Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

لا مهرب من التهديدات السيبرانية طالما نحن على اتصال بشبكة الانترنت. تزداد الهجمات الالكترونية تعقيداً مع ارتكاب الجرائم باحترافية أكثر في ظلّ التطوّر السريع. تختلف أهداف عمليات الاختراق والضحية المستهدفة، فحتى الشركات الكبيرة لم تسلم من الاختراقات الضخمة التي تهدف الى سرقة البيانات والمعلومات الشخصية أو السيطرة عليها وهذا ما يُكلّف العالم ملايين الدولارات سنوياً.

بموازاة حرب الأسلحة على الجبهات، تشتعل في عصرنا الحرب الالكترونية الخبيثة إنما أدوات المواجهة ليست إلا لوح المفاتيح والهواتف الذكية والحواسيب التي تُستخدم لاطلاق البرمجيات والفيروسات ونشر الثغرات عبرها. تكتشف شركات التكنولوجيا والاستخبارات الرقمية ملايين الهجمات السيبرانية يومياً، فلم تعد الجهات المقرصنة تنحصر ضمن نطاق صغير ومخفي بل أصبحت تُنظّم عملياتها لاستهداف عدد أكبر من الأفراد وضرب اقتصاد الدول.

على مستوى العالم، يُتوقع أن تبلغ خسائر الجرائم الالكترونية 8 تريليونات دولار هذا العام متخطية الناتج المحلي الاجمالي لليابان - ثالث أكبر اقتصاد في العالم. وستبلغ 10.5 تريليون دولار بحلول عام 2025 بعد أن ارتفعت أكثر من 3 أضعاف خلال عقد. يُعد اقتصاد الجرائم الالكترونية من أكثر الاقتصادات نمواً في العالم مع تطوّر التقنيات والأساليب المتاحة واعتماد الروبوتات والأجهزة الذكية وبرامج الأتمتة المتمكّنة لنشر الثغرات الالكترونية بأسرع وأسهل طريقة ممكنة.

أما روبوت "شات جي بي تي" فليس مجرّد روبوت بقدر ما يشكل مخاطر عدّة على مستوى الأمن الالكتروني حيث تمكّن المقرصنون من اختراق برمجياته عبر استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير كودات خبيثة. ولن تتوقف الهجمات على هذا الحدّ بل سنكون أمام سيناريو أكبر وأكثر خطورة نظراً للتحولات التي تطال قطاع التقنية والمخاطر المرتبطة بعالم الرقمنة وتأثيره المباشر على حياتنا وخصوصياتنا.

بدورها، تعمل الحكومات على تدعيم بنيتها التحتية الرقمية للحدّ من الهجمات الالكترونية إلى جانب دعم المهارات وكل المواهب المتعلّقة بمجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي خصوصاً حفاظاً على الأمن في شبكة الانترنت. ومن الحلول المطروحة على مستوى الشركات والمؤسسات، أولاً، التحقق من هوية الحسابات التي يتم التعامل معها ومن موثوقية الروابط التي نتداولها. ثانياً، التأكد من صلاحية برامج الحماية قبل تحميلها على الأجهوة الالكترونية أو الهواتف الذكية لعدم التعرّض لأي اختراق مفاجئ. والأهم من ذلك تبقى استراتيجية الحماية الأقوى مُنبثقة من قدرات الذكاء الاصطناعي وامكانيته في مواجهة هذه التحديات.

بينما تعتمد الشركات اليوم على البيانات وسلوك المستخدم على الانترنت لبناء حملتها التسويقية وهوية خاصة للعلامة التجارية، تصبح الهجمات الالكترونية مسألة أساسية في عصر التكنولوجيا، فهل القادم أسوأ؟