Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

خطوط وأرقام مطبوعة على المنتجات الصحية والغذائية والتجارية، إنها خطوط الباركود التي تحمل معلومات مُفصّلة عن المنتج وتُحدد سعره. تصادف هذا العام الذكرى الخمسون لبدء العمل بهذه الخطوط السوداء التي سهّلت العمليات التشغيلية في الكثير من القطاعات.

إعتمدت الشركات والتجار والصناعيون الباركودات دعماً لعمل البقالات وتجارة التجزئة وسلاسل التوريد فتكون أكثر أماناً وموثوقية. عام 1952 حصل الباركود على براءة اختراع وبدأ تسويقه في عام 1971 ليصبح بعد ذلك بمثابة هوية تعريفية عن كل المنتجات المتداولة حول العالم. بحسب المعلومات تُمسح خطوط الباركود نحو 6 مليارات مرة في العالم فيما يمرّ 70 ألف منتج عبر صناديق الدفع كل ثانية.

مع التحولات التكنولوجية، ظهر رمز الاستجابة السريعة أو QR code ليحل مكان الباركود تدريجياً ويأتي بمعلومات أكثر دقّة. واليوم يُعتمد رمز الاستجابة للمنتجات الاستهلاكية كافة، في محلات التجزئة والمصانع والمطاعم وأنظمة الدفع ليتيح للمستخدم الوصول إلى كل المعلومات بسرعة. فهل وُجد هذا الرمز ليبقى أو ليرسم نهاية الباركودات؟

 

الباركود.. تاريخ لن يطول كثيراً

يتألف الباركود من 13 رقماً تختلف بين منتج وآخر ويقوم المنظم العالمي للباركود بإنتاج هذه الأرقام الفريدة. وينقسم الباركود إلى أشكال عدّة: كود 38 المستخدم من الجهات الحكومية ويتواجد على الأجهزة الالكترونية لكن يُتجنّب اعتماده على الأجهزة صغيرة الحجم نظراً لحجمه الكبير.

كود 128 هو النسخة الأكثر تطوراً وتم استخدامها بشكل أوسع من قبل شركات الشحن لتسهيل وصول المنتجات مع اجراءات الاقفال العام أثناء انتشار الوباء. ثم ظهر باركود مصفوفة البيانات ليختصر بتركيبته الكثير من المعلومات ويتيح قراءة البيانات بسرعة كما يمكنه حفظ نحو 2000 حرف.

مع أزمة كورونا تضخّم حجم الباركودات في الأسوق المحلية والعالمية حيث اعتمدت الشركات من جهة والعملاء من جهة أخرى الأدوات اللاتلامسية لتحليل البيانات، نقل المعلومات وحفظ الداتا أو الدفع الرقمي. وبناءً على التصنيفات الأخيرة، برز الباركود في قطاعات البيع بالتجزئة والبيع بالجملة والخدمات اللوجستية والتصنيع والتخزين والرعاية الصحية والتجارة الالكترونية، الوصول إلى الواي فاي، تعزيز تجربة الواقع المعزز وزيادة المتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي. أما البلدان التي تعتمد أنظمة الباركود فلا يمكن حصرها ضمن منطقة معيّنة فهي منتشرة في سوق الشرق الأوسط، آسيا، أفريقيا، أميركا، أوروبا والخليج.

نتيجة لذلك، تحرص الشركات على الحفاظ على أمن وسلامة هذه الباركودات لحماية ما تحتويه ولتعزيز التناسق في الأعمال. بحسب الصناعيين، وصلت الباركودات إلى آفاق متقدّمة إلا أن المنافسة ارتفعت بعد ظهور رمز الاستجابة السريعة الذي يجتاح العالم اليوم دون مُنازع.

 

رموز QR: إستجابة وتوسّع

إزداد الاعتماد على رمز الاستجابة السريعة توازياً مع استخدام كاميرا الهاتف الذكي من 21% في عام 2013 إلى 34% في عام 2017 دون الحاجة إلى تطبيق خاص لقراءته. بحسب الاحصائيات، وصلت نسبة مستخدمي رموز الاستجابة السريعة الى 8% في أميركا الشمالية، 15% في آسيا و10% في الشرق الأوسط. هذا النمو الكبير أدى إلى تفعيل أنظمة الدفع اللاتلامسية عبر الرموز الضوئية خصوصاً بعد تفشي الوباء في عام 2020.

يعود انتشار رمز الاستجابة السريعة بهذا الشكل إلى إمكانية استخدامه دون الاتصال بالانترنت في مناطق عدّة خصوصاً حيث لا وجود للتكنولوجيا الحديثة أو البنية التحتية الرقمية المطلوبة. تبرز أهمية QR code في المحلات التجارية، أو عبر محركات البحث التي تملك روابط URL  طويلة أو في متصفحات الويب والمواقع الالكترونية. أما بالنسبة للأفراد فتتيح لهم إمكانية الوصول إلى المعلومات المخزّنة التي يمكن تحديثها أو تعديلها في أي وقت.

إلى جانب سهولته وتوفره على أي منتج، يمكن إنشاء رمز الاستجابة السريعة خلال خمس دقائق فقط كما أن طريقة تتبعه سهلة أيضاً مما يخوّل المستخدم اكتشاف كل المعلومات والتفاصيل التي يريدها من الانترنت بمجرّد مسح الكود.

على الرغم من ذلك، يتداول خبراء التكنولوجيا بعض المخاوف بشأن هذه التقنية التي يسهل اختراقها. استغل مجرمو الانترنت توسّع رمز الاستجابة السريعة واستبدالها برموز ضارة يتمكنون من خلالها الوصول إلى البيانات الشخصية والاحتيال على الضحية بظرف ثوان. كما يمكن أن تكون رموز الاستجابة السريعة غير ملائمة أو مريحة للمستخدم مما يثير الشك في استخدامها والنقر عليها مباشرةً فضلاً عن أنه قد يتعذّر على الأشخاص الذين لا يحملون هاتفاً ذكياً الاستمتاع بهذه الميزة.

سيقوم حوالى 89.5 مليون أميركي بمسح رمز الاستجابة السريعة باستخدام أجهزة الهواتف الذكية خلال عامنا الحالي على أن يصل عدد المستخدمين إلى 99.5 مليون مستخدم بحلول عام 2025.

من ناحية أخرى من المتوقع أن تتجاوز المدفوعات العالمية التي تتم عبر رموز QR 3 تريليون دولار بحلول عام 2025. إن هذا التكامل بين التكنولوجيا والمهام اليومية يُسهّل على الانسان الكثير من الأمور خصوصاً في قطاع الاقتصاد والمدفوعات التي يمكن إنجازها عبر الصراف الآلي أو الهاتف المحمول بكل سهولة. ومع وجود أكثر من 500 ألف علامة تجارية حول العالم، تبقى الاستدامة والاستمرارية المفتاح الأساس للنجاح على المدى الطويل، لذلك يأتي رمز الاستجابة السريعة ليبقى مع فهم الشركات حاجة العملاء بمواكبة الأفكار الجديدة  في عصر سريع التطوّر. وبينما تشير المعلومات إلى وصول عدد مستخدمي الهواتف الذكية إلى 7.33 مليارات بحلول عام 2025، فمن الطبيعي أن تشهد رموز QR ارتفاعاً كبيراً.

ولتفادي كل المخاوف المرتقبة تعمل الشركات المعنية على تعزيز الموثوقية والأمان في رموز الاستجابة السريعة فتصبح مؤهلة للاستخدام بعيداً عن المخاطر السيبرانية.