لتوسيع مشاريعها نحو الفضاء. كما يخصص المستثمرون رأسمالاً للتركيز على التكنولوجيا في الفضاء إلى جانب الصفقات والتعاونات التي تُبرم لتعزيز الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتحسين المكالمات عبر تمكين شبكة الانترنت وتعزيز دور الحوسبة السحابية والبيانات. وتتنافس الشركات على إطلاق الأجهزة والمنتجات التي تخدم الفضاء وتحسّن تجربة العملاء. على الخط نفسه، تسعى شركة بريطانية الى الاستفادة من الأقمار الصناعية وتصنيع مواد بجودة عالية تُخفّض الانبعاثات الكربونية على الأرض، وهي تخطط حالياً لإطلاق أول قمر صناعي لاختبار هذا المفهوم واكتشاف التحديات خلفه. يوضح أحد الخبراء أن مشروع هذه الشركة قائم على نوع جديد من الألياف الضوئية قادرة على نقل البيانات بسرعة كبيرة. يعود ذلك إلى نوع أشباه الموصلات المستخدمة التي تحسّن الأداء. إلى جانب ذلك، أصبحت عملية التصنيع التي تتطلب درجات حرارة عالية أومنخفضة جداً سهلة.

تتطلّب إقامة مصنع على قمر صناعي توفر العديد من العناصر أهمها وجود روبوتات مؤهلة للعمل في الفضاء، التأقلم مع الظروف المغايرة لإجراء عملية التصنيع ومراعاة الشروط المحيطة كانخفاص الجاذبية واستغلال مساحات الفراغ لتصنيع المواد التي لا يمكن إطلاقها على سطح الأرض.

 

الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي في الفضاء

يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات كما في الأعمال والابتكارات كذلك في الفضاء، تستخدمه الشركات لإدارة الاتصالات والبيانات، مراقبة الأقمار الصناعية وتحديد عمرها بالاضافة إلى تخطيط الاستراتيجيات في عالم الفضاء، التأكد من سلامة المركبات الفضائية  وتنظيم المدارات الفضائية. كما يرصد الذكاء الاصطناعي المؤشرات الاقتصادية من خلال جمع بيانات الأقمار الصناعية وتقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة الانتاج في إحدى الشركات الألمانية مثلاً أو متابعة حركة الطائرات في مطار العاصمة الاسبانية. بدورها استعانت وكالات الفضاء الأوروبية بالذكاء الاصطناعي لجمع  البيانات وتحليلها في وقت ساهمت فيه هذه التقنية بتطور مفهوم البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء كما عززت دور الروبوتات والابتكارات المماثلة. بينما للتعلم الآلي استخداماته الخاصة في مجال الملاحة الجوية والتوجية والتحكم في المركبات الفضائية عن بُعد.

على ضوء ذلك، كانت لشركات الفضاء تعاونات مع عمالقة التكنولوجيا لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتوسيع أبحاثها في الفضاء واكتشاف مجموعة جديدة من الكواكب حولنا.

شهدت هذه التقنيات تطوراً خلال السنوات القليلة الماضية إلى أن أصبحت من أساسيات حياتنا اليومية لإنجاز المهام الصعبة بسرعة ومرونة. وعلى الرغم من كل الثغرات التي يقدّمها، لا يزال الذكاء الاصطناعي في طليعة التقنيات التكنولوجية التي شكّلت نقلة نوعية في الأعمال على كافة الأصعدة.

ومن التجارب الناجحة  إطلاق أول قمر صناعي أوروبي مصمم بأحدث الخدمات التي توصّل إليها الذكاء الاصطناعي يسمح بإرسال كمية كبيرة من البيانات إلى الأرض. كما يعمل مركز الفضاء الألماني على تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي لديه وتطبيقه في مجال الفضاء لمساعدة رواد الفضاء في مهامهم وتحسين التواصل بينهم وبين فريق العمل على الأرض من حيث الرؤية، الصوت والصورة.

 

التكنولوجيا تتيح الاستجابة إلى الكوارث الطبيعية وغيرها من الخدمات  

يتواجد حول كوكب الأرض نحو 2000 قمر صناعي يراقب ويرسل صوراً لمركز الفضاء، إلا أنه من المتوقع زيادة هذا العدد خلال السنوات القادمة مع إطلاق الشركات الأقمار الصناعية الخاصة بها. ومع ارتفاع العدد ودخول المزيد من الأقمار الصناعية إلى الغلاف الجوي، يصبح الاتصال والاتصالات ضرورة لا سيّما خلال الأزمات أو الكوارث الطبيعية (الأعاصير، زلازل، حرائق..).

على ضوء ذلك، عمل نظام "تعزيز المركبات الذكية فائقة التطور على "جمع منصات الاتصال في منصة واحدة أساسية يمكن تشغيلها عن بُعد عبر الهواتف الذكية أو غرف التحكّم. كما تستعين هذه المنصة بالبيانات التي تحصل عليها من وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية لانشاء خرائط حرارية تجول أنحاء العالم.

بدورها تلتزم سائر وكالات الفضاء بتطوير التكنولوجيا ودمجها في كافة المهام لمواكبة العصر السريع والتحول الرقمي بكل أشكاله، فنحو 70 وكالة فضاء وطنية وإقليمية تسعى إلى توسيع معرفتها التقنية لتطبيق التكنولوجيا بكافة أشكالها.  

 

 تطبيقات ذكية لمراقبة الكواكب وما بعد الأرض

لم يعد الفضاء الخارجي بعيداً أو غير ملموس، فمع التطبيقات الذكية أصبحت النجوم والكواكب بمتناول اليد من كافة أنحاء العالم. في وقت تعتبر فيه التلسكوبات باهظة الثمن، توفّر لك التطبيقات على الهاتف المحمول أو الأجهزة اللوحية فرصة مراقبة العالم الخارجي من راحة منزلك.

توفّر لك بعض التطبيقات المختصة بعالم الفضاء رؤية النجوم وخريطة التلوث الضوئي للمناطق المحلية الخالية من التلوث الضوئي. كما ان غيرها من التطبيقات يمكّنك من رؤية النجوم والمجرات والكواكب بمجرد أن توجّه جهازك إلى السماء بواسطة الواقع المعزز. أما التطبيقات التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي فهي تقدّم صوراً للسماء بألوان متوازنة معدّة خصيصاً لتحديد النجوم وتصويرها.

إلى جانب ذلك، تأتي التطبيقات التي تعلمك بالظروف المناخية، حال الرياح، اوقات غروب أو شروق الشمس ومراحل القمر بالوقت الآني.

 من المتوقع أن تزيد الاستثمارات في عالم الفضاء والاعتماد على التكنولوجيا بشكل أكبر. في هذا السياق، يرى المحللون توسع صناعة الفضاء أكثر مع السنوات القادمة لتصل قيمته إلى تريليون دولار بحلول العام 2040 بعدما كانت في العام 2020 مليار دولار.