Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تحت عنوان: "تمكين مستقبل الاتصال عبر تقنية انترنت الأشياء"، نظمّت تيليكوم ريفيو جلسة حوارية افتراضية هي الأولى لها ضمن سلسلة من الجلسات الحوارية التي ستُنظّم خلال عام 2024.  ألقى السّيد عصام عيد، الرئيس التنفيذي للعمليات، تيليكوم ريفيو غروب، الكلمة الافتتاحية ترحيباً بالمتحدثين وكانت الجلسة تحت ادارة فراس مهدهبي، مدير عام الشرق الأوسط للاستثمارات الخاصة في شركة PMP Strategy، بمشاركة كل من محمد العبيد، نائب الرئيس للمنتجات والحلول، سلام، جورج جابر، مدير قسم المشغلين الآخرين، سلام، دكتور سعد الهويمل، مسؤول التكنولوجيا والتنظيم ومدير في شركة ATSS، للحديث عن تطورات التكنولوجيا ودورها في تعزيز الاتصالات.

حلول انترنت الأشياء لتحقيق أهداف رؤية 2030

نظراً لمقومات تقنية انترنت الأشياء والخدمات التي توفرها بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، اعتبر محمد العبيد أن التكنولوجيا تحمل الكثير من الوعود في مجالات عدّة مثل الاستدامة والمدن الذكية والتنوع الاقتصادي من خلال إدارة البيانات وتحليلها بكفاءة والقدرة على متابعتها.

أما في ما يتعلق بالاستدامة، فسلّط العبيد الضوء على أهمية إنترنت الأشياء ومساهمته في توفير الطاقة المطلوبة والتكلفة المناسبة من خلال إدارة ذكية للطاقة والمياه ومراقبة التأثيرات على البيئة. وفي ما يتعلق بالمدن الذكية، ذكر العبيد تطبيقات مثل أنظمة النقل الذكية (ITS)، والبنية التحتية الذكية، والسلامة العامة والأمن. أما بالنسبة  للتنوع الاقتصادي، فأشار العبيد إلى التطبيق التحويلي لإنترنت الأشياء في الأتمتة الصناعية والتكنولوجيا الزراعية (AgriTech) والتحول الرقمي والابتكار.

مشاريع توسيع نطاق إنترنت الأشياء بما يتماشى مع رؤية 2030

حدّد سعد الهويمل المعايير المطلوبة من القادة لوضع انترنت الأشياء ضمن أولوية المشاريع التي تتوافق مع رؤية 2030 وتساهم في تنمية المملكة العربية السعودية اجتماعياً واقتصادياً. كما شدد الهويمل على أهمية تقييم مدى توافق مشروع إنترنت الأشياء مع أهداف رؤية 2030. هذا وأكد الهويمل أهمية الأخذ بالاعتبار انعكاس مشاريع انترنت الأشياء على الاقتصاد والمجتمع ودورها في الوصول إلى الجاهزية التكنولوجية، وإشراك أصحاب القطاع، وتحقيق التنظيم واعتماد السياسة الايكولوجية الضرورية واتاحة امكانية  التوسع في هذه التقنية وتقييم مخاطرها وتأثيرها على الاستثمار (ROI) وتحديد التوقيت المناسب لتنفيذ مشاريع إنترنت الأشياء.

إعتماد حلول إنترنت الأشياء المحلية ودعمها

من جهته أكد جورج جابر أهمية دعم البحث والتطوير من خلال الاستثمارات في المبادرات التي تستهدف تقنيات إنترنت الأشياء داخل المملكة العربية السعودية. وطرح اعتبارات رئيسية أخرى مثل تعزيز التعاون والشراكات، وتمكين تبادل المعرفة، وإنشاء أطر تنظيمية، وتوفير التمويل المطلوب وتأمين الحوافز الأساسية، وتطوير المواهب المحلية، ودعم التجارب الناجحة، ومعالجة العوامل الثقافية والاجتماعية، ودعم الاختبارات التجريبية، وتعزيز المبادرات التي تقودها الحكومة لتعزيز انترنت الأشياء على المستوى المحلي في المملكة العربية السعودية.

دور الجيل الخامس في تعزيز ابتكارات إنترنت الأشياء

تناول المتحدثون علاقة الجيل الخامس بتطور انترنت الأشياء حيث أشار د. سعد الى أنه على الرغم من أن زيادة عرض النطاق الترددي يعد إحدى الفوائد الرئيسية لتقنية الجيل الخامس لإنترنت الأشياء، إلا أنه يمكن للجيل الخامس أن يوفر قدرات أخرى، مما يتيح تطبيقات وحالات استخدام محددة.

تتضمن بعض هذه الإمكانات زيادة السعة، واتاحة زمن الوصول المنخفض للغاية، ونقل البيانات بشكل أسرع، وتوفير سرعة اتصال الأجهزة الهائلة، وتقطيع الشبكة، والموثوقية المحسنة، والحوسبة المحسنة، وحوسبة الحافة، ودعم نقل المعلومات.

وأوضح الدكتور سعد انه: "مع سماح الاتحاد الدولي للاتصالات بتردد أعلى لشبكات الجيل الخامس، تزداد سعة هذه الشبكات التي يمكن أن تشغل العديد من أجهزة استشعار وشبكات إنترنت الأشياء حولها. كما تعتمد قابلية التوسع على القدرة على التعامل مع البيانات، وسيعمل نشر المزيد من شبكات الجيل الخامس على التعامل مع ذلك. وقد تم تصميم  الجيل الخامس للتعامل مع عدد كبير من الأجهزة المتصلة، مما يزيد من إمكانية نشر إنترنت الأشياء على نطاق أوسع".

إلى جانب ذلك، توفر شبكات الجيل الخامس زمن وصول منخفضاً مقارنةً بالأجيال السابقة، مما يتيح تطبيقات و/أو أنظمة بيئية في الوقت الآني مثل الواقع الافتراضي، والجراحة عن بُعد، والأتمتة الصناعية، والواقع المعزز. "يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء التواصل مع بعضها في السحابة... وهذا أمر مهم بالنسبة لاجراء الاتصالات الحساسة".

بالنسبة لسرعة الشبكة، يوفر الجيل الخامس قدرة على نقل البيانات بشكل أسرع من أجهزة إنترنت الأشياء إلى السحابة، والعكس صحيح. ميزة أخرى مهمة لقابلية التوسع في إنترنت الأشياء هي تقطيع الشبكة، مما يسمح بتقسيم البنية التحتية المادية المتعلقة بالجيل الخامس إلى شبكات افتراضية متعددة. وهذا يساعد على توسيع تغطية أنظمة إنترنت الأشياء. وأشار الدكتور سعد إلى أن "هذا يتيح تخصيص الموارد بشكل فعال واتصال مخصص لتطبيقات إنترنت الأشياء المنوعة".

جاهزية البنية التحتية في المملكة العربية السعودية

بدوره لفت جابر إلى التقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في إعداد بنيتها التحتية للاستفادة من إمكانات الجيل الخامس لابتكار إنترنت الأشياء. اتخذت المملكة خطوات عدّة لبناء نظام ايكولوجي متين يستجيب إلى شبكة الجيل الخامس والتأكد من وجود البنية التحتية اللازمة.

في هذا الاطار، يعمل مشغلو الاتصالات مثل stc وMobily وZain، على نشر البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس في المدن الرئيسية. وأشار جابر إلى أنه "اعتباراً من عام 2021، بدأت تتوفر تغطية الجيل الخامس في مدن عدة وتتوسع لتشمل المزيد من المناطق". إلى جانب ذلك، تم تخصيص استثمارات كبيرة لبناء البنية التحتية اللازمة لدعم نشر الجيل الخامس مثل نشر محطات قاعدة جديدة، وتحديث البنية التحتية الحالية، وتوسيع شبكات الألياف الضوئية.

وأضاف: "تم تنفيذ خطوة مهمة من قبل هيئة الاتصالات وتقنية الفضاء (CST) في المملكة العربية السعودية في تخصيص نطاقات الطيف المناسبة لنشر الجيل الخامس. كما تم تخصيص النطاق 3.5 جيغاهرتز ونطاقات التردد الأعلى، مثل النطاقين 26 جيغاهرتز و28 جيغاهرتز، لخدمات الجيل الخامس. يتيح تخصيص الطيف هذا نشر شبكات الجيل الخامس عالية السعة والسرعة لدعم تطبيقات إنترنت الأشياء.

في الاطار عينه، قدمت حكومة المملكة العربية السعودية الدعم التنظيمي لتسهيل نشر شبكة الجيل الخامس، والذي يتضمن تبسيط عملية الترخيص، وضمان إدارة الطيف بكفاءة، ووضع مبادئ توجيهية وأطر لنشر شبكة الجيل الخامس وعملياتها (الجيل الخامس الخاص). وقال جابر: "لقد قمنا في شركة سلام بنشر شبكة الوصول اللاسلكي الثابت (FWA) من الجيل الخامس في جميع أنحاء المملكة".

تساهم المبادرات بين أصحاب القطاع والتعاونات في هذا المجال في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية ومساعدتها للاستفادة من خدمات الجيل الخامس ودور انترنت الأشياء.

الاعتماد الشامل لانترنت الأشياء

"إن ضمان الحصول على الجيل الخامس وبكلفة مدروسة خصوصاً في المناطق النائية يعتبر من الأمور المهمة جداً لتعزيز الاعتماد الشامل على انترنت الأشياء." هذا ما أكده العبيد. ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم الاستثمارات في البنية التحتية وكذلك تشجيع مشغلي الاتصالات على توسيع نطاق شبكة الجيل الخامس عبر تطبيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

قد توفر شبكات الأقمار الصناعية تغطية واسعة النطاق، مما يتيح اتصال الجيل الخامس في المناطق النائية ويدعم تطبيقات إنترنت الأشياء في قطاعات عدة مثل الزراعة والمراقبة البيئية وإدارة الكوارث.

من ناحيتها، تلعب الحكومات دوراً حيوياً من خلال تنفيذ السياسات والمبادرات التي تعطي الأولوية للاتصال في المناطق النائية. كما يمكن أن يشمل ذلك برامج تمويل مستهدفة، وتدخلات تنظيمية، والتعاون مع أصحاب المصلحة لضمان الوصول للجيل الخامس وبكلفة مدروسة واعتماد انترنت الأشياء بشكل شامل.

أما بالنسبة للسياسات المتعلقة بخصوصية البيانات وأمنها فأشار جورج جابر الى "ان السياسات واللوائح المحيطة بخصوصية البيانات وأمنها وقابلية التشغيل البيني لها أهمية كبيرة وتأثير كبير على كيفية تطوير إنترنت الأشياء".

تبرز الاستراتيجية الوطنية لإنترنت الأشياء كمبادرة رئيسية، تحدد الأهداف والغايات الحاسمة لتطوير واعتماد تقنيات إنترنت الأشياء؛ مع التركيز على البنية التحتية والأطر التنظيمية وتنمية المهارات.

أخيراً طرح المتحدثون الفرص المتاحة والتحديات المتوقعة في هذا المجال من خلال البحث بكيفية تدارك تهديدات الأمن السيبراني المتطوّرة والمرتبطة بنشر تقنية انترنت الأشياء على نطاق أوسع. وهنا قدم جابر مجموعة من الخطوات التي يمكن تنفيذها لتحقيق الأمن ومعالجة الثغرات استباقياً وتصميم بنية آمنة للنظام الايكولوجي الخاص بانترنت الأشياء.