Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يمرّ قطاع التكنولوجيا والشركات فيه بفترة دقيقة تنعكس بشكل أو بآخر على الموظفين والرواد. فعلى الرغم من الأرباح المحققة في ظلّ أزمة كورونا، لم تكن الأرقام سوى "حلم" مؤقت عاشه أصحاب شركات الاتصالات والتكنولوجيا مع الارتفاع الهائل بعدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ليعودوا اليوم إلى الحياة الطبيعية وعودة الأعمال الحضورية.

موجة تسريحات طالت شركات التكنولوجيا وعمالقة الاتصالات حول العالم. فآلاف الموظفين خسروا وظائفهم من شركات كتويتر التي فقدت 50% من موظفيها الذين كان يبلغ عددهم 7500، وأمازون التي تواجه الأزمة الاقتصادية مع تسريح 10 آلاف موظف، مايكروسوفت وميتا اللتين سبق أن أعلنتا عن تسريح 13% من موظفيهما حول العالم أي 11 ألف موظف. كذلك منصة "سناب شات" التي تخلّت عن 20% من موظفيها أي نحو ألف موظّف، بعدما فقدت الشركة 80% من قيمتها في بداية العام الجاري. ومن الأسباب التي دفعت شركات التكنولوجيا إلى اتخاذ هذا القرار، تفاقم الركود الاقتصادي، المنافسة الكبيرة بين المواقع والمنصات الالكترونية، التضخم والحروب السياسية التي تؤثر على الفضاء الالكتروني مع التوقعات بتراجع الايرادات.

منذ العام الماضي ولغاية اللحظة، ما زلنا نشهد أعداداً هائلة من الموظفين الذين تم تسريهم من أضخم الشركات العالمية في قطاع التكنولوجيا والتقنية. ففي ديسمبر 2021 تم تسريح 1.2 ألف موظف بينما في شهر يونيو 2022 تم تسريح 29.2 ألف موظف ليتراجع عدد التسريحات في سبتمبر 2022 مع 10.4 آلاف موظف لتعود النسبة إلى ذروتها خلال شهر نوفمبر 2022 مع تسريح 52.6 ألف موظف حول العالم.

وبينما لا تزال العجلة الاقتصادي متأرجحة، يُصرّح أصحاب شركات التكنولوجيا أنهم قاموا بتعيين عدد كبير من الموظفين خلال فترة انتشار الوباء واليوم تتحمل الشركات نتيجة هذا العمل. مع حلول العام 2023 من المتوقع الاستمرار بعملية التسريحات عالمياً مع خطط شركات التكنولوجيا بخفض التكاليف والتكيّف مع الواقع الجديد. ووفقاً للمعلومات فقد تم تسريح نحو 50 ألف موظف تقني أميركي خلال هذا العام.

على ضوء هذا القرار، يدرس المدراء التنفيذيون مستويات اليد العاملة للاستغناء عن الأقل كفاءة، والعمل على وضع استراتيجية واضحة للمستقبل مع تحديد الأولويات للسنوات المقبلة. ولا بدّ من الاشارة إلى انعكاس ذلك على الشركات نفسها التي خسرت نسبة كبيرة من نشاطها ومن عقود الاعلانات خصوصاً وأن قطاع التكنولوجيا شهد تراجعاً بعائداته في مرحلة ما بعد الوباء.

رغم الانفاق الكبير على الاعلانات الالكترونية، تواجه المنصات الرقمية ضغطاً كبيراً مع ظهور عالم ميتافيرس وارتفاع الاستثمارات فيه وانخفاض أسهمها منذ بداية العام. ويتوقع الخبراء أن يستمر الوضع على حاله مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية عالمياً وتدهو واقع الشركات التي طمحت بدخول العالم الافتراضي دون الاهتمام بتداعيات ذلك على الموظفين في الواقع.