Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يتفاعل المستخدمون مع التقنيات والتطبيقات الجديدة في ظلّ توسع التكنولوجيا بكل أنواعها وتعدد الأجهزة الالكترونية. ويمزج الواقع الممتد بين الواقع الافتراضي والمعزز مما يسمح للمستخدم بتجربة خدمات عدّة في بيئة افتراضية آمنة.

 توسّع التقنيات الافتراضية واقعنا مع تزويد المستخدم بتجربة غامرة على كل المستويات وبكافة المجالات خصوصاً تلك التي تحاكي العصر الرقمي المتطور. تطور مفهوم الواقع الممتد – Extented Reality خلال سنوات قليلة ليصبح  ركناً أساسياً في مواقع العمل. ومن المتوقع أن ينمو سوق التقنيات الافتراضية والواقع الممتد بنسبة 46.5% على أن تصل قيمته إلى 125.2 مليار دولار بحلول العام 2026. تعود هذه الأرقام إلى اتجاه العالم نحو الرقمنة وتبدّل سلوك المستخدم على مستوى التجارة والرعاية والتعليم والصحة مع رقمنة البنية التحتية. يدخل الواقع الممتد بقوة خصوصاً في الصين واليابان وكوريا الجنوبية.  توازياً يرجح الخبراء أن يسجل سوق الواقع الافتراضي والواقع المعزز 393 مليار دولار بحلول العام 2025 مع تزايد عدد الصناعيين التقنيين من جهة والمستهلكين من جهة أخرى. وكما يقدم الواقع الممتد سلسلة من الخدمات على مستوى الأعمال كذلك فإنه يوفر المزيد من الفرص لتحسين القطاعات أهمها قطاع الرعاية الصحية: يسمح الواقع الممتد للأطباء بممارسة عملهم بعيداً عن المخاطر وبأقل قدر من الخسائر المالية والبشرية على حد سواء.

 

حقائق وخدمات الواقع الممتد

تدخل التحسينات التي يقدمها الواقع المعزز ضمن تطبيقات وبرامج وأنظمة الاتصال التي تدعم تبني التقنيات الذكية. كان من المتوقع أن يصل إجمالي إنفاق الواقع الافتراضي والواقع المعزز في جميع أنحاء العالم إلى 12 مليار دولار أميركي في العام 2020 على أن  يرتفع الانفاق العام بحلول العام 2024 ليصل إلى 72.8 مليار دولار أميركي. وفي هذا الصدد تحتل شركة كوالكوم المرتبية الأولى في ملكية براءات اختراع الواقع الممتد حيث تعاونت الشركة المذكورة مع 15 من مزودي خدمات الاتصالات حول العالم بهدف تطوير محتوى AR / الواقع المعزز والواقع الافتراضي المستند إلى شبكة الجيل الخامس. وفقاً للاحصاءات الأخيرة، 100 مليون مستخدم يعتمدون الواقع الافتراضي للتسوق أونلاين عبر المواقع الالكترونية، بينما مليار شخص حول العالم يستخدم الواقع الافتراضي لانجاز الأعمال.

يستكشف الجيل الجديد امكانيات الواقع الممتد بالتوازي مع التكنولوجيا وانخراطها بحياتنا اليومية. تقود بعض الشركات حملاتها التسويقية استناداً إلى الواقع الممتد والواقع الافتراضي استجابةً لطلب السوق المتزايد على هذه التقنيات والاستفادة من المحتوى الافتراضي. على الرغم من كل تداعيات الوباء إلا أن تأثيره كان ايجابياً على الأعمال الافتراضية التي انتعش نشاطها بعد الاغلاق العام والحجر. في هذا الوقت، شكّلت الحلول الذكية والواقعين الافتراضي والممتد وسيلة مناسبة للتواصل والاتصال مع الداخل والخارج والتعاون بين الشركات والأفراد للمضي بالأعمال دون انقطاع. كما ساهمت هذه التقنيات بتخطي القيود المفروضة في السفر والمطارات لتسرّع الاتجاه أكثر نحو اعتماد التكنولوجيا أولاً وتطبيق التحول الرقمي ثانياً.

على ضوء ذلك، من المتوقع أن تشهد الشركات مشهداً تنافسياً كبيراً لتوسيع خدمات الواقع الممتد وتثبيت مكانتها في هذا المجال عبر زيادة وجودها على التطبيقات الافتراضية وتعزيز الخدمات الرقمية النموذجية.

أما عن مستقبل هذه التقنية، فهي تعد بكثير من المرونة والسلاسة حيث تسمح للمستخدم بزيارة الدول والأماكن التي يريدها حول العالم بشكل افتراضي.  كما تستغل الشركات الاعلانية هذه التقنية لترقية اعلاناتها وتحويلها إلى الواقع الافتراضي بدلاً من اللافتات على المباني والطرقات. تتكامل خدمات الواقع الممتد مع ميزات الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية  المدعومة من الجيل الخامس والواقع الافتراضي. ومن المتوقع أن تنتشر أجهزة الواقع الممتد خلال السنوات المقبلة لتعتمد في مختلف الصناعات.

يبرز استخدام تقنية الواقع الممتد في تطبيقات التعليم الافتراضي والتدريب، التسويق والتجارة الالكترونية، حيث تمثل مفهوماً جديداً لعرض المنتجات أمام العملاء واتاحة الفرصة للاختيار بينها، إلى جانب تطبيقات الترفيه والألعاب الافتراضية، العمل من المنزل وتأمين بيئة مناسبة مشابهة للمكاتب فتتيح هذه التقنية انجاز الأعمال من المنزل بسهولة.

 

تحديات التقنية الافتراضية وكيفية التعامل معها

تحديات عدّة تعيق تبني التقنيات الجديدة منها ما يتمحور حول عدم توفر القدرات المالية، وهو التحدي الأبرز مما يجبر الشركات والحكومات على اعتماد حلول تقليدية. قد ينعكس هذا الواقع على تراجع نسب مبيعات الشركات ويخفف من اقبال المستثمرين على استثمار أموالهم في العالم الافتراضي. كذلك تعتبر السعة التخزينية ضرورية نظراً لاستخدام تكنولوجيات عدّة وأجهزة متنوعة تتطلب وجود سعة كبيرة لتحمّل كمية كبيرة من تدفق البيانات قادرة على معالجتها بمرونة وسرعة.

يكمن التحدي الأكبر في قدرة الشركات على حماية المعلومات المتشاركة عبر تقنية الواقع الممتد والمعزز وإنشاء بيئة رقمية آمنة تستجيب إلى متطلبات العملاء.

تتفاوت نسبة مستخدمي الواقع الافتراضي والمعزز والممتد بين دولة وأخرى وفقاً لقدراتها التقنية وبنيتها التحتية. بحسب الدراسات تتفوق الدول الأوروبية النامية  على غيرها في انخراطها بعالم ميتافيرس والتقنيات الجديدة، مثلاُ فرنسا، الولايات المتحدة، بلجيكا، هولندا. يقوم اللاعبون الأساسيون في هذا المجال بتوسيع خدماتهم في الأسواق العالمية عبر إنشاء نظام افتراضي أساسي يعزز المشاريع الناشئة.

من جهتها تعلن الشركات التكنولوجية أهمية اعتماد التقنيات الافتراضية خصوصاً بعد مرحلة الوباء وارتفاع أسهم العملات الرقمية. كما تتيح تقنيات الواقع الممتد للمستخدمين الانغماس أكثر في البيئة الافتراضية والتفاعل بشكل أكبر عبر التقنيات الذكية، والتي لا تتطلب لا الوقت ولا الجهد. لقد أدى كوفيد-19 الى تقييد حركة البشر بعد فرض الاغلاق التام. ومع ذلك، مع الاتصال بالانترنت والشبكات اللاسلكية، بدأ الناس تبني الواقع الممتد بشكل أو بآخر. إلى جانب التحديات التقنية، فرض الوباء سلسلة من التحديات اللوجستية مما أثّر بشكل مباشر على السوق المحلي والعالمي.

يوضح المشهد التنافسي للسوق العالمي ميل الشركات إلى تبني استراتيجيات بارزة ترتكز على الواقع الافتراضي أكثر من العالم الحقيقي للتأقلم مع الواقع الجديد.

يحمل الواقع الممتد الكثير من الأمل على مستوى الحياة اليومية والعملية حيث تعمل أجهزته على مستشعرات لتتبع الحركة والتفاعل مع المستخدم في بيئة رقمية خاصة. ففي وقت يمثل الواقع الممتد نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا إلا أنه قد لا يزال بالنسبة للبعض مجرّد حداثة من ظاهرة العصر الرقمي تعلم على دمج الواقع بالخيال. على الرغم من ذلك يبقى الرهان كبيراً عل أجهزة الواقع الممتد لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة لمحاكاة النشاطات اليومية والاندماج بشكل أفضل مع الواقع الحقيقي.