تواجه توفالو، وهي دولة جزيرة في المحيط الهادئ تتألف من تسع جزر، التهديد الوجودي المتمثل في ارتفاع منسوب مياه البحر من خلال إطلاق مبادرة "الأمة الرقمية"، بهدف الحفاظ على هويتها وثقافتها وحوكمتها في العالم الرقمي.
تتمثل هذه المبادرة في إنشاء توأم رقمي - وهو نموذج ثلاثي الأبعاد شامل لتوفالو تم تطويره باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS). تلتقط هذه النسخة الرقمية صورًا وبيانات مفصلة للجزر، مما يُمكّن القادة من رصد التغيرات البيئية، وتقييم آثار الفيضانات، وإشراك المواطنين من خلال تجارب الواقع الافتراضي (VR).
إلى جانب الرصد البيئي، تعمل توفالو على رقمنة التحف الثقافية والسجلات الرسمية وعمليات الحوكمة. وتعمل الحكومة على تطوير جوازات سفر افتراضية ومنصات رقمية للمواطنين للمشاركة في الانتخابات والأنشطة المدنية عن بُعد. يضمن هذا الأرشيف الرقمي الحفاظ على تراث توفالو وهياكل الحوكمة، حتى لو أصبحت الأراضي المادية غير صالحة للسكن.
ومع ذلك، فإن هذا التحول الرقمي يُعرّض توفالو لمخاطر أمنية سيبرانية متزايدة. إن محدودية البنية التحتية والموارد السيبرانية في البلاد تجعلها عرضة للهجمات السيبرانية، التي قد تستهدف بيانات حكومية وثقافية حساسة. وإدراكًا منها لهذه التهديدات، أولت توفالو الأولوية لتعزيز إجراءاتها للأمن السيبراني، بالتعاون مع شركاء دوليين لبناء دفاعات قوية ضد التهديدات السيبرانية المحتملة.
يُجسّد نهج توفالو المبتكر في الحفاظ على التراث الرقمي قدرتها على الصمود في مواجهة التحديات البيئية والتكنولوجية. ومن خلال تسخير التكنولوجيا لحماية إرثها الثقافي والحكومي، تُرسي توفالو سابقةً للدول الأخرى التي تواجه تهديدات وجودية مماثلة.
