Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تتجاوز التكنولوجيا بقدراتها توقعات الإنسان إلى أبعد ما هو معقول. تتمثّل هذه التطورات بأشكال مختلفة بين تجاوب الأجهزة الالكترونية مع المستخدم، وزيادة قدرتها على التفاعل الآني وتوسع نطاق التطبيقات لتشمل قطاعات عدّة.

تتغيّر أساليب التعامل مع الأجهزة الذكية مع تطوير شركات التكنولوجيا عملياتها في تصميم الالكترونيات وظهور تقنيات جديدة للتفاعل مع الشاشات الافتراضية. تبرز حلول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتكشف إمكانات جديدة في برامج التحكم وأنظمة التطبيقات الالكترونية فكيف لو كان ذلك عبر الموجات الصوتية؟

أنظمة تحكّم تُديرها أصوات المستخدمين

في الواقع، تستمد معظم الهواتف المحمولة اليوم إشاراتها من الموجات الصوتية وهي تستخدم في معظم أنظمة الواي-فاي والخرائط الذكية – maps. يتحدث الخبراء عن قوة الصوت وقدرة الانسان على التحكم بالأجهزة التي يملكها في الوقت الآني. تعمل الموجات الصوتية على تحريك مستشعر التسارع، حيث تحتوي آلاف الأجهزة الالكترونية على مقاييس التسارع صغيرة الحجم وتتلقى الأوامر من المستخدم نفسه.

قبل تشغيل ميزة التحكم بالصوت، يجب التأكد من الاتصال بالانترنت عبر شبكة الواي-فاي أولاً وتحديد اللغة لتلقي التعليمات عبرها. وبعد تعريف الهاتف على صوت المستخدم، هنا تُصبح الميزة قيد التشغيل. تتيح ميزة التحكم بالصوت إمكانية الأمر بالضغط على تطبيق معيّن في الهاتف، تغيير مستوى الصوت، إلتقاط صورة أو الانتقال إلى الشاشة الرئيسية.

ميزات أخرى تتيحها موجات الصوت آخرها التعرف على جنس المتحدث في أي صورة أو مقطع فيديو. فمن خلال موجات الصوت يتم كسر موجات الضوء من الصورة، فإذا تمكّنت عدسة الكاميرا من تسجيل البيانات حينها يصبح من السهل إعادة بناء هذه الموجات للتحقق من جنس المتحدّث وهويته. تستخدم تقنية "Side Eye" الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للتعرّف على تفاصيل الصور ومحتواها بدقة عالية.

كذلك تستعين شركات أخرى بالذكاء الاصطناعي لالتقاط الترددات من الهواتف المحمولة والتي قد تتراوح بين 20 و24 ميغاهيرتز لتتيح إمكانية التحكم بالالكترونيات عبر الموجات الصوتية. فحتى عند إغلاق الجهاز المحمول يمكن للمستخدم التحكّم بالشاشة عن بُعد من خلال حركات جسمه للتنقل بين التطبيقات وتسهيل استخدام أكثر من جهاز في الوقت نفسه.

هل يخترق القراصنة أجهزتك بصمت؟

بينما يُعتبر التحكم بالأجهزة الالكترونية من أكثر الخدمات تقدماً في عصرنا الحالي غير أن الثغرات لا تغيب عن المشهد. تمكّن الباحثون من اكتشاف خلل أمني في استخدام الموجات الصوتية لاستخدام الهواتف الذكية. فمن خلال شريحة التسارع الالكتروني التي تُستخدم لقياس نبض القلب أو المسافة أو اللياقة البدنية يمكن للثغرة السيطرة على الجهاز وعلى نظامه والتحكم بعمله أيضاً عبر الموجات الصوتية فيفقد المستخدم سيطرته على الهاتف أو الأجهزة المرتطبة بالانترنت والمعرّضة للتعطيل أو للاختراق بأي طريقة.

يقوم المقرصنون بإرسال رسائل للأجهزة أو التلاعب بأنظمة التشغيل للتجسس على المستخدم وتهكير البيانات والمعلومات على الهاتف. فمع تزايد الأجهزة المتصلة من حولنا وتوسّع بنية المدن والمنازل الذكية، زاد خطر الاختراق بكل جوانبه.

تُصنع المواد المخترقة من عدّة عناصر تتألف من المعادن والبلاستيك ليتم ترتيبها بشكل نمطي متكرر وبقياس أصغر من المعادن التقليدية مما يجعلها قادرة على التحكم بالموجات الصوتية والضوئية بإتقان كبير لتؤثر مباشرةً على الاشعاع الكهرومغناطيسي والصوت أيضاً.

يستعين القراصنة بثغرة الموجات الصوتية للتحكم بأجهزة خاصة تابعة لشركات أو أفراد أو إدارات عامة. مع انتشار التطبيقات التي تحمل هذه الميزة، يصبح الخطر أكبر. فيمكن للتطبيقات الذكية الاستماع إلى الاشارات الصوتية حتى عند إطلاقها وهذا ما يُحتم التهديدات الالكترونية في أي زمان أو مكان. وفقاً للأبحاث، قد تصل الأجهزة الذكية التي تنقل بيانات الموجات الصوتية إلى بيانات المستخدم وما زالت المستشعرات الخاصة للحماية الرقمية محدودة في هذا المجال فتكون بذلك مسألة حماية الهواتف المحمولة صعبة المنال حالياً. قد يكون الخطر أبعد من ذلك، حيث وجد الباحثون ثغرة تعرّض ملايين المستخدمين إلى الاختراق من خلال الأجهزة القابلة للارتداء والتي تستخدم الموجات الصوتية بوتيرة أكبر، فقد يصل إليها المستخدم لتسجيل معلومات خاطئة وإعطاء مقاييس مزيّفة. على ضوء ذلك، يسعى مطورو البرامج إلى تجهيز أنظمة التحكم ببرامج الحماية للحدّ من هذه الاختراقات ورفع مستوى شروط الحماية للاستفادة من انتقال الموجات الصوتية بطريقة آمنة.

قطاعات تستخدم الموجات الصوتية لنقل البيانات

منذ نشأتها، تستخدم العديد من القطاعات الموجات الصوتية لنقل أو استقبال البيانات، مثل التصوير الطبي حيث يتم استخدام الموجات لمراقبة أعضاء الجسم الداخلية. كذلك قطاع النفط والغاز الذي يعتمد على الموجات الصوتية  للتنقيب عن المواد في باطن الأرض بمرونة أكبر. ومع ذلك، ظل استخدام الصوت مخصصاً بشكل أساسي لحالات المستخدم الصناعي في العقود القليلة الماضية.

خلقت الثورة التكنولوجية حاجة كبيرة لتعزيز الاتصالات وتفعيل نقل البيانات بفعالية أكبر على مستوى المنطقة والعالم. كما ظهرت حلول عدّة للاتصال اللاسلكي مما ساهم في تسهيل الأعمال ومعالجة الكثير من العقبات مع تدعيم خطط الحماية في المقابل. واليوم تعتبر الموجات الصوتية من المتطلبات الأساسية لنقل البيانات من جهاز إلى آخر دون تدخّل مباشر من قبل المستخدم.

يحتوي كل هاتف ذكي ومساعد صوتي وجهاز إنترنت الأشياء على معالج ومكبر صوت وميكروفون، هذا ما ساهم بالارتقاء بخدمات الموجات الصوتية لتسهيل نقل البيانات لا سيّما في القطاعات الحيوية والصناعية ومنها:

مجال المدفوعات والتمويل: يمكن للموجات الصوتية أن تساهم في نقل البيانات عبر الصوت وإنشاء اتصال آمن بين التاجر والعملاء. كما تستخدم الخدمة لتسهيل المعاملات على أنوعها.

قطاع السفر وحجز البطاقات: يُعد إصدار بطاقات السفر عبر الموجات الصوتية من أبرز الحلول لمواجهة الزحمة في المطارات والاستجابة لأكبر عدد ممكن من المسافرين.

الاتصالات تحت الماء: لا يمكن استخدام الموجات الكهرومغناطيسية للاتصالات تحت الماء لمسافة تتجاوز بضعة أمتار. بينما يمكن للصوت أن ينتقل لمسافات أبعد في الماء، وبالتالي فهو الحل الأنسب لاتمام الاتصالات. يتم استخدام الصوت للاتصال تحت الماء بين الغواصات والروبوتات تحت الماء على بعد عشرات إلى مئات الكيلومترات.

من المتوقع أن يكون مستقبل الاتصال عبارة عن مزيج من التقنيات المنسقة لتحقيق الاتصال الخالي من الاحتكاك وواسع الانتشار - بغض النظر عن الطبقات المادية أو المرتبطة بالبيانات، ستلعب الموجات الصوتية دوراً رئيسياً لتحقيق الهدف الأكبر المتمثل في الاتصال الآمن والواضح مهما كانت الظروف المحيطة.