Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تتفاقم أزمة التلوث والتغيّر المناخي في العالم لتدفع الشركات والدول النامية ثمن توسّع صناعاتها الهائلة في توليد المزيد من انبعاثات الكربون، فضلاً عن الانبعاثات السامة التي تتسبب بها مراكز البيانات والحوسبة السحابية.

الجدير ذكره أن قطاع التكنولوجيا والاتصالات هو من أكثر القطاعات تلوثاً وتأثيراً على البيئة بحيث سيُشكّل أكثر من 15% من الانبعاثات العالمية بحلول عام 2040.

في مبادرة منها للحدّ من التحولات الضارّة، تسعى شركات التكنولوجيا المالية إلى تكثيف أعمالها لتخفيف التغيّر المناخي وتعزيز الموارد الخضراء في العمليات التشغيلية وعمليات تحول الشركات من قاعدة تقليدية إلى شركات رقمية بغية الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.

تلعب شركات التكنولوجيا دوراً بارزاً في تعزيز الموارد الخضراء واستخدام الطاقة المتجددة إلى جانب إلتزام رجال الأعمال والشخصيات القيادية بالحلول الصديقة للبيئة لحماية المناخ.

وفقاً للمعلومات، يتوزّع تمويل شركات التكنولوجيا المالية الناشئة في مجال المناخ 2022 بين أوروبا مع 1708 ملايين دولار وأميركا مع 1192 مليون دولار وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تمويل بقمية 1000 مليون دولار. مؤخراً أعلنت نحو 8300 شركة إلتزامها الكامل بتطبيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050 من خلال تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية المماثلة.

لطالما شكّلت مسألة التحول المناخي اهتمام القطاعات الصناعية والتجارة فمن المتوقع أن يرتفع عدد الشركات التي تحترم السلوكيات المناخية ليسجّل حجم القطاع 267 مليار دولار بحلول عام 2027.

تحمي شركات التكنولوجيا المالية وسواها نفسها من أضرار الغازات السامّة عبر نشر ثقافة الحياد المناخي واستخدام الأجهزة الخضراء وتفعيل العادات والسلوكيات المساهمة في دعم البيئة وتغيير سلوك المستخدم وتشجيعه على اعتماد التطبيقات التي تتعقب الانبعاثات الكربونية وتُحفّز الابتعاد عن المواد السامة. وفي الحديث عن التسرّبات التي تتركها الصناعات، يصل حجم الانبعاثات الكربونية نتيجة غازات الاحتباس الحراري إلى 51 مليار طن سنوياً.

تقدّم عمالقة التكنولوجيا العالمية بالكثير من الخطط للاستجابة إلى هذه المحاولات ومنها أمازون ويب التي صممت بنية تحتية سحابية مخصصة للعمل على نطاق واسع وبكفاءة عالية مما يساعد عملاءها على تخفيض الطاقة لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 88%. وتشير الدراسات إلى أن الانتقال إلى السحابة العامة يساهم بشكل كبير في تخفيض نسبة الكربون بمعدل 5.9% من اجمالي انبعاثات تكنولوجيا المعلومات أي نحو 60 مليون طن من الكربون على مستوى العالم سنوياً.

وكما تُسهّل التكنولوجيا حياتنا كذلك يحاول صنّاعها إصلاح ما تركه التطوّر من رواسب سلبية على البيئة والمجتمع. وتتسابق الشركات لتحقيق رؤيتها المستقبلية في عصر الشبكات اللاسلكية والانترنت وهنا يحين الوقت لتدفق الاستثمارات الرقمية الخضراء بما يتماشى مع الخطط المناخية المستدامة.