Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

بقلم فؤاد صديقي، الرائد في مجال الجيل الخامس والتكنولوجيا الناشئة، شركة EY

 

سيكون مستقبل المشاريع البشرية - الصناعية أكثر ذكاءً وانتشاراً من خلال اتصال رقمي موزّع على نطاق واسع وخدمات سحابية ستحوّل اقتصادنا ومجتمعنا. بمجرّد التفكير بإمكانية التكنولوجيا الناشئة على تعزيز انتشار الحلول الذكية، علينا مراقبة ما سيؤول إليه عالمنا خلال السنوات المقبلة مع الأخذ بالاعتبار الرفاه الاقتصادي والاجتماعي:

  • بحلول العام 2030، سيدخل العالم عصر الجيل السادس، مع دمج الحياة الالكترونية السيبرانية أو الأنظمة البشرية، أي مرحلة "عصر انتشار الذكاء"
  • سيزيل النظام الايكولوجي القائم على " شبكة الشبكات" العقبات، يدعم الشركات والأفراد ليصبحوا أكثر انتاجية، مرونة واستدامة وابتكاراً.
  • لتحقيق كل الفوائد التحولية، يجب على الشركات أن تعمل بالتعاون مع القطاعات على تحضير مسيرة لعدة سنوات وتطوير نماذج الأعمال، استخدام التكنولوجيا بالتوازي مع شركاء النظام الايكولوجي.

 

الرؤية الأساسية

بدأت الشركات والأعمال تُقيّم الفرص المطروحة بما يُسمى دمج السحابة والصناعة الرقمية للجيل الخامس. إنها نقلة بنيوية ومتعددة التقنيات تدمج السحابة وأنظمة الذكاء الاصطناعي مع الاتصال بشبكات متعددة تمكّن التطبيقات والخدمات الجديدة.

يُعد ذلك مقدمة لمرحلة ناشئة تسميها EY عصر انتشار التقنيات المبتكرة - عصر القدرات البشرية - حيث يسمح الاتصال المتكامل للصناعة الحاسوبية بإنشاء البيانات ومشاركتها والعمل على أساسها دون التقيّد بحدود المؤسسات والقطاعات الفردية أو المناطق الجغرافية. ستنتشر التقنيات الذكية أينما كان مدفوعةً بالنظم الإيكولوجية لتحسين الإنتاجية والكفاءة، وبالتالي زيادة النمو وحفض الآثار البيئية لتحسين النطاق العملي.

 

 

مستند: مستقبل العمليات التشغيلية والصناعية

 

سيدعم انتشار الحلول الذكية الاقتصاد، محلياً وعالمياً، كما سيمكّن تقريب القطاعات عبر سلسلة قيّمة. مثلاً، ستسمح التوأمة الرقمية بتمركز البيانات الرسمية وإنشاء نماذج مثالية ثلاثية الأبعاد، مما يوفر نظرة شاملة للخصائص الموجودة. نتيجة لذلك، يجب على الموظفين والشركات وشركاء الانظمة الايكولوجية أن يكونوا على معرفة أكبر وانتاجية أكثر. ستتمتع القوى العاملة البشرية بمستويات جديدة آنية، تزيد من قدراتها البدنية والمعرفية.

تقدّم النماذج البنيوية الموزّعة، إمكانات غير موثوقة حيث ستصبح هي قاعدة الويب 3.0، مما يؤدي إلى تحسين وتوسيع نطاق ميتافيرس في المستقبل من خلال شبكات عالية الأداء ومتكاملة مع السحابة الآمنة اللامركزية المنتشرة في كل مكان.

 

بداية ذكية

لتحقيق هذه الرؤية، يجب دمج تقنيات الاتصالات وقدرات الحوسبة مثل حافة السحابة الموزعة، الشبكات الخاصة بالشركة، الذكاء الاصطناعي والحلول الروبوتية بطريقة آمنة تُقدّم من خلال منصة تُسمى الجيل الخامس +5G.

سيضفي ذلك الطابع الديمقراطي للوصول إلى القدرات الرائدة والابداعية ويزيد من تأثير التكنولوجيا على القطاعات والأفراد من خلال بنية متعددة الطبقات مع تمكين سوق تطبيقات مؤسسية وازدهاره مما يسمح للشركات بالاستفادة من إمكانات شبكات الجيل الخامس +5G بشكل كامل من خلال فتح واجهات برمجة التطبيقات (APIs).

 

مستند: بنية طبقات الشبكات السحابية المتكاملة (+5G)

 

توفر واجهة برمجة التطبيقات (APIs) القدرة على الاندماج مع تطبيقات المؤسسات مثل الأنظمة الداعمة للأعمال، التقنيات التشغيلية الخاصة بالقطاع وبأنظمة تكنولوجيا المعلومات. كما تقدّم هذه البنية وحدات قابلة للتطوّر من خلال حالات الاستخدام مثل التوأمة الرقمية والواقع المعزز والواقع الافتراضي. قد تتوفر هذه الاستخدامات مع باقة من نماذج الأعمال لتحفيز تبني الجيل الخامس ضمن سائر القطاعات، وتمكين استهلاك الخدمات المتقدمة بفوائد قابلة للتقييم عبر سلسلة قيّمة.

 

الطريق نحو نشر التقنيات الذكية

يتطلب الاستعداد والاستفادة من الذكاء المتغلغل بنية تحتية مترابطة ومتكاملة تغطي المناطق المحلية والمناطق الجغرافية الواسعة التي تقع فيها القطاعات وسلاسل التوريد. حالياً هذا ليس هو الحال وهذا قد يحد من تحقيق شبكة الجيل الخامس +5G وكل ما تقدمه. يمكن للقطاعات تحديد أولويات مناهج محددة لتنفيذ البرامج وتحقيق فوائد أكثر من الجيل الخامس +5G.

تمكين النظام الايكولوجي: يمكن للشراكة القائمة، أو النهج القائم على النظام الإيكولوجي، أن يساعد القطاعات على استكشاف النطاق الكامل للإمكانات التعاونية - سواء كانت للأجهزة أو السحابة - المترابطة معاً. بحسب دراسة للرئيس التنفيذي لشركة   لعام 2021 فإن لمركزية البيانات وموثوقيتها أهمية كبيرة للنجاح في المستقبل؛ ومع ذلك، أبدى 34% فقط من المستجيبين ثقتهم في بياناتهم والدور الذي يمكن أن تلعبه التقنيات الذكية لسد هذه الفجوة

الأمن السيبراني والتنظيم: تتمتع القطاعات المرتبطة بالموقع الجغرافي مثل قطاع الصناعة بمتطلبات صارمة من أجل الحفاظ على الأمن والعمليات التشغيلية.  مع نضوج معايير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع الجيل الخامس، ستحتاج إلى التكامل بشكل وثيق مع الأنظمة التشغيلية هذه. الهدف من كل ذلك هو تحقيق شبكة وصول متعددة وعالية الأداء وزمن انتقال منخفض وآمنة للغاية. بحسب دراسة أجرتها شركة EY للنظام الإيكولوجي، أكثر من 85% من المدراء التنفيذيين أجمعوا على أن النظم الايكولوجية الآمنة هي وسيلة فعالة لربط الشركات الكبيرة بالمشكلات الصغيرة وتعزيز الابتكار عبر سلاسل القيّمة.

 نهج يركّز على قدرات الإنسان: وفقاً لبحث EY مع كلية سعيد لادارة الأعمال في جامعة أكسفورد فإن احتمالية النجاح تزيد عن 70% إذا كانت برامج التحول ترتكز على نهج محوره الإنسان. تعتبر التقنيات التي تركز على قدرات الإنسان والتي تعزز قدراته مهمة جداً بينما نستعد لدخول عصر الجيل السادس والحلول الذكية.

 اجراءات أساسية لقادة الأعمال: مطلوب نهج منظم لتحقيق أهداف الذكاء المنتشر. يجب تطوير نماذج الأعمال وحالات الاستخدام المناسبة، وتمكينها من خلال بنية للمستقبل، مع شركاء النظام الايكولوجي المناسبين ونهج تحولي مدفوع بقدرات الانسان.

 

مستند: العناصر الأساسية للتمكين والتحول الناجح لقطاع الجيل الخامس (+5G)

 

مع الاستفادة من هذه العناصر الأساسية، يمكن للشركات رسم سلسلة من المبادرات وتنفيذها لتحويل عملياتها التشغيلية. يجب على الشركات اتباع نهج تدريجياً لتسهيل رحلة التحول هذه، ومعالجة الأفكار والتخطيط الاستراتيجي والتنفيذ السليم.

لاغتنام فرص انتشار الذكاء، تحتاج الشركات حالياً إلى التصرف بشكل حاسم. يمكن لنهج قائم على الشراكة والنظام الإيكولوجي أن يساعدها على استكشاف النطاق الكامل للإمكانات التعاونية. بالاضافة إلى ذلك، سيضمن برنامج التحول المُدار الذي يتمحور حول قدرات الإنسان أن تحقق الشركات أهدافها المتعلقة بالإنتاجية والمرونة والسلامة والاستدامة.

لمزيد من المعلومات حول إمكانية تسهيل التكنولوجيا الناشئة لنشر الحلول الذكية، اقرأ مقال EY.