Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

مع تزايد حالات الاستخدام، تبرز أهمية الحوسبة الكمّية في العام 2023 على الرغم من وجود بعض المؤسسات والمنظمات التي لم تتأقلم فعلياً مع هذه التقنية.

 تُستخدم الحوسبة الكمومية في صناعة السيارات والبطاريات الكهربائية والكمبيوترات وأشباه الموصلات كما أنها تُسرّع عملية البحث والتطوير وتدخل في كل المجالات لتجربة مميّزة. بحسب الدراسات من المتوقع أن يصل سوق الحوسبة الكمومية بحلول العام 2025 إلى 5 مليارات دولار وبالتالي الوصول إلى نتائج أفضل في الانتاج والصناعة ترضي المستخدم والشركات. وتُعد الحوسبة الكمومية آخر تقنيات العصر الحديث لتفتح بمميّزاتها معركة طويلة بين الدول المسيطرة في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم وأبرزها الولايات المتحدة والصين.

 

مرحلة واعدة للحوسبة الكمومية

ساهم الكمبيوتر الكمي بحل مشكلات كبيرة ومعقدة منذ ظهوره حيث تستفيد الشركات الخاصة والعامة من التقدّم الهائل في عالم التكنولوجيا وصناعة الحاسوب لتسهيل معاملاتها. تُستخدم الحوسبة الكمية لزيادة عمليات السرعة الحسابية لتتفوق بذلك قدرات أجهزة الكمبيوتر التقليدية. إلى جانب ذلك، تُدير الحوسبة الكمية مجموعة واسعة من الخوارزميات التي تختلف عن تلك المستخدمة في الكمبيوتر التقليدي. فكلما زادت المشكلة التقنية تعقيداً وتشابكاً كلما برز دور الحوسبة الكمية لكيفية تعاطيها معها. أما على مستوى البحث فيتفوّق الكمبيوتر الكمي على الكمبيوتر العادي بخمس مرات فهو أسرع منها بـ 100 مليون مرة. بالاضافة إلى ذلك، تدخل الحوسبة الكمية لتحسين عمل الرادارات والصناعة الرقمية إلى جانب استخدامها للحفاظ على البيانات الحساسة على الهاتف المحمول أو الأجهزة الالكترونية لتوفير شبكة اتصالات آمنة. أما في قطاع الرعاية الصحية، فيحدد الكمبيوتر الكمي أفضل العلاجات لتشخيص الامراض المستعصية كالسرطان كما استعانت المختبرات مؤخراً بالكمبيوتر الكمي لاكتشاف اللقاح المناسب للتصدي لجائحة كورونا. فضلاً عن دور هذه التقنية في الحفاظ على نظافة المياه باستخدام المستشعرات الكيميائية ودخولها في سائر القطاعات، كقطاع الفضاء إذا يمكنها أن تكتشف الكواكب البعيدة وحال الطقس. وتُستخدم الحوسبة الكمية في الذكاء الاصطناعي والصناعات الرقمية أو لكسر رموز التشفير.

تُعد الحوسبة الكمية جيل الأجهزة الالكترونية الجديدة فائقة السرعة التي بدأ الانسان اكتشافها والاستفادة منها أكثر مع بداية الثورة الصناعية الرابعة.

تبحث الدول بدقّة بشأن بروتوكولات الكمية للاستخدام الآمن مع العلم أن البنية التحتية  المطلوبة لاعتماد هذه التقنية غير متوفرة لدى كل البلدان. من ناحية أخرى لا تزال الحوسبة الكمية في بداياتها حيث تعاني من بعض التحديات قد تجعل من الصعب اعتمادها.

 تبرز الحوسبة الكمية مع توسّع المدن الذكية وانتشار الأجهزة المرتبطة بالانترنت التي قد يصل عددها إلى 38 مليار جهاز بحلول العام 2025. هذا الأمر يتطلّب بروتوكولات وأنظمة عالمية تتوافق مع برامج الحواسيب الخارقة الحالية والمستقبلية.

 

تقنية بوجهين

لن تلغي حسنات التكنولوجيا سيئاتها، فكما يمكن استخدامها لتحسين حياة الانسان والأعمال قد تكون في بعض الأحيان وسيلة لتطبيق عمليات سيئة وخطيرة. يعتقد الخبراء أننا أمام مفترق طرق في ما يخص الابتكارات التقنية وهذه الحوسبة الكمية بالتحديد. أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف يمكننا التعاطي مع التكنولوجيا الجديدة والحفاظ على أمن البيانات والأمن القومي على مستوى الدول ككل؟ تُنعش هذه التساؤلات الأسواق العالمية والمحلية لتدفع بالشركات إلى تعزيز قدراتها مع الحديث عن ضرورة تحقيق الأمن السيبراني.

من المستبعد أن ينتقل الكمبيوتر الكمي من نطاق الاعمال والحكومات إلى الأفراد إلا عن طريق السحابة. فنظراً لانتاج هذه الكمبيوترات وتأثّرها بكل العوامل الخارجية تبقى مسألة استخدامها حساسة، فاعتمادها على المستوى الفردي لن يكون مجدياً بشيء. بعد تعميم الحاسب الكمي خلال السنوات المقبلة، ستكون طريقة حياتنا مختلفة تماماً في كافة أنحاء العالم. فإن طفرة التكنولوجيا السريعة ستساعدنا في مجالات الصناعة والأسواق والبحث والتطوير والمشاكل البيئية والعديد من التطبيقات التي تتطلّب قوة وسعة كبيرة من الحوسبة. كما تفتح الحلول الكمية آفاقاً جديدة للمستقبل لتكوين اقتصاد رقمي ناجح فنكون قادرين على مواجهة الصعوبات المعقدة وفهمها.

 

صراع العالم على الكمبيوتر الكمّي

بدأ عمالقة التكنولوجيا تقديم "الكمّ كخدمة" لتمكين المستخدمين من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر الكمومية بسلاسة ومرونة. فيما تستفيد الدول من الحوسبة الكمومية لتحسين عملياتها التشغيلية واستراتيجياتها التطويرية وخططها الأمنية ويمكن اعتبار هذه التقنية من محاور المنافسة العالمية.

تعمل أكثر من 100 شركة للحوسبة الكمومية على تثبيت مكانتها في مجال تطوير أجهزة الكم، إذ طوّرت الصين كمبيوتراً كمياً ناجحاً جعل منها الدولة الثالثة عالمياً القادرة على توفير أجهزة كمّ كاملة. هذا وتستثمر الشركات في المهارات والقوى العاملة لتوفير كل المقومات المطلوبة للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر الكمومية القوية.

في ظلّ المخاوف بشأن أمن المعلومات والتكنولوجيا، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن قانون الاستعداد للأمن السيبراني للحوسبة الكمومية الذي يقضي بتنفيذ خوارزميات التشفير لحماية الأنظمة الرقمية والتصدي إلى كل المخاطر مع بداية الشركات في دراسة مفهوم تشفير ما بعد الكم.

يستفيد العالم من حالات استخدام الحوسبة الكمومية مع تفعيل الشراكات والتعاونات بين مراكز البحث والاتحادات الدولية والجامعات والمؤسسات لتكون هذه التقنية متاحة للجميع دون استثناء. كما يتفوّق الحاسب الكمّي على عامل الوقت إذ يُنجز الأمور التي قد تستغرق ملايين السنوات بظرف ثوان معدودة.

سباق طويل تخوضه دول العالم لتصل إلى إمكاناتها القصوى من خلال التكنولوجيا والتقنيات القابلة للتطبيق. وتعتبر الأجهزة الكمومية اليوم جزءاً من الحرب الباردة التي تخوضها الصين والولايات المتحدة مؤكدة سيطرتها على كافة المجالات مع توفير الدعم المادي والبشري استجابةً للتغيرات المستمرة. لا تقتصر المنافسةعلى التقنية الكمومية بل تطال شبكات الاتصالات والجيل الخامس وسائر التقنيات التي هي قيد التنفيذ والتطوير.