Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

 تحقق شركات التكنولوجيا أرباحاً طائلة من الاعلانات على صفحاتها مستفيدةً من جائحة كورونا وعملية التحول الرقمي التي ترافقت معها. فمنذ الربع الأول من العام 2021 لغاية اليوم، قفزت أرباح شركات التكنولوجيا منها فيسبوك، تويتر، إنستغرام وغيرها لتعزز التجارة الرقمية والخدمات السحابية.

هذا ويعتبر الخبراء أن سوق الاعلانات الرقمي يشهد ازدهاراً واسعاً على مستوى العالم مع الأرباح التي تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة الماضية. وبالأرقام، حققت شركة غوغل ايرادات ضخمة من الاعلانات الالكترونية خلال الربع الأول من العام 2022 والتي بلغت 54.6 مليار دولار بينما يُشكّل 80% من الحصة الاجمالية لايرادات الشركة. أما فيسبوك، المعروفة بـ "ميتا" حققت من الاعلانات الالكترونية 26.9 مليار دولار لتُشكّل 97% من إجمالي إيرادات الشركة. كذلك تويتر حققت نمواً بارزاً في هذا المجال مع ايرادات بلغت 1.1 مليار دولار أي بنمو 92% من نسبة ايرادات الاعلانات من اجمالي الايرادات.

في هذا السياق، تُظهر الشركات اهتمامها بوكلات الاعلانات الرقمية مما ينعكس على قيمة هذا السوق مع تقديرات بأن تتخطى مداخيلها مليارات الدولارات سنوياً. يؤكد المتخصصون بمواقع التواصل الاجتماعي والتقنية أن الانفاق العالمي على الاعلانات الرقمية سيتوسّع في السنوات القادمة ليشكّل 5.7% بحلول العام 2023 و7.4% بحلول العام 2024 بقيمة 873 مليار دولار. يُضاف إلى أن ارتفاع سوق الاعلانات الرقمية يعود إلى ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت حول العالم إلى جانب تضاعف الحملات التسويقية للشركات الناشئة والجديدة لما لها من تأثير ايجابي على الأعمال التجارية وتوسّع العلامات التجارية.

من ناحية أخرى، يأخذ الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في نشر الاعلانات الرقمية حيث تواكب من خلاله الشركات سلوك المستهلك على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تجمع الشركات نسبة أكبر من البيانات مما يرفع التفاعل بين العملاء والمعلنين والمستثمرين.

 قد تواجه مواقع التواصل الاجتماعي والاعلانات الرقمية بعض التحديات المتعلّقة بالقوانين المطروحة والتي هدفها أن تُنظّم عملية وضع الاعلانات على مواقع التواصل والمنصات الاجتماعية أم تعرقلها. يعتبر البعض أن القوانين المتخذة من قبل الهيئات والحكومات في ما يتعلّق بالاعلانات الرقمية غير منظّمة كما يجب أو أنها لا تتوافق مع التقدّم الحاصل حالياً في كافة القطاعات. على ضوء ذلك، يأخذ الخبراء العلاقة بين سوق الاعلانات ومواقع التواصل الاجتماعي بالاعتبار على أن يتم جذب الاستثمارات المحلية والخارجية إلى هذا السوق كونه يعتبر من العناصر الأساسية لانعاش الاقتصاد.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الاعلانات الالكترونية بظهور فئة جديدة في المجتمع تضم كل من المؤثرين والناشطين الذين لديهم ملايين المتابعين. يتقاضى هؤلاء رواتبهم من الاعلانات التي يشاركونها والتي تعود إلى شراكات مع العلامات التجارية والشركات الصغيرة والمتوسطة بهدف الترويج لها. في هذا الاطار، تهتم الهيئات المراقبة بتبني الحملات التوعوية والمفيدة للمجتمع كما تستغل بعض الشركات مواقع التواصل الاجتماعي الاعلانات الالكترونية لتوجيه المجتمع، تنظيم القطاعات والتأثير بها على كافة المستويات بالاضافة إلى نشر الأفكار التي تتوافق مع الثقافة والفكر المعتمد من مختلف الطباقات المجتمعية لتكون وسيلة ضغط بالمنحى الايجابي.

 تتفوق اليوم الاعلانات الرقمية على الاعلانات التلفزيونية بالتوازي مع ارتفاع نفقات الاعلانات على مواقع انستغرام وتيك توك التي تصل إلى ملايين المتابعين حلول العالم. هذا الاقبال الشديد دفع بالشركات المُعلنة إلى تغيير استراتيجيتها منذ العام 2019 حيث من المتوقع أن ينمو سوق الاعلانات الدولية 9.1% خلال العام الجاري. تعتبر الاعلانات الالكترونية أداة فاعلة لتجارة التجزئة والتسوق الرقمي.. فهل سننتقل إلى المنصات الرقمية كلياً خلال السنوات المقبلة استجابةً للواقع الجديد؟