Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يواكب الفريق الطبي ثورة التكنولوجيا بين انتشار الحلول السريعة والأجهزة الذكية ودمجها في العلاجات لتطوير قطاع الرعاية الصحية وتعزيز جودة الخدمات. في ظلّ هذا التحوّل، يتولى الذكاء الاصطناعي والروبوتات دوراً أساسياً مع قدرته على انجاز عدد كبير من العمليات الطبية.

تتواجد تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والروبوتات في العلاجات الطبية منذ فترة طويلة على عكس ما يُشاع على أنها حديثة الوجود في هذا المجال. إلا أن اليوم وفي ظلّ التحول الرقمي أصبحت متداولة أكثر بين أقسام المستشفيات لمساعدة المتخصصين مما يرفع مستوى الرعاية الصحية ويعزز تجربة المرضى أيضاً. تأخذ الروبوتات دوراً محورياً في مساعدة الفريق الطبي عبر قيامها بالأنشطة اليديوية بينما يركز الأطباء على العمليات التي تتطلّب دقّة أكثر.

فعلى غرار دول العالم النامية، تشهد منطقة الخليج تحولاً كبيراً في القطاع الصحي مع  تعدد الابتكارات الرقمية الرائدة في إحداث تغييرات متتالية ترفع مستوى نتائج نجاح العلاجات الصحية وتواكب بذلك مسيرة التحول الرقمي بمرونة وسلاسة. تُعد قطر واحدة من أعلى الدول تصنيفاً في المنطقة، حيث يتجاوز سوقها 220 مليون دولار لهذا العام. وقد قدّمت الدولة القطرية تجربة فائقة خلال بطولة العالم لكرة القدم 2020 مع طرح تطبيقات ذكية إلى جانب دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل واستخدام هذه التقنية في سائر القطاعات الحكومية بهدف رفع مكانة الدولة.

نظراً للتاريخ الطبي وتطوّره على مرّ السنوات، يشهد القطاع تحولاً كبيراً بعد جائحة كورونا التي غيّرت المعايير بأكملها. فوفقاً للتقارير، برهنت التكنولوجيا أهميتها في العلاجات الطبية وفعاليتها من حيث التشخيص مما خفص نسبة التشخيص غير الصحيح للمرضى، حيث يفقد نحو 80 ألف شخص حياتهم سنوياً بسبب ذلك أو بسبب الأخطاء الطبية أو التحاليل اليدوية التي لا تتضمّن معلومات وافرة عن الحالة.

سمح الذكاء الاصطناعي بالتعامل مع المرضى بشكل مباشر أكثر والتكيّف مع الحالات افتراضياً أي عبر مراقبة المريض عبر التطبيقات ومتابعة بياناته لتشخيصها بشكل أسرع بغض النظر عن المسافات. فكلما تم اكتشاف الأمراض خلال فترة مبكرة كلما ارتفعت نسبة نجاح العلاج... الترقّب بهذه الحالات يكون أمراً مهماً.

يستفيد العديد من عمالقة التكنولوجيا من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتحسين أطر الحياة بالاجمال. وعلى ضوء ذلك، تُقام المبادرات والتعاونات لدعم نماذج الرعاية الصحية الافتراضية. فعلى سبيل المثال، تتعاون شركة غوغل مع شبكات الرعاية الصحية لصياغة نماذج تنبؤية، بهذه الخطوة تؤكد الشركة وغيرها أهمية دمج التكنولوجيا في الطب مما سيعيد تشكيل القطاع بصورة جديدة وبهيكلية مختلفة تماماً.

روبوتات لا تخلو من الأخطاء

قد يعتبر البعض أن الأخطاء لا يرتكبها إلا الانسان بينما لا يخلو الأمر من بعض الثغرات التي يتم العمل على تحسينها مع الطرازات الحديثة للروبوتات المبرمجة. ففي حين أن الروبوتات توفر العديد من المزايا في مجال الرعاية الصحية إلا أنه لا يزال التقنيون يواجهون الأخطاء الميكانيكية التي قد تكون قاتلة.

تفادياً لأي عواقب محتملة، تشدد المستشفيات المتطورة قيودها لاعتماد الروبوتات في العمل الطبي مع منح الأطباء محدودية استخدام هذه الأجسام إلا في حال التأكد من فعاليتها 100%. ونظرًا لأن كل مريض لديه احتياجات مختلفة، فإن حلول الرعاية الصحية المخصصة تعد أمراً حيوياً، ولا يزال تكيف التكنولوجيا مع هذه المتطلبات هو الأمثل.

وبعيداً من هذه المخاوف، فإن احتمال حدوث مشكلات طبية قانونية موجود. كما هي الحال مع أنظمة الكمبيوتر الأخرى، يمكن أن تكون الروبوتات الجراحية عرضة للفيروسات، فلا تستجيب في هذه الحالة لتعليمات الجرّاح بشكل صحيح.

وفي حين أن دمج الروبوتات في الرعاية الصحية لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يقدم فرصاً هائلة في اكتشاف الأدوية وتشخيص الأمراض وتطوير الاستشارات الطبية والعمليات الجراحية عن بُعد والتنبؤ بالأوبئة وغيرها من الخدمات التي ترسم مستقبلاً مزدهراً لهذا القطاع.