Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

من المتوقع تراجع عائدات أشباه الموصلات حول العالم بنسبة 3.6% مع حلول العام 2023. فعلى ضوء السيناريوات السياسية المطروحة والهجوم المتعمّد بين عمالقة التكنولوجيا من المتوقع انكماش طلب المستهلك على أشباه الموصلات حيث سيصل إجمالي العائدات إلى 596 مليار دولار مع مطلع العام الجديد بعدما بلغت في العام 2022، 623 مليار دولار.

يعود تراجع أسواق أشباه الموصلات إلى تراجع في الطلب عالمياً، ارتفاع معدل التضخّم والفائدة المالية والمخاوف الاقتصادية. فخلال الربع الثاني من العام 2022، خسرت شركة "إنتل"، الشركة الأولى عالمياً في المعالجات الدقيقة، نصف مليار دولار. هذا وقد حذّرت الشركات الأخرى من المسار المقبل لصناعة أشباه الموصلات والموارد الالكترونية، خاصةً وأن الرقائق تدخل في صناعة السيارات والكمبيوتر والهواتف المحمولة وغيرها من الانتاجات.

أما بالنسبة لأسواق الذاكرة، فمن المتوقع أن تشهد تراجعاً بنسبة 16% خلال العام 2023 مما ينعكس سلباً على العجلة الاقتصادية وانتاجات الهواتف الذكية وسائر الأجهزة الالكترونية. وبحسب المعلومات من المرجح تراجع عائدات أسواق ذاكرة DRAM بمعدل 2.6% لتصل إلى قرابة 90.5 مليار دولار في العام 2022.

من ناحية أخرى، أسهم توقف خدمات إنتاج ذاكرة NAND خلال الربع الأول من العام 2022 في ارتفاع الأسعار، كما أخفى حقيقة التراجع الكبير الحاصل في مختلف بيئات الطلب، ما تسبب في ارتفاع مستويات المخزون المتوفر في الربع الثالث من العام 2022.

كذلك، قد يتراجع الطلب على شرائح الهواتف الذكية الذي بلغ في العام 2022 3.1% بعدما كان 24.5% في العام 2021. بينما تستفيد الشركات التقنية من تراجع أسعار الرقائق إلا أن ذلك يؤثر على القطاعات الالكترونية ويكلّفها خسائر كبيرة مالية وصناعية.

وعن الاستثمارات، ستستمر بوتيرتها المعتادة على أن يتم تعزيز البنية التحتية والخطط المستقبلية لتوسيع استراتيجية التحول الرقمي وسط تقلّبات متتالية. بسبب عدم توفّر الرقائق بالكمية المطلوبة، يتواصل ارتفاع سعر البيع مع نهاية العام 2022 على أن تتراجع القيود الحالية التي تواجهها الانظمة حول العالم مع الفجوة الرقمية والتداخل بين العرض والطلب على أشباه الموصلات لكل الأسباب المذكورة.

بدورها تعمل بعض الحكومات على تأسيس هيئة خاصة بأشباه الموصلات دعماً للبحث والتطوير في المنطقة ولتعزيز الكفاءات الشابة على كافة المستويات. وفي هذا الاطار، أقامت المملكة العربية السعودية البرنامج السعودي لأشباه الموصلات الأول من نوعه بهدف إجراء أبحاث علمية في مجال التقنية والرقائق الالكترونية إلى جانب تكثيف فرص العمل وتوفير كل الموارد والأدوات المطلوبة لتخفيض الكلفة ورفع مستوى الجودة.

تعتبر الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات من ركائز الاستراتيجية المستقبلية لتغيير العالم والانتقال إلى العصر الذكي.