Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

يشترك الناس في باقات الانترنت لاستخدام غير محدود لمنصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية. من هذا المنطلق، تخصص المؤسسات برامجها لمساعدة المجتمع على التأقلم مع الواقع الجديد وفهم آفاق التحولات الآتية.

تختلف استخدامات الانترنت وكذلك حجم الجيغابايت المستهلكة شهرياً إلى جانب تفاوت حركة البيانات بين دولة وأخرى. ومع التحول السريع، تبقى المهارات الرقمية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتحقيق مسارات جديدة في الأعمال وعلى مستوى الأفراد. بين تنمية المجتمع وتحقيق الاستدامة وتطوّر الاقتصاد وتعزيز طرق التواصل والاتصال، تفهم الدول أهمية الانترنت وعالم التكنولوجيا على وسعه حيث تترجم ذلك مع توفير البيانات الموثوقة ونشر الوعي حول كيفية استخدام الانترنت بالشكل الأصح على الأصعدة كافة لتعزيز فرص النمو والتطوّر.

المملكة العربية السعودية تتصدر مؤشر المعرفة في استخدام الانترنت

في سباق عالمي نحو التطوّر الرقمي، تشكّل الحلول الذكية جزءاً أساساً من حياتنا اليومية، إلا أن استخدام الانترنت يتطلّب في المقابل نسبة من الوعي والادراك بأحدث البرامج التقنية والمهنية. وعلى ضوء الانجازات المحققة خلال السنوات الأخيرة، تثبت المملكة العربية السعودية مكانتها في هذا المجال حيث احتلت المرتبة الأولى عالمياً في "مؤشر المعرفة العالمي 2022" لاستخدام الانترنت متقدمةً على سويسرا والدنمارك والمملكة المتحدة والسويد وسنغافورة؛ بل وأكثر من ذلك، احتلت المملكة المرتبة الأولى في نسبة الأفراد الذين يمتلكون مهارات أساسية في الاتصالات وتقنية المعلومات والمرتبة الأولى في نسبة الطلبة الملتحقين ببرامج مهنية وتقنية. على مستوى المنطقة العربية، تصدّرت المملكة العربية السعودية أيضاً بنسبة مستخدمي الألعاب الالكترونية مع 90.1%، تليها الامارات العربية المتحدة مع 88.2% ثم مصر 83.4%.

وبينما تحارب الدول الفجوة الرقمية، يدرس مؤشر المعرفة العالمي سبعة مؤشرات تركّز على أداء القطاعات الحيوية في البلاد وهي التعليم قبل الجامعي، تقنية المعلومات والاتصالات، البحث والتطوير والابتكار، الاقتصاد والبيئة التمكينية التي تدرس البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية الحاضنة لهذه القطاعات. هذا ويركّز المؤشر على الخطط الاستراتيجية المتخذة لمواكبة التطوّر والنمو المستمر مما يساعد المملكة العربية السعودية على اتخاذ قرارات بشكل أفضل.

يُنفق مستخدم الانترنت العالمي نحو سبع ساعات على تطبيقات الانترنت يومياً بزيادة ملحوظة عن العام 2022، إلى جانب زيادة عدد مستخدمي الانترنت العالميين سنوياً بنسبة 4%. وبحسب مؤشر المعرفة العالمي، تمتلك السعودية خمس نقاط أساسية تجعلها تتقدّم في عالم التقنية مقارنةً بغيرها من دول الخليج ألا وهي امتلاكها المهارات المطلوبة في سوق الاتصالات والتكنولوجيا، وارتفاع عدد مستخدمي الانترنت المنزلي لديها، إلى جانب زيادة انفاق الفرد على البحث والتطوير.

ولأن المهارات الرقمية وحدها لا تكفي لمواكبة العالم المتطوّر بسرعة، تعمل المملكة العربية السعودية على تحسين أدائها وتعزيز البنية التحتية الرقمية لديها مع تمكين البيئة التكنولوجية المحليّة بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

الابتكارات والتكنولوجيا تفتح آفاقاً جديدة

يُكلّف التحول الرقمي الشامل الحكومات مليارات الدولارات إلى جانب الاستثمارات المتتالية بالتقنية والحلول المتجددة. ومع اعتماد هذا الخط، تؤكد الدول امكانياتها في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية المرتقبة ودراسة المسارات المستقبلية للاستعداد إلى المرحلة المقبلة.

في هذا الاطار، يشير تقرير "التكنولوجيا والابتكار 2023" الى أن التقنيات الخضراء والذكاء الاصطناعي الذي شهد تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية يتيح لمستخدميه القدرة على الصمود والتكيّف مع الواقع. وصنّف المؤشر 166 دولة بحسب استعدادها لاعتماد التقنيات التكنولوجية مع المؤشرات التالية: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، المهارات والصناعة والبحث والتطوير والتمويل.

وبعد تقييم النقاط في مؤشر الاستعداد التكنولوجي لعام 2023 جاء ترتيب الدول العربية على الشكل التالي:

الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 37، المملكة العربية السعودية في المرتبة 47، الكويت في المرتبة 51، البحرين في المرتبة 60، سلطنة عُمان في المرتبة 64، تونس في المرتبة 66، قطر في المرتبة 67، المغرب في المرتبة 70، لبنان في المرتبة 77، الأردن في المرتبة 80، مصر في المرتبة 83، الجزائر في المرتبة 97 والعراق في المرتبة 107.

في ظلّ التحول الشامل، ارتفعت القيمة السوقية للتقنيات الحديثة التي وصلت في العام 2020 إلى 1.5 تريليون دولار على أن تصل إلى 9.5 تريليون دولار بحلول العام 2030.

كيف تستخدم الشعوب العربية الانترنت؟

تختلف استخدامات الانترنت بين الترفيه والتعليم والتسوّق والتجزئة وكذلك تمضية الوقت على المواقع الالكترونية والتطبيقات الذكية على اختلافها. يقضي المصريون في مصر  وقتهم على الإنترنت عبر الهاتف المحمول، 4 ساعات و20 دقيقة يومياً، وكذلك على الحواسيب لتصفح الإنترنت مع 3 ساعات و21 دقيقة في اليوم. أما في المملكة العربية السعودية فوصل عدد الساعات الممضية على الانترنت إلى سبع ساعات و20 دقيقة. ضمن استراتيجية الامارات لتحقيق التحول الرقمي الكامل، تتقدّم على سائر الدول فهي تعتبر في الدرجة الأولى عربياً من حيث استخدام الانترنت عبر الحواسيب مع 74.7% من المستخدمين وسرعات خيالية للانترنت بلغت 139.41 ميغابايت في الثانية تليها المملكة العربية السعودية مع سرعة انترنت 90.49 ميغابايت في الثانية. أما بطولة العالم لكأس كرة القدم التي أُقيمت في قطر عام 2022، فغيّرت المقاييس حيث عملت الدولة القطرية على تحسين شبكات الاتصالات والانترنت والبنية التحتية الرقمية لاستيعاب العدد الكبير من الزائرين الذين توافدوا إلى الدولة لحضور البطولة. وهذه الأعمال انعكست ايجاباً فتصدرت القائمة العالمية في سرعة الانترنت على الهاتف المحمول بـ176.18 ميغابايت في الثانية.

يتجه العالم العربي إلى مرحلة متقدّمة من التطوّر مع توسّع نطاق الخدمات ودمج التكنولوجيا في مختلف القطاعات لرفع جودة الحياة. على ضوء ذلك، تحرص الحكومات على تأسيس المعاهد ومراكز التدريب لزيادة الثقافة الرقمية في كل فئات المجتمعات. تشير الدراسات إلى ارتفاع معدل ألعاب الفيديو في الامارات والمملكة العربية السعودية ومصر إلى نحو 86 مليوناً بحلول عام 2025، على أن ترتفع ايرادات هذه الدول إلى 3.14 مليارات دولار بحلول عام 2025.

مقابل هذه الأرقام، يمثّل الجزء الآخر من الدول تراجعاً في الأداء وفي الجاذبية للمواقع الالكترونية واستخدام الانترنت. تحلّ كل من سوريا واليمن في المراتب الأخيرة بين المناطق العربية المتصلة بالانترنت.

مستقبل الانترنت وآلية اعتماده

كيف سيكون الانترنت خلال العقد المقبل؟ هل سنعتمده بالطريقة نفسها أم ستختلف الرؤية؟ يتغيّر سلوكنا الرقمي باستمرار ويعود ذلك إلى تغيّر الواقع وعجلة الحياة الرقمية بالاجمال. فبمساعدة الذكاء الاصطناعي اليوم، بامكاننا تخفيف عبء الأعمال وتوسيع الاستثمارات واكتشاف جوانب مختلفة من الحياة الرقمية مع استخدام التطبيقات الذكية وتوظيف التكنولوجيا بالشكل الصحيح.

هذا التحوّل يدفع خبراء التقنية إلى اعادة النظر بالتطبيقات الذكية المتاحة وبمدى قدرتها على حماية معلومات المستخدمين وبياناتهم والسعي إلى الحدّ من مخاوف انتهاك الخصوصية الالكترونية وفق احترام القوانين والمعايير العالمية. وعلى الرغم من المخاوف بشأن الهجمات السيبرانية، من المتوقع أن يتراجع عددها في الفترة المستقبلية مع قدرة الشركات على التصدي للأعمال المشبوهة والقضاء على الثغرات للتخفيف من جرائم الانترنت. من هنا، سيواصل عمالقة التكنولوجيا معركتهم لجعل الانترنت شبكة آمنة، سريعة تستجيب لمتطلبات المستخدم بعيداً عن التداعيات المحتملة. قد يختلف عالم الانترنت بحلول عام 2040 عما هو عليه اليوم مما يعكس تطوّر الانسان وقدرته على النمو والتكيّف مع كل التحولات القائمة والمرتقبة.