Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

في مجتمع رقمي على المستويات كافة، يبحث العملاء عن خدمات متطوّرة ومرنة تستجيب لمتطلباتهم بالوقت الآني. إنما نجاح ذلك يتعلّق بمدى سلاسة الشبكات وتوفّر الحلول الذكية المستدامة. فخلال السنوات الأخيرة، برهنت التكنولوجيا قدرتها على ربط الانسان على الرغم من التحديات المتمثلة في هذا المجال.

 تُطوّر شركات التقنية والنقل ومزودو الاتصالات والخدمات خططهم الاستراتيجية واللوجستية لتقليل التكاليف من جهة ومواكبة عالم سريع التغيّر. فالشركات العالمية مثلاً في الولايات المتحدة والصين واليابان تبحث عن طرق سلسة للتواصل مع شركات الخليج والشرق الأوسط. ومع ادراك أهمية التكنولوجيا ودمجها بالأعمال؛ أقدمت البحرين على رقمنة أعمال شركات القطاع الحكومي والخاص بما يخدم مستقبل الحياة الرقمية ويساهم ببناء اقتصاد حرّ. كما كشفت جائحة كوفيد-19 ضعف العمليات اللوجستية مع ارتفاع رسوم النقل حول العالم. مقابل ذلك، ارتفع عدد المتسوقون عبر الانترنت ما دفع الشركات إلى تطوير ابتكاراتها وتحديد الوسائل المؤاتية لتخفيف التكاليف مع الحفاظ على سرعة الخدمات والجودة العالية في آن واحد.

 

اللوجستيات المستقبلية واتجاهات وسائل النقل والشحن

  كجزء من خطة الانتعاش الاقتصادي، أطلقت الدول النامية استراتيجية شاملة للتخفيف من آثار الوباء وتجنّب المشاكل المرتقبة للسنوات المقبلة. فطوّرت شركات الشحن والنقل عملياتها التشغيلية والتنظيمية من خلال حلول البلوكتشين  الخاصة لفحص الحاويات ونقل ابتكارات البلوكتشين إلى مركز الخدمات اللوجستية لتصدير البضائع وجعل العمليات اللوجستية والجمركية أكثر كفاءة لتُظهر جنباً أكثر حرفية من العملية التجارية بالاجمال.

يعتبر الشحن عبر مركز الخدمات من الطرق الحديثة لدمج التكنولوجيا بعمليات الشحن اللوجستية من البحر إلى الجو وهو ما يعتبر أكثر فعالية من حيث التكلفة أي بنسبة 40% من الشحن الجوي النقي وأسرع بنسبة 50% من الشحن البحري. يُعد الاستثمار في قطاع الخدمات اللوجستية، والذي كان له تأثير مضاعف في دوره البارز على مستوى الاقتصادي، جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الاقتصادية الأوسع للدول العربية والأجنبية. وتهدف الدول المتقدّمة حيث للتكنولوجيا مكانة كبيرة إلى زيادة مساهمة قطاع الشحن والنقل في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10%، مع أهداف تقتضي بمضاعفة حجم الشحن الجوي الذي يمر عبر الموانئ الذكية ومضاعفة حجم الشحن البحري بحلول عام 2030. تستفيد الدول من موقعها الجغرافي لتلعب دوراً بارزاً في العملية اللوجستية وتحجز مكانتها لتكون رائدة عالميا على صعيد التكنولوجيا والتقنية والنقل الذكي.

وفقاً للتقارير الأخيرة، تعتمد الموانئ على نظام إلكتروني متكامل مما يعزز أرباح القطاع ويجعله متوفراً أكثر لجميع المستثمرين والموردين والمصدرين حول العالم. ومن المتوقع أن يصل سوق الخدمات الالكترونية الداعمة لقطاع الشحن الى 32 مليار دولار بحلول العام 2026. أما أزمة الوباء فكانت بمثابة خطوة تجريبية لهذا النوع من الشركات للتعامل مع كل الصعوبات على كافة المستويات.

 

البلوكتشين: تطبيقها في المعاملات والأعمال

تجمع سلاسل البلوكتشين البيانات الخاصة والمعاملات المشفّرة الموزعة على مختلف الشبكات والخوارزميات. بين العملات المشفرة والاقتصاد الرقمي تعزز البلوكتشين التطبيقات الذكية والتحويلات المالية والمعاملات ذات الصلة. لا يقتصر استخدام البلوكتشين على التطبيقات الذكية فقط بل تشمل الحوكمة والسيارات الذكية والاقتصاد الرقمي.

في هذا الاطار، تعتبر التوقعات الرقمية والتشفير من العناصر الأساسية لضمان أمن البيانات ومشاركة المعلومات الشخصية دون التعرّض للهجمات السيبرانية. وقد نجحت التكنولوجيا في بناء شبكة واسعة  من التقنيات الهائلة مما دفع رجال الأعمال إلى التعاون والتعامل معاً لتطوير الخدمات اللوجستية عالية الجودة والكفاءة. لهذه الغاية من الضروري تأمين برامج التصنيع الخاص والبروتوكول المتوافق مع الأنظمة الحديثة لتلخيص المستندات واختصار زمن الوصول.

يخرج قطاع الشحن والنقل البحري والبري عن الحلول التقليدية للانتقال إلى الحلول الذكية المتطوّرة مع إمكانية استخدام التقنيات الجديدة والاستفادة من فوائدها. بحسب الاحصاءات الأخيرة، ققد تحقق هذه النقلة مكاسب مالية تتجاوز التريليون دولار مع اتخاذ اجراءات تبدأ مع المراحل الأولى من الشحن وتنتهي عند المرحلة الأخيرة.

تتيح سلاسل البلوكتشين إجراء المعاملات ذاتياً للوصول إلى تسهيل عمليات التواصل والاتصالات، فالشحنة التي كانت تستغرق 30 يوماً باتت تنتهي بأقل من 10 أيام مع معالجة الوثائق والمرور بكل المعاملات. كما تساهم التقنية الجديدة بالحد من الأوراق والمشاكل التقنية بالاضافة إلى تبني الحلول الرقمية التي تطال كافة الشحنات على أنواعها.

لكن ما هي التحديات التي تبرز على هذا المستوى؟ تتطلب عملية اشراك البلوك تشين تعاون كل الأطراف المعنيين داخلياً وخارجياً للدخول بنظام واحد وموحّد واستخدام منصة واحدة لمتابعة حركة التجارة.

من جهتها، تعمل شركات التكنولوجيا على تطوير التطبيقات الالكترونية وخضوع الشركات لسياسات عالمية للشحن والتجارة مع تحقيق المزيد من الأرباح بأقل فترة ممكنة. 

 

بين التجارة والخدمات... تحسين مزايا القطاعات

تؤثر تقنية البلوك تشين وغيرها على القطاعات كافة بدءاً من الخدمات اللوجستية والتجارة الالكترونية والتجزئة والاستيراد بالاضافة إلى الخدمات المالية. وضمن رؤية شاملة إلى المرحلة المستقبلية، تبسّط التقنيات التكنولوجية انجاز العمليات إلكترونياً مع وجود خيارات عدّة لتحقيق التكامل بين العروض المتوفرة في السوق وحاجة العملاء المتبدلة باستمرار.

بحسب الخبراء، أتاحت التكنولوجيا الشاملة القدرة على اتمام المعاملات المعقدة بمرونة بالتوازي مع تحسن الخدمات ورفع الانتاجية التي تفوق نسبة 30% لأغلبية القطاعات مقارنةً بالشركات التي ما زالت بعيدة عن التكنولوجيا بالاجمال وعن تقنية البلوكتشين خاصةً.

على ضوء ذلك، تختبر المزيد من الشركات الأجنبية والمحلية قدرات البلوكتشين من خلال شبكات موثوق بها تسمح باتصال العملاء والأطراف الخارجية بالاعتماد على المعايير التشغيلية الأحدث. مع اعتماد الحلول الرقمية، تختصر الشركات الوقت والجهد مما يسمح بإضافة أعداد العملاء وإمكانية الوصول إلى نظام إيكولوجي يساعد الشركات والمشاريع الناشئة على النمو سريعاً مقارنةً بالشركات النمطية.