Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يسعى مزودو خدمات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوصول إلى الحلول السحابية رغم العقبات مستفيدين من المزايا التي تقدّمها هذه التكنولوجيا والايرادات المالية التي تحققها.

وفي هذا السياق، أكدت دراسة حديثة أجرتها شركة Strategy&e أن الآن هي اللحظة الحاسمة بالنسبة لشركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للانتقال إلى السحابة. فعلى رغم التحديات، تتمتع الحلول السحابية بفوائد عدّة تطال المستويات كافة.

وفقاً للتوقعات، شهد المزودون ارتفاعاً ملحوظاً في القيمة الإجمالية لسوق التقنيات السحابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي من المتوقع أن تتضاعف ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2027، لتصل إلى 9.8 مليارات دولار. وفي سياق متصل، من المتوقع أن يتجاوز مسار النمو هذا المتوسط ​​العالمي، حيث قد تستحوذ شركات الاتصالات على حصة كبيرة، تشمل 8% إلى 10% من إجمالي القيمة السوقية.

تتيح التقنيات السحابية قدرات هائلة لشركات الاتصالات التي ستستفيد من التقنيات الناشئة مثل الجيل الخامس، والحوسبة المتطورة، وإنترنت الأشياء، والخدمات المتقدمة مثل الشبكة واسعة النطاق المعرفة بالبرمجيات (SD-WAN). بحسب التقارير الأخيرة، من المتوقع أن يحقق كل دولار يتم استثماره سنوياً في السحابة عائداً كبيراً قدره 5.4 دولارات، حيث تنبع معظم هذه القيمة من التخفيضات في النفقات الرأسمالية والتشغيلية.

وهذا يؤكد الإمكانات الهائلة لتحقيق مكاسب مالية متأصلة في اعتماد السحابة لمشغلي الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى رغم نمو الحوسبة السحابية على مستوى العالم، لا يزال معدل اعتماد هذه التكنولوجيا  بين مشغلي الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منخفضاً نسبياً، حيث قام 57 فقط منهم بنقل ما يقرب من ربع عبء عمل تكنولوجيا المعلومات لديهم إلى السحابة. ويختلف هذا الرقم عن مناطق أخرى، مثل أوروبا، حيث قامت غالبية شركات الاتصالات بنقل أكثر من ربع عبء عمل تكنولوجيا المعلومات لديها إلى المنصات السحابية.

وفي الحديث عن الحوسية اليوم، يسلط الخبراء التقنيون الضوء على العوائق التي قد تعيق اعتماد السحابية من قبل مشغلي الاتصالات في منقطة الشرق الأوسط. وتشمل هذه التحديات عوامل عدّة، بما في ذلك القيود التكنولوجية، والقيود التنظيمية، والمخاوف الأمنية، والجمود التنظيمي.

وبالتالي، أكد الخبراء الحاجة إلى استراتيجية شاملة ومتعددة المجالات للتحول السحابي. تشمل هذه الإستراتيجية دمج التقنيات السحابية بمرونة عبر وحدات الأعمال المختلفة، وتعزيز التعاون بين الفرق المتنوعة، وتنفيذ إجراءات قوية لإدارة البيانات والأمن لحماية المعلومات الحساسة. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن توفير تدريب القوى العاملة لسد الفجوات في المهارات، وإدارة التحولات الثقافية من خلال إدارة التغيير الفعالة، وتصميم بنيات سحابية مرنة وقابلة للتطوير. تعد استراتيجيات تحسين التكلفة ضرورية أيضاً لضمان كفاءة تخصيص الموارد ومراقبة حالات الاستخدام.

في ظل هذا الواقع، يعتقد الخبراء في هذا المجال أنه يتوجّب على مشغلي الاتصالات في منقطة الشرق الأوسط وأفريقيا اعتماد السحابة بما يتماشى نع العصر الجديد ويتوافق مع الابتكارات التي يشهدها قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في المنطقة.