Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

حققت شبكات الجيل الخامس انتشاراً سريعاً خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغ عدد شبكات الجيل الخامس التجارية حتى يونيو 2023 أكثر من 260 شبكة حول العالم تضم بمجملها ما يزيد على 1.2 مليار مستخدم، وتغطي أكثر من 50,000 استخدام.

وفي عصر تقنية الجيل الخامس (5G)، أتاحت شبكات الاتصالات المحمولة تجارب جديدة للأشخاص باعتبارها الوسيلة الرئيسية لتواصل الناس، بدءاً من خدمات الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة ووصولاً إلى وسائط الفيديو، حيث ساهمت في تسهيل التواصل والتحول الرقمي عبر الأسواق.

تطورت شبكات الجيل الخامس بشكل كبير لتتخطى التوقعات من حيث سرعة انتشارها، وخدمات المستهلكين، وتطبيقات الاستخدام. فقد تم نشر أكثر من 260 شبكة من الجيل الخامس عالمياً لتخدم حوالى نصف سكان العالم، بينما استغرقت شبكات الجيل الرابع ست سنوات لتحقيق ذلك.

وكانت دول الشرق الأوسط من أوائل الأسواق التي نشرت شبكات الجيل الخامس. وقد ساعدت شركة هواوي، الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، 14 مشغلاً إقليمياً في نشر هذه الشبكات منذ عام 2018 ليصبح عملاؤها في صدارة مستخدمي تجارب الجيل الخامس. وفي حدث تم تنظيمه مؤخراً، استعرض عدد من أبرز قادة القطاع - بمن فيهم ماي لي، نائبة رئيس الحلول والتسويق لدى مجموعة أعمال هواوي كارير لشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى؛ وعماد أحمد، مستشار الحلول الرئيسية وكبير خبراء تحويل هندسة الشبكات لدى مجموعة أعمال هواوي كارير لشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى - رؤية وخطط الشركة لدعم تحول المنطقة نحو استخدام شبكات الجيل الخامس والنصف (5.5G).

وأكد مسؤولو هواوي خلال الحدث أن شبكة الجيل الخامس غيرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ولكن المستقبل يكمن في التحول نحو استخدام هذه الشبكات التي ستحقق قفزة كبيرة في تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة وتبشر بفتح المزيد من الآفاق المذهلة. وتشمل السمات الرئيسية لشبكة الجيل الخامس والنصف تعزيز قدرات الوصلة الهابطة بسرعة 10 جيجابت في الثانية والوصلة الصاعدة بسرعة 1 جيجابت في الثانية، وتمكين إجراء 100 مليار اتصال، فضلاً عن زيادة قدرات الذكاء للعديد من الخدمات. وسيفتح ذلك الباب أمام إمكانات لا حصر لها لشبكات الجيل الخامس والنصف.

وفي أغسطس 2023، أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في دولة الإمارات عن نجاح المرحلة الثانية من مشروع تجارب شبكات الجيل الخامس المتقدمة 5G-A (والمعروفة أيضاً بتقنية الجيل الخامس والنصف 5.5G)، والذي تم تنفيذه بالتعاون مع مزودي خدمات الاتصالات "دو" و"اتصالات من &e". وفي أكتوبر 2023، كشفت "دو"، شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، بالتعاون مع هواوي، النقاب عن أول فيلا تجريبية بقدرات تقنية الجيل الخامس المتقدمة (5G-A) على مستوى العالم. وتمثل هذه الفيلا نموذجاً للمنازل الذكية المستقبلية المدعومة بشبكات تصل سرعتها إلى 10 جيجابت في الثانية، وتجسد كذلك التكامل السلس بين أحدث التقنيات، حيث تقدم تجربة استثنائية للمنزل الذكي مزودة بتطبيقات متقدمة ومنها: تقنية العرض ثلاثية الأبعاد بالعين المجردة، وتقنيات الواقع الممتد (XR).

وفي المملكة العربية السعودية، كشفت شركة "زين السعودية" في سبتمبر من العام 2023 عن تعاونها مع هواوي لاستخدام شبكة الجيل الخامس المتقدمة (5G-A) في مشاريع جديدة. وتتعاون الشركتان حالياً في مشروع الابتكار المشترك 5.5 جي سيتي (5.5G City) ضمن إطار سعيهما المشترك لإرساء حقبة جديدة للاتصالات في المملكة.

ولن يقتصر دور شبكات الجيل الخامس والنصف على تحويل هواتفنا الذكية وأجهزتنا المحمولة فحسب، وإنما ستعيد كذلك صياغة قطاعات بكاملها. ومن الجوانب الواعدة لهذه الشبكات هو تأثيرها على إنترنت الأشياء؛ ذلك أن قدرتها على تمكين إجراء 100 مليار اتصال يدعم الاتصال السلس للمليارات من أجهزة إنترنت الأشياء، مما يبشر بإحداث تغيير جذري في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والمدن الذكية.

وتساهم شبكات الجيل الخامس والنصف كذلك بتوفير تجارب جديدة في عالمي الواقع المعزز (AR)  والافتراضي  (VR)؛ ذلك أن قدرات الوصلة الهابطة بسرعة 10 جيجابت في الثانية تضمن للتجارب ثلاثية الأبعاد عالية الجودة في الوقت الفعلي - مثل تلك المتاحة في أول فيلا بقدرات تقنية الجيل الخامس والنصف في دولة الإمارات – أن تصبح أمراً اعتيادياً. وتبشر هذه التطورات بطمس الخطوط الفاصلة بين العالمين الرقمي والمادي وفتح آفاق جديدة للإبداع والترفيه.

وبهذا الخصوص، قالت ماي لي، نائبة رئيس الحلول والتسويق لدى مجموعة أعمال هواوي كارير لشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: "مع استمرار تطور مجال الذكاء الاصطناعي مثل نماذج التأسيس، من المتوقع أن يزداد الطلب على قدرات حوسبة الذكاء الاصطناعي 100 مرة بحلول عام 2025 مقارنةً بما هي عليه اليوم. وتشكل إمكانات الشبكة المتقدمة عاملاً أساسياً لإطلاق الإمكانات الكاملة لقوة حوسبة الذكاء الاصطناعي، حيث ستحتاج الشبكات إلى عرض نطاق ترددي أكبر وزمن استجابة أقل لتمكين الاتصال الذكي".

وأردفت لي قائلة: "مع انتقالنا إلى عصر شبكات الجيل الخامس والنصف، من المتوقع أن يُحدث تكاملها مع الذكاء الاصطناعي تغييراً جذرياً في العديد من القطاعات عبر توفير اتصال عالي السرعة، وزمن استجابة منخفض، والاتصال الموثوق الذي تتطلبه أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأداء الأمثل".

وأشارت هواوي إلى أن شبكة الجيل الخامس والنصف ستلعب دوراً بالغ الأهمية لتمكين تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بما في ذلك المركبات ذاتية القيادة والإجراءات الطبية عن بعد، حيث ستوفر التحسينات اللازمة في الشبكة لدعم هذه التقنيات.

وسيؤدي إطلاق شبكات الجيل الخامس والنصف أيضاً إلى انتقال العديد من قدرات الحوسبة من الحيز النظري لتصبح جزءاً أساسياً من استراتيجيات الأعمال،  فتتيح معالجة البيانات بشكل فوري في المصدر بدلاً من مراكز البيانات البعيدة. وسيؤدي ذلك إلى إحداث تحولات جذرية في قطاعات التنمية الحضرية والتصنيع وإنترنت الأشياء، ويضمن لنا تحقيق عمليات أكثر كفاءة وإبداعاً في جميع المجالات.

وبالنسبة لإنترنت الأشياء، ستلعب شبكات الجيل الخامس والنصف دوراً محورياً في إنشاء عالم متصل بسلاسة يمكن فيه للذكاء الاصطناعي العمل بشكل متناغم مع مليارات الأجهزة، مما يسهل عمليات الأتمتة وتحليل البيانات على نطاق واسع. وسيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى توفير بنى تحتية سكنية وزراعية ومعمارية أكثر ذكاءً، مما يعزز الإنتاجية والإدارة البيئية بشكل أفضل.

بشكل عام، من المتوقع لشبكات الجيل الخامس والنصف أن تمهد لخطوات كبيرة في الابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة. وبمجرد أن يتبنى المستهلكون والصناعات والمجتمعات هذه التطورات، يمكننا أن نتصور مستقبلاً لا حدود فيه لقدرات الاتصال، وحيث تصبح التجارب الافتراضية أمراً عادياً، وتستمر إمكانات التكنولوجيا في إبهار الجميع وإلهامهم.