Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تعود النسبة الأكبر من الانبعاثات السامة إلى قطاع النقل والبناء الذي ينتج نحو 38% من الغازات الكربونية. فما علاقة البناء والرقمنة بحماية المناخ؟

تُمثّل الرقمنة والحلول التكنولوجية أحد أهم عناصر حماية البيئة حيث يمكنها أن تحدّ من التأثير السلبي لقطاع البناء على البيئة مع تفعيل البناء المستدام. يختلف البناء التقليدي عن البناء القائم على الحلول الذكية والرقمنة فهو يُخفّض نسبة استهلاك الطاقة وانتاج النفايات ويتيح استخدام المواد القابلة لاعادة التدوير والموارد المتجددة بنسبة 60%. أما البيانات المستخدمة فتسمح للشركات بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية. من الناحية الاقتصادية، تساهم الطباعة ثلاثية الأبعاد بخفض تكلفة العمالة إلى نحو 50% مقارنةً بالبناء التقليدي؛ بالاضافة إلى مساهمتها في الحدّ من الهدر في موقع مشروع البناء.كما تساهم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ببناء مجسّد ملموس ونموذج رقمي عبر طباعة مجموعة من الطبقات المتتالية للحصول على الشكل النهائي أخيراً وهو ما يعرف بنظام التصنيع المضاف. وبين التقنيات الأكثر استخداماً للبناء المستدام هي الطباعة الثلاثية لصناعة النماذج المصغرة أو اعتمادها لصنع مبانٍ كاملة على كافة المستويات.

 

تقنية الطباعة 3D تدخل المنطقة العربية

في العام 2017 تم تشييد أول مبنى بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في دبي في وقت أعلنت فيه الامارات رغبتها بأن تكون نحو 25% من المباني لديها مطبوعة بهذه التقنية بحلول العام 2030 لتصبح من الدول الرائدة في قطاع البناء المستدام. على الخط نفسه، دخلت دبي بشراكات عدّة لتنفيذ استراتيجية دبي للمستقبل مع تصميم المنازل ثلاثية الأبعاد وبناء جدران مطبوعة بهذه التقنية لخفض الانبعاثات الكربونية بعشرة أضعاف.

وضمن برنامج تحقيق رؤية المملكة 2030، تم بناء أول منزل باعتماد تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع التقدم التكنولوجي وتطوّر قطاع البناء والتشييد. يُعد البناء عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد من أحدث الطرق للبناء المستقبلي عبر أساليب مبتكرة متكاملة. بحسب الخبراء والمهندسين، توفر هذه التقنية المنازل الصديقة للبيئة وتحفّز البناء السبّاق مما يدعم تقنيات الجيل الجديد في المشاريع الاسكانية.

مقابل كل هذه الايجابيات يبقى هاجس التكلفة هو المشكلة الأكبر لامكانية تنفيذ هذه المنازل مقارنةً بالمباني التقليدية. تُعتبر المباني الجديدة أعلى كلفة، لكن المستثمرين في منازل الطباعة ثلاثية الأبعاد سيستفيدون دون شك على المدى البعيد، فهي تتمتع بمميزات كثيرة وتسمى بالمنازل الخضراء نظراً لقدرتها على مقاومة العواصف ومواجهة الكوارث الطبيعية أيضاً. من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على الطباعات ثلاثية الأبعاد والخدمات الذكية المرتبطة بها إلى نحو 50 مليار دولار بحلول عام 2050.

تمثل هذه التقنية فرصة جديدة أمام شركات الاستثمار والعقارات لمعالجة مشاكل البيئة وتوفير الوقت والعمالة وبناء المنازل الحديثة بما يتوافق مع رغبة السكان في عصر التكنولوجيا سريع التقلّب.