Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يستعد العالم لثورة حقيقية مع مواكبة الحكومات والمؤسسات الخاصة سياسة التطوّر دعماً منها للتحول الرقمي بكافة أشكاله. على ضوء ذلك، تتقدم دول الخليج بخطط كبيرة تلبي تطلعات المنطقة في مجال التقنية لتنافس الدول المجاورة وتصبح رائدة رقمياً على المستوى المحلي والعالمي.

 تظهر مكانة الخليج الفعّالة على صعيد تطوير المشاريع ودعم الابتكارات والشركات الناشئة مع تبنيها تقنية الجيل الخامس وتطبيقها استراتيجية التكنولوجيا الجديدة. أما عن توسّع النشاطات الرقمية خليجياً فشكّل ذلك انقساماً كبيراً مع سائر الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أصبحت نسبة التنمية لديها متفاوتة مع بقية الدول في الخليج. ومع تباطؤ الدول المجاورة في اعتماد الجيل الخامس والتقنيات الحديثة تبقى الدول الخليجية والشركات المزودة للخدمات والمشغلون هناك في الطليعة بمسارها نحو تحقيق التحول الرقمي الكامل واعتماد الجيل التالي. ومع انطلاقة الثورة الرابعة تبدّلت استراتيجيات العمل التي ترتكز اليوم على إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المدعومة بشبكات الجيل الخامس التي تلبي احتياجات العملاء من جهة وتستجيب إلى خطط الشركات المستقبلية أيضاً.

 

 دول الخليج توسّع قاعدتها في المدن الذكية ورواد الاتصالات الداعم الأول

تتبنى دول الخليج الجيل الخامس اليوم ليكون ذلك من العناصر الأساسية للانتقال إلى الخدمات المتطورة القائمة على التكنولوجيا والتقنية أولاً. وبالرغم من تأخير بعض المشاريع، يركّز اللاعبون ورواد القطاع في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على رؤية مستقبلية شاملة تعتمد على الجيل الخامس مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، رؤية قطر 2030، رؤية الإمارات 2021.  إلى جانب ذلك، يستكمل المزودون والمشغلون تغطيتهم للجيل الخامس حيث أعلن الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالإنابة في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو" أن نسبة تغطية الشركة لشبكة الجيل الخامس في دبي وصلت إلى 97% وفي إمارة أبوظبي إلى 96%. بدورها تهدف هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات الى الحصول على تغطية 80% في كافة أنحاء الدولة بهدف الوصول إلى التغطية الكاملة لشبكة الجيل الخامس بحلول العام 2025.    

على خط الجهود الخليجية لتوسيع تغطية الجيل الخامس، جسّدت الإمارات رغبتها بتبني الجيل الخامس من خلال إطلاق مبادرتها "دبي الذكية" التي تحول المدينة إلى مدينة رقمية غنية تكنولوجياً توفّر البنية التحتية المطلوبة للأفراد والشركات على حد سواء. إلى جانب ذلك، فتحت الإمارات الباب أمام السيارات الذكية لتكون أول من يختبر السيارات ذاتية القيادة عربياً والثانية على مستوى العالم؛ هذا وأكدت هيئة المواصلات أن هذه الخطوة تدعم استراتيجية دبي للتنقل الذاتي التي تهدف الى تحويل 25% من الرحلات إلى ذاتية القيادة بحلول العام 2030.

تكاملاً مع المشاريع  التنموية، باشر الخليج تطوير المدن الذكية الداعمة للجيل الخامس مثل مشروع "لوسيل" قطر وهو عبارة عن مدينة ذكية بكلفة 45 مليار دولار. مشروع "دقم" عمان، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع كوريا الجنوبية لتطوير المدينة الذكية هناك. وفي الرياض – السعودية، يتم العمل على تحويل مركز الملك عبداله المالي إلى مركز ذكي إلى جانب تطوير مدينة "نيوم" في المملكة. 

 

مزودو ومشغلو الاتصالات: الإنتقال الكامل إلى شبكات الجيل الخامس بحلول العام 2023

يمتلك اليوم جميع مشغلي الجيل الخامس تقريباً شبكات مستقلة، بمعنى أنه ليس لديهم نواة خاصة لشبكة الجيل الخامس. بحسب الدراسات الأخيرة، ستنتشر الشبكات المستقلة قريباً حيث أن 18% من مشغلي الشبكات الذين شملهم الاستطلاع في نهاية العام 2020 كانوا ينشرون نواة الجيل الخامس كشبكة مستقلة قائمة بحدّ ذاتها، في حين أن 29% آخرين كانوا يخططون للقيام بذلك.

كشفت دراسة استقصائية، أن نسبة 94% من مزودي خدمات الاتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا يتوقعون إتمام عملية التحول إلى شبكات الجيل الخامس المستقلة بحلول نهاية 2023، مقارنة مع 90% من الشركات المستطلعة في أوروبا و86% في آسيا.

وأشارت 60% من الشركات في الإمارات الى أنها تشهد على عملية انتقال من الجيل الرابع إلى شبكات الجيل الخامس غير المستقلة  بينما 47% من الشركات تدمج شبكاتها بين الجيلين الرابع والخامس.

أما التحديات التقنية التي تؤخّر الانتقال من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس، فيشير رواد الاتصالات إلى ثلاثة منها: الحاجة إلى سياسة أمنية موحدة عبر الجيل الرابع والجيل الخامس؛ العمل على الإنترنت بين الشبكات الجديدة والقديمة؛ والتحدي الأخير المتمثل في تحفيز وظائف الشبكة الافتراضية للعمل بنجاح إلى جانب وظائف الشبكات السحابية الأصلية.

 

70 مليار دولار استثمارات الخليج في البنية التحتية الرقمية

ساهمت البنية التحتية الرقمية بعملية  "الشفاء" من التداعيات التي خلّفها الوباء، فاستمرت الشركات العامة والخاصة بعملها مواجهةً التغيرات التي فرضها الواقع الجديد. أما الرؤية المستقبلية التي اعتمدتها الامارات، السعودية، قطر، والكويت وغيرها من الدول الخليجية فرفعت مستوى الخدمات والكفاءة على الصعيد الصحي، التعليمي والخدماتي.

وعلى هامش الاجتماعات والتعاونات التي تنظّمها الحكومات تؤكّد الجهات المعنية بناء عصر رقمي شامل بعدما أتاحت هذه التقنيات إمكانية العمل والتعلم عن بُعد والتأقلم مع الظروف المستجدة مما دفع أغلبية الشركات الى تحقيق التحول الرقمي بوتيرة أسرع. كما ساهم التقدم نحو الرقمنة بتأمين التنمية المستدامة ودعم الإمكانات التكنولوجية. فوفقاً لآخر التقارير، كان من المتوقع أن يتجاوز الانفاق على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في السعودية 37 مليار دولار في العام 2020، على أن يصل في الإمارات إلى 23 مليار دولار بحلول العام 2024 وفي دولة قطر إلى 9 مليارات دولار.

على ضوء ذلك، تهدف الدول العربية والخليجية إلى تمكين قدراتها التقنية المالية لتنفيذ المشاريع وتحديث أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. مقابل ذلك، لا تزال بعض الدول ذات القدرات المحدودة تعاني من نقص في الكفاءات والرأسمال المطلوب لتمويل عمليات التحول الرقمي في كافة القطاعات.

بدورها تبرز الإمارات مقوماتها في هذا الإطار لتمتلك اليوم البنية التحتية الرقمية عالمية المستوى تنافس بها أهم دول العالم. من جهة أخرى، تعمل الدولة على توفير البنية التحتية الضرورية لحماية الاستثمارات الرقمية إلى جانب الجهود لتحقيق التحول الرقمي في كافة أنحاء الامارات من خلال تطوير مراكز البيانات والتقنيات التكنولوجية بهدف الوصول إلى أعلى مستوى من الخدمات في الاتصالات والتواصل الافتراضي.

 

شبكات الجيل الخامس الخاصة: ضرورة وجودها في الشرق الأوسط

تتيح شبكة الجيل الخامس الخاصة فرصاً جديدة للتحكم عن بُعد في الإنشاءات والمركبات ذاتية القيادة المتصلة بالانترنت، مما يؤدي إلى إعادة ابتكار نماذج الأعمال التي ظلت ثابتة لفترة طويلة. تقوم المرافق ببناء شبكات الجيل الخامس خاصة مع عدادات ذكية وأجهزة استشعار لاسلكية تحمي شبكاتها الكهربائية، أو أبراج نقل تتضاعف كأبراج الطقس مع بث فيديو مباشر. ومن المكاسب الإنتاجية المدفوعة بتقنية الجيل الخامس، القدرة مثلاً على تمكين استخدام الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي للعاملين والصناعيين الميدانيين.

من المتوقع أن تصل شبكة الجيل الخامس إلى 80 مليون اشتراك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  بحلول العام 2025، أي ما يمثل 10% من إجمالي اشتراكات الهاتف المحمول.

  تحتفظ شبكة الجيل الخامس بالأولوية في الشرق الأوسط بسبب الإمكانات الاقتصادية والعملية التي توفّرها للمنظمات والأفراد في المنطقة.

أما الانتقال التام إلى التحول الرقمي فيشكّل تحدياً كبيراً أمام الدول العربية كافة لا سيّما مع زيادة الاستخدام العالمي لخدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصكناعي وإنترنت الأشياء والانترنت بشكل عام. هذا الواقع يحتّم تكثيف خطط الحماية من قبل الشركات والمؤسسسات في القطاعين العام والخاص لحماية البيانات ومواجهة الهجمات السيبرانية.