تعزز الامارات مكانتها الريادية لتكون ضمن قائمة المدن الذكية الأكثر تقدماً وأماناً للمستقبل. توفّر الدولة كل الخدمات الرقمية مع متابعة الابتكارات الجديدة، تنظيم التكنولوجيا وحلولها، توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير بيئة رقمية متوازنة تهدف من خلالها الى تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الناجح.
على ضوء التدابير المتخذة وتحقيق التحول الرقمي في القطاعات الحكومية والخاصة، احتلت الامارات المرتبة الأولى عربياً بين المدن الذكية. فعلى رغم التحديات التي تواجه الشركات من بطء في الاستثمارات ونقص الخبرات في ظلّ تقدّم مستمر، توسّع الاخيرة آفاقها ونطاق استراتيجياتها لتتوافق مع حلول الذكاء الاصطناعي العصرية.
وفقاً للمؤشرات، تبحث ثلث مؤسسات الامارات عن تطوير رؤيتها التحليلية لتنفيذ واتخاذ القرارات وسدّ الفجوة الرقمية ودعم الاستثمارات على حد سواء. يعتبر الخبراء أنه على الشركات الناشئة العصرية اعتماد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وغيرها من التقنيات الجديدة لتمكين الأفراد والأعمال ووضع خطة جديدة للمستقبل يمكن أن تتبنى البيانات وتدفقها الكثيف. إن اعتماد الحلول الجديدة والابتعاد عن الحلول التقليدية هما من العناصر الأساسية لضمان استمرارية الأعمال والشركات بما يتناسب مع المهارات المطروحة في السوق، وجذب الاستثمارات وتحسين خدمات التكنولوجيا والاتصالات. وفي هذا الاطار، تشير 71% من الشركات إلى أن المستقبل يتبدل كثيراً وكذلك نمط الأعمال. فبحلول العام 2027 ستكون الحاجة ملحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات لأتمتة الأعمال: تهدف 47% من الشركات الى تركيز قراراتها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي أولاً.
تغطي الحلول الذكية كافة نواحي حياتنا مما يدفع المؤسسات والشركات إلى تعزيز مبادراتها للانتقال إلى الحياة الذكية ونقل كافة الخدمات الضرورية لذلك إلى سكان الامارات والمنطقة.
على مقلب آخر، شهدت الامارات تقدماً ملحوظاً بالاستدامة مع اعتماد الطاقة النظيفة والمتجددة. هذا بالاضافة إلى المشاريع الانمائية لتوسيع استخدام السيارات ذاتية القيادة والتقنيات الذكية لاضاءة الشوارع وخفض استهلاك الطاقة قدر الامكان. كما تتنافس الامارات مع دول العالم في مؤشرات الأمن والاستقرار حيث احتلت المرتبة الأولى في مؤشر الأمن المعلوماتي للتنافسية العالمية مع محاربة الهجمات الالكترونية والتصيّد الاحتيالي المرتبط بالمواقع والحسابات على الانترنت خصوصاً بعد انتشار الوباء.
يضيف الخبراء أنه مع التحول الرقمي، تنظر الشركات إلى اتخاذ قرارات متعددة لتجنّب المخاطر السيبرانية وتوظيف المواهب والمهارات لتحويل الأعمال وتحليل البيانات وتقديم تجربة أفضل للعملاء والمستخدمين من كافة أنحاء العالم. وتؤكد الدراسات في هذا الخصوص إلى أن الخبرات المتقدمة ترفع من الارباح والعائدات سنوياً مع تقديم استراتيجيات متطورة ومتنوعة تُنظّم الانفاق التكنولوجي مع متطلبات وحاجة السوق.
تُمثل الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط نموذجاً مثالياً عن فكرة التحول إلى مدن ذكية مع الأخذ بالاعتبار كل المقومات اللوجستية والبنية التحتية والتصاميم الجديدة للادارة والخدمات. في هذا السياق، تُنسق وزارات الاتصالات وشركات التكنولوجيا لتعزيز مواردها وتطبيق التنمية المستدامة الخضراء لبناء مجتمع رقمي يمكنه أن يتبنى كل الحلول والابتكارات الحالية والمقبلة.
