Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يتوغّل الذكاء الاصطناعي في حياتنا بشكل أكبر ليسيطر على كل المهن والمجالات، فتوصّلت قدراته اليوم إلى تقليد الصوت البشري حتى. وكما تُبهرنا التكنولوجيا بجديدها كذلك تقنية الذكاء الاصطناعي التي تتصدر عناوين التطوّر.

تُثبت الحلول التكنولوجية قدرتها على التجاوب مع الانسان والتفاعل معه وفقاً لاحتياجاته الآنية. لهذا السبب، تساعد البيانات الذكاء الاصطناعي على فهم المحيط من حوله والتناغم معه بشكل فوري. وقد أكدت إحدى شركات التكنولوجيا نيتها في إطلاق برنامج جديد قادر على استنساخ الأصوات البشرية بمجرّد الاستعانة بالصوت لثلاث ثوانٍ. وبالتالي يعتبر الخبراء أننا قادمون على مزيد من التجارب المماثلة لتطوير فكرة الذكاء الاصطناعي والاستعانة به في كافة القطاعات كالرعاية الصحية والمصارف والبيع بالتجزئة والحصص التعليمية أو حتى لتطوير المواقع الالكترونية.

 

برنامج تقليد الأصوات بمختلف اللغات

قدّمت شركة مايكروسوفت برنامج Vall E  المدعوم من الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أصوات الانسان بظرف ثوان معدودة مقارنةً بسائر البرامج المشابهة والتي تحتاج إلى بيانات أكثر ووقت أطول للتعرّف على الصوت. إلى جانب الأصوات البشرية، يُميّز البرنامج الأصوات المحيطة وتقلّباتها بدقة عالية، كأصوات الحيوانات أو الآلات أو السيارات. وبينما لا يزال التطبيق بمراحله الأولى، يشهد إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور للاستمتاع بتجربة فريدة مع الذكاء الاصطناعي. يستخدم التطبيق خوارزميات متطوّرة لاستنساخ الأصوات بمختلف اللهجات ليقوم بسرد مقاطع فيديو أو كتب صوتية.

يتيح هذا التطبيق للمستخدم الوصول إلى كل المعلومات بسهولة وبسرعة والتحكم بنبرة صوته الافتراضية. تم تدريب البرنامج على نحو سبعة آلاف عينة صوتية من كافة اللغات وتمت الاستعانة برموز منفصلة مشتقة من ترميز صوتي عصبي جاهز لمنع التلاعب بالصوت. يأتي هذا البرنامج لينقل الحوار بين الآلات والانسان إلى مرحلة متقدمة لتقديم حوار أكثر طبيعية وأقرب إلى الواقع.

 

ما هي خطورة هذه التقنية على المستخدم؟

من الطبيعي أن تُمثّل  التقنيات الجديدة نسبة من الخطورة على المستخدم في حال لم يُدرك كيفية اعتمادها بالطريقة الأسلم، فكلّما اقتربت التكنولوجيا لتُجسّد وجود الانسان بشكل آلة كلّما زادت المخاطر. بحسب الخبراء، تؤثر تقنية نسخ الأصوات بشكل مباشر على مسألة الأمن السيبراني خصوصاً وأن أغلبية المصارف والمؤسسات العامة تعتمد على بصمة الصوت للتأكيد على هوية المستخدم. إلى جانب المخاطر الأمنية، تُشكّل هذه التقنية جدالاً أخلاقياً حيث يمكن لبعض الشركات استغلال الأصوات المسجّلة واستخدامها لغايات أخرى مما يسيء للمستخدم وهنا يتخوّف من حدوث مشاكل دبلوماسية أو سياسية بين الدول مع اعتماد أصوات الشخصيات العامة الفاعلة في المجتمع.

على المستوى المالي، تأتي برامج الحماية لمقارنة الأصوات البشرية الحقيقية وصوت الذكاء الاصطناعي بكلفة عالية فضلاً عن كلفة برامج الصيانة.

لا تقتصر تقنية النسخ على تقليد الأصوات فقط، بل يتم تداول تقنية التزييف العميق أيDeep Fake  لنسخ الصورة بمجرّد التقاط صورة سيلفي. وبين الحيل الرقمية، تستغل الشركات هذه التقنية وسواها لاستبدال أشخاص عبر استنساخ بصمات الوجه ومعالمه. تفتح هذه التقنيات رؤية جديدة لمستقبل ستكون فيه أغلب الأشياء من حولنا ذات طابع انساني بالصوت والصورة. بدورها، استفاد عمالقة التكنولوجيا من هذه التقنية حيث نشرت شركة غوغل في عام 2019 آلاف مقاطع الفيديو بأسلوب التزييف العميق ووضعها بيد الباحثين الراغبين في تطوير أسلوب عملهم للكشف عن الصور التي تم التلاعب بها. في المقابل، تم تصميم البرمجيات للتصدي إلى هذا النوع من الانتهاكات.

 

استثمارات عالمية في الذكاء الاصطناعي

تستعيد شركات التكنولوجيا نشاطها في ضخ الملايين على تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي مع طرح مزيد من التطبيقات التفاعلية. من جهتها، تخوض الشركات الكبرى تجربة جديدة بواسطة الاندماج مع المشاريع الناشئة لانعاش الاسواق وتحسين الأداء. تستثمر شركة مايكروسوفت نحو 20 مليار دولار لتطوير أعمال الذكاء الاصطناعي بالاضافة إلى البرامج الحديثة.

هذا وتهدف الدول النامية من كافة أنحاء العالم إلى تكثيف استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي مع توظيف اليد العاملة الماهرة ووضع ذلك ضمن الرؤية المستقبلية القائمة على الرقمنة والتكنولوجيا.

للمخاطر الرقمية تتمة كما للتطورات التكنولوجيا التي لن تنتهي في المدى القريب، فالصناعات تغيّرت والخطط تبدّلت والاستراتيجيات المطروحة باتت ترتكز بالأساس على الرقمنة، السرعة والدقة. للابتكارات قوة فائقة يختبرها الانسان مع كل تجربة تقرّبه أكثر من أنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. هل ستتجسّد التكنولوجيا كلياً بشكل الانسان؟ أم أن لا بديل عن بصمة البشر بالصوت والصورة؟