Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

جمعت المنصة الإعلامية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط، تيليكوم ريفيو نخبة من الاختصاصيين ضمن حلقة حوارية افتراضية عُقدت مؤخراً بعنوان "الجيل الخامس: ما التالي؟"، لاكتشاف أين نحن اليوم من مسار الجيل الخامس، وما المرحلة التالية لهذه التكنولوجيا المتطورة.

 

شارك في الحوار كل من: إبراهيم غريبي، رئيس شؤون الحكومة و السياسة، نوكيا، الشرق الأوسط و أفريقيا، فيمي أوشيغا، نائب الرئيس لقسم المبيعات، ومقدمي الخدمات، الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، كوموسكوب، جاسم العوضي، مدير بقطاع الخدمات الحكومية وحسابات العملاء الرئيسين في "دو"، الدكتور بلال الجموسي، رئيس دائرة لجان الدراسات في الاتحاد الدولي للاتصالات، يان هولزبيرج، المدير التجاري لشركة فودافون عمان، محمد عبد العزيز النجيدي، المدير العام التنفيذي لعمليات التكنولوجيا، زين السعودية، محمد المرزوقي، نائب الرئيس / التآزر ودعم العمليات، شركة e&.  

رحّب غازي عطالله المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Picacity، بالمتحدثين والمشاركين، مقدماً لمحة عامة عن الموضوع المطروح، كما تشارك والمتحدثون وجهات نظرهم الأولية حول شبكة الجيل الخامس.

 

الكلمات الافتتاحية في الحلقة الحوارية

إعتبر إبراهيم غريبي أنه "في ما يتعلق بشبكة الجيل الخامس، فإن التكنولوجيا هي نقطة البداية ضمن مسيرة طويلة. نحن فقط نستغل ما يمكن أن تفعله شبكة الجيل الخامس وما يمكن أن تقدمه للمجتمع." وأضاف أن  أهمية الجيل الخامس تزداد مع أكثر من 200 مشغل ينشرون الشبكة، وما لا يقل عن 100 مشغل يستثمرون في البنية المستقلة، وحوالي 1000 نوع من الأجهزة ذات العوامل الشكلية المختلفة."

بدوره قال جاسم العوضي إن دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة المستثمرين في التكنولوجيا الجديدة مما يتيح تغطية شبكة الجيل الخامس الخارجية بنحو 97.5%، وقال إنه بحلول نهاية العام، ستصل إلى 98.2%. ويعتبر العوضي أن الخطوة التالية ستكون مرتبطة باستخدامات الجيل الخامس المربحة. بغض النظر عن الأفراد الذين يستخدمون الجيل الخامس، ستكون حالات استخدام هذه الشبكة الأعلى في الرقمنة الكاملة للعمليات الصناعية. "إذا لم نأخذ بالاعتبار المشاكل في سرعة الاستجابة، أصبحت مساحة الاتصال متاحة الآن للمضي قدماً في الابتكار."

بالنسبة لـ فيمي أوشيغا، توفر شبكة الجيل الخامس فرصاً "بطرق مختلفة جداً". واعتبر أوشيغا أن الجيل الخامس يفتح المجال أمام الخبراء والمشاركين لتقديم منتجات جديدة وخلق حافز ومنافسة أكبر في السوق.

على الخط نفسه، تناول الدكتور بلال الجموسي الحديث الذي دار حول الجيل الخامس خلال اجتماع ITU-CXO في دبي الذي نظّمته تيليكوم ريفيو  و du في ديسمبر 2021  حيث ناقش أكثر من 50 مديراً تنفيذياً من جميع أنحاء العالم مستقبل الجيل الخامس. وقال إن الجيل الخامس كان من أبرز المواضيع التي تم مناقشتها في الاجتماع، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في هذه الشبكة. وجدت مجموعة دراسة الاتحاد الدولي للاتصالات تحسناً كبيراً في البنية التحتية للألياف الضوئية التي تدعم الجيل الخامس  والبروتوكولات الجديدة و معايير استخدام PON والانتقال إلى سرعة 400 غيغابت بالثانية على حركة مرور الشبكة الوطنية. وقال الجموسي إن هناك مجالًا آخر مهماً وهو استخدام التعلم الآلي في الجيل الخامس لتحسين الشبكات المستقلة. ثالثًا، أشار الجموسي إلى الاهتمام المتزايد باتحاد الاختبار الذي أطلقه الاتحاد لتوفير بيئة لتحديد حالات الاستخدام الجديدة وفرص الأعمال لتحقيق الدخل من شبكات الجيل الخامس.

من جانبه، أشار يان هولزبيرج إلى أنه علمًا أن فودافون مشغلًا جديدًا في مجال الاتصالات العماني، كان له الفرصة لأن يكون ناشط عملياً بمجال الجيل الخامس.

كذلك، ذكر المهندس محمد عبد العزيز النجدي أن زين أطلقت خدمة الجيل الخامس التجارية في العام 2019 واليوم تمتلك زين السعودية 63% من تغطية الجيل الخامس عبر 70 مدينة في المملكة العربية السعودية و 40% من حركة المرور تأتي من الجيل الخامس. وأضاف: "نحن بصدد إطلاق الشبكة المحلية الخاصة بإنترنت الأشياء لعملاء B2B لحالات الاستخدام والتطبيقات التي ستكون فعالة من حيث التكلفة وموفرة للوقت".

شارك محمد المرزوقي الخبراء وجهة نظر شركته تجاه الجيل الخامس مشيراً إلى المعنى الكامن وراء تغيير علامتها التجارية. تعمل e& المعروفة سابقاً بـ مجموعة اتصالات، في 16 دولة مختلفة، مع تطبيق الجيل الخامس حالياَ في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأكد مرزوقي أن تغطية المشغل ستتجاوز 90% وبحلول نهاية العام 2022 تهدف الوصول إلى 98%. يعتقد أن رحلةe&  كانت ماراثونًية وليس مجرّد سباقاً. "لقد قدمنا ​​تقنية الجيل الرابع ومنذ ذلك الوقت كنا نناقش ما سيأتي بعد ذلك. وبالتالي، كنا أول من أدخل الجيل الخامس في المنطقة. " مضيفاً: لم يكن الجيل الخامس مجرد مرحلة من تطور الشبكة ولكنه ثورة شاملة خصوصاً بالحديث عن توفير التكنولوجيا للعملاء وكذلك للمؤسسات."

 

واقع الشرق الأوسط مقابل الدول عالمياً

تباحث الخبراء حول واقع منطقة الشرق الأوسط واللاعبين فيها مقارنةّ بالمنافسين الدوليين من حيث عملية نشر الجيل الخامس.

في هذا الإطار، قال المهندس النجيدي: بدأ إطلاق شبكة الجيل الخامس في العام 2019، وبعد ذلك قادت دول آسيا والمحيط الهادئ المسيرة. مقارنةّ بالعام 2020، تضاعف عدد اشتراكات الهواتف الذكية المدعومة بالجيل الخامس في جميع أنحاء العالم في العام 2021. في العام 2022، من المتوقع أن تتجاوز اشتراكات الجيل الخامس المليار، لتصل إلى هذا الإنجاز في غضون عامين. ناهيك عن أن المملكة العربية السعودية تضع اعتماد الجيل الخامس كأولوية لديها للانتقال من الاعتماد على قطاع النفط إلى اقتصاد الخدمات القائم على المعرفة. إذا نظرنا إلى معايير رقمية مثل معيار Ookla، فإن المملكة العربية السعودية وثلاث إلى أربع دول من دول مجلس التعاون الخليجي هي من بين العشرة الأوائل من حيث النشر وأوقات الاتصال والسرعة. وهذا ما يدل على المكانة الرائدة التي تتخذها المنطقة في هذا المجال".

أما بالنسبة لهولزبيرج، فقد تناول هذا السؤال من وجهة نظر الخدمة. "نظراً إلى المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، وبالمقارنة مع المناطق الأخرى، يميل العديد من المستهلكين لتجربة خدمات جديدة. تعتبر الإمارات العربية المتحدة نموذجاُ لروح الابتكار التي يتمتعون بها والدافع الحقيقي من المستهلكين لأخذ أحدث وأفضل الخدمات. كذلك الأمر في عُمان فبالحديث عن الخدمات، اعتبر يان أن النظام البيئي يمثل تحديًا لخلق صلة المستهلك. "يتخطى تحقيق الدخل من الجيل الخامس للمستهلكين الاتصال وميزة السرعة، فالشراكات مطلوبة لخلق تلك الصلة بحيث يرى المستهلك حقًا قيمة هذه التكنولوجيا."

 

إليكم حالات استخدام الجيل الخامس خلال السنوات المقبلة ودور الحكومات في ذلك

تحدث خبراء الاتصالات عن أهمية الجيل الخامس وارتفاع استخدامات هذه الشبكة. لفت الجموسي إلى أن سيتم استخدام الجيل الخامس  في مختلف المجالات مثل القطاع الصناعي، الصحي، اللوجستي، النقل وغيرها الكثير.

هذا وقدم العوضي بعض الأمثال عن استخدام الجيل الخامس في الامارات قائلاً: "سنعمل قريباً على إنتاج حالات استخدام الشبكة الذكية، بالإضافة إلى السيارات ذاتية القيادة والخدمات الذكية. لقد أعدنا تشكيل أنفسنا لتلبية هذا الطلب ونحن مستعدون الآن لتحقيق الدخل من الجيل الخامس".

على الخط نفسه قدم كل من المتحدثين نظرته الخاصة عن كيفية اعتماد الجيل الخامس خلال السنوات المقبلة وما نحن بحاجة إليه لتأمين الانتشار الواسع.

وبالحديث عن دور الحكومات في عملية نشر الجيل الخامس علق الغريبي قائلاً: "لقد استثمرت معظم البلدان في تقنية الجيل الخامس وحصدت الفوائد خلال فترة انتشار الوباء. لم تكن هناك اضطرابات كبيرة وتمكن الجميع من الحصول على مزيد من الاتصال للتعليم عبر الإنترنت والعمل عن بُعد، لذلك لعبت الحكومة بالتأكيد دوراً أساسياً".

وتعليقاً عن الجيل الخامس والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء، أشار الجموسي إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات يتلقى مؤخراً طلبات مهمة لرموز غير جغرافية لموارد الترقيم من آلة إلى آلة وتطبيقات إنترنت الأشياء، حيث يتم تحديد الأجهزة، ليس بموجب رمز بلد معين، ولكن بموجب رمز البلد الذي يديره الاتحاد الدولي للاتصالات حيث يمكن لهذا الجهاز العمل في أي منطقة جغرافية حول العالم. وقال: "إن تحديد أجهزة إنترنت الأشياء هو الخطوة الأولى نحو الاتصال الآمن لأن مشغلي الشبكات يريدون أن يكونوا قادرين على التعرف على تلك الأجهزة من طرف إلى طرف إنترنت الأشياء بشكل فريد وتحقيق الأمن السيبراني من خلال استخدامها". وذكر أيضاً أن هناك مجالًا آخر ذو أهمية كبيرة وهو استخدام التعلم الآلي في الجيل الخامس لتحسين الشبكات المستقلة.

ورأى العوضي أن قدرات الجيل الخامس  كانت أكثر ملاءمة لحالات الاستخدام في المجال الصناعي. على هذا النحو، يعدُ الجمع بين إنترنت الأشياء والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي عبر شبكات الجيل الخامس بالكثير من الفوائد لمختلف العمليات الصناعية عبر كافة القطاعات.

شارك عطالله في نهاية الحلقة الحوارية، نتائج الاستطلاع الذي تم إطلاقه أثناء الحوار. بالنسبة للسؤال الأول: "هل تعتقد أنه من العدل فرض رسوم على تراخيص الجيل الخامس؟"، أجابت الأغلبية بـ "نعم". ثانياً: "فشلت الحكومات والجهات التنظيمية في إتاحة الطيف الكافي للجيل الخامس"، مالت الأكثرية نحو الموافقة، أما عطالله يعتبر أن منطقتنا تقوم بعمل جيد. ثالثًا: "إذا كانت شبكة الجيل الخامس تشكل خطراً على حركة الطيران وتتعارض مع الطائرات"، فجاءت الأجابات على الشكل التالي: 19% فقط اعتبروا أن الشبكة تتدخل بحركة و الطيران بينما صوّت 81% بـ"لا". بالنسبة للسؤال الرابع، التصويت على أي بنية أكثر ملاءمة للجيل الخامس، قالت الأغلبية "قائمة بذاتها". وأخيرًا وليس آخرًا، وافقت الأغلبية على العمقولة التالية: "بدون الجيل الخامس، لا يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء". في هذا الصدد علّق عطا الله بأننا بحاجة إلى الجيل الخامس حتى نتمكن من الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي وانتشار أجهزة إنترنت الأشياء على نطاق أوسع.