Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تُقدِم شركات التكنولوجيا على صناعة المنتجات والأجهزة الالكترونية القابلة للكسر أو المحددة ضمن وقت زمني معيّن بدلاً من المنتجات التي تحمل عمراً طويلاً من الاستخدام؛ وذلك يأتي  ضمن خطتها الاستراتيجية لضمان الاستمرارية من جهة ودفع المستخدم إلى تجديد أجهزته من سنة إلى أخرى.

يرتكز عمل الشركات العالمية على سياسة "التقادم المتعمّد" أي تصميم منتجات بعمر محدود وذلك بتخطيط مسبق من قبل الشركة نفسها بدءًا مع خفض عمر الهواتف الذكية والأجهزة الالكترونية على أنواعها للاستمرار في عمليات البيع والشراء وانعاش الدورة الاقتصادية  وخلق التوازن بين العرض والطلب في السوق.

تُحارب هذه السياسة الركود التكنولوجي وتحد من البطالة في هذا المجال، إذ أن صناعة الهواتف المحمولة تتطلّب وجود الاشراف البشري واليد العاملة أيضًا.

لهذه الغاية، تهدف شركات التكنولوجيا إلى وضع ثغرة في برامج التحديثات وتعمد خفض عمر البطارية مثلاً مما يدفع المستخدم للتخلّص من الهاتف أو الجهاز المحمول بسبب عطل تقني، فقد تزيد كلفة اصلاحه على ثمن شراء جهاز جديد أو توازيه في أغلب الأحيان.

تُتهم شركة آبل باتباع هذه السياسة ضمن استراتيجيتها التسويقية والاستهلاكية. ففي عام 2017، كشف مستخدمون أن تحديثات برنامج هاتف آيفون تُبطئ الأجهزة القديمة وتُسرّع استهلاك البطارية بدلاً من ضمان عملها؛ ورفعوا دعوى قضائية على الشركة انتهت بدفع آبل تسوية بقيمة نصف مليون دولار.

تعترف بعض شركات التكنولوجيا بتجدد مبيعاتها بسبب اعتماد سياسة "التقادم المتعمّد". هنا تجوز المقارنة بين الأجهزة الجديدة والقديمة التي  كانت تدوم لفترة أطول ويعود ذلك إلى عوامل عدّة منها جودة ونوعية المواد المستخدمة في الصناعة وتوفير الطاقة الكهربائية المطلوبة. أما الأجهزة الالكترونية الجديدة والهواتف المحمولة حالياً فأصبحت أكثر تعقيداً وتتطلب طاقة أكبر من الكهرباء بالاضافة إلى موادها الدقيقة والشاشات الحساسة المعرّضة للكسر بنسبة أكبر.

نظراً للمنافسة الكبيرة بين الشركات المصنعة للأجهزة الالكترونية، والطلب المتزايد عليها، تعمل بعض الشركات على انتاج عدد أكبر من المنتجات بسعر أقل وبكلفة أقل والتركيز على رفع مستوى البيع والتوسع للدخول إلى كافة أنحاء العالم والاستفادة من العصر الرقمي لتحقيق الأرباح.

من الناحية الاقتصادية، تعتبر سياسة "التقادم المتعمّد" ضرورية في يومنا هذا لخلق النمو والوظائف والمنافسة المستمرة والتشجيع نحو الابتكار والخدمات الجديدة لجذب العملاء من كل الفئات.