Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

حققت الاتصالات الخلوية فوائد عدّة للبشرية منذ انطلاق الثورة الصناعية الرابعة. أطلق الجيلان الثاني والثالث العنان لإمكانيات التنقل البشري والاتصال. ومنحنا الجيل الرابع وصولاً أكبر إلى المعلومات بينما الجيل الخامس سمح لنا بالاستفادة من البيانات، الآلات وأجهزة الاستشعار. أما اليوم فيظهر الجيل السادس، لنختبر خدماته على المستوى الرقمي واليومي.

في وقت تقدّم فيه شبكات الجيل الخامس الأكثر تقدماً اليوم أعلى أداء ممكن تقنياً، فإن التطورات في المجالات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي وأشباه الموصلات وعلوم المواد ستسمح بتطوّر شبكات الاتصالات المستقبلية لتحقيق أهداف أكبر. تتقدّم أجيال الاتصالات بمسار واحد لتتفوّق كل واحدة على الأخرى بمميزاتها وخدماتها، فلن تقتصر شبكة الجيل السادس6G على تحسين الميزات الأساسية لشبكة الجيل الخامس مثل النطاق العريض المتنقل المحسّن (eMBB)، والاتصالات الضخمة (mMTC)، والاتصالات فائقة الموثوقية منخفضة الكمون (URLLC)، ولكنها ستعمل أيضاً على تحديد المواقع ودقة الاستشعار وكفاءة الطاقة بالدرجة الأولى.

مزيد من الخدمات عالية الأداء وسرعات فائقة

تعالج شبكات الجيل السادس الفجوة الرقمية لتحقيق المساواة في هذا المجال. ولن تقتصر مميزاتها على ذلك فحسب بل ستساهم في تطوّر قطاع الاتصالات ودفعه إلى الأمام وتمكين الصناعات والحكومات الأخرى من الوصول إلى أهداف الاستدامة الخاصة بها.

عادةً ما يتم تطوير تقنيات خلوية جديدة بأفق يقارب مدّة الـ10 سنوات. ويرى خبراء التكنولوجيا أن شبكة الجيل السادي ستكون في مرحلتها الأولى مع اقتراب نهاية هذا العقد لتصبح أساساً أكثر ثباتاً في وقت مبكر من العقد المقبل. بدورها تعمل شركات الاتصالات والتكنولوجيا على تطوير التقنيات التي تتوافق مع شروط الجيل القادم من الشبكات اللاسلكية.

تطرح تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات امكانيات مختلفة تطال حياتنا اليومية. وفيما لا يزال الصراع قائماً على انتشار شبكات الجيل الخامس في أنحاء العالم، أصبح الحديث عن الجيل السادس واقعاً حيث ينتظر المستخدمون والشركات سرعات أكبر لتكون امتداداً للجيل الخامس تتغذى من خلال المدن الذكية والأجهزة الالكترونية المتقدّمة مما يساهم في دفع الابتكار إلى أبعد حدود.

أما من ناحية السرعة، فستوفّر شبكات الجيل السادس سرعات خارقة تصل إلى 1 تيرابايت في الثانية، لتكون أسرع 100 مرّة من الجيل الخامس وبزمن انتقال 0.1 ملي ثانية مقابل 1 ملي في شبكات الجيل الخامس. هذا وتتميّز شبكات الجيل السادس بأدائها الفائق في عملية تنزيل البيانات التي تصل إلى مليون ميغابايت في الثانية مقارنةً بالجيل الخامس الذي لا تتجاوز سرعة التحميل من خلاله 10 جيغابايت في الثانية الواحدة.

تستفيد شركات الاتصالات والأفراد من بداية توسّع الجيل السادس الناجحة مع زيادة حركة البيانات الخلوية العالمية سنوياً، وستستمر في النمو على مدار العقد. تقدر الدراسات أن حجم حركة البيانات الخلوية سيتضاعف ثلاث مرات بين عامي 2022 و 2027 مما يحتّم استخدام الشبكات السريعة لدعم النمو الرقمي بطريقة مستدامة اقتصادياً وعملياً.

يتمثّل استخدام الجيل السادس بالشكل المناسب بالتخطيط لتوفير بنية تحتية رقمية جديدة والتي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للشبكة ونطاق التردد العريض. وفي هذا الاطار، تعتبر نوكيا أنه من شأن التركيز على هذه النطاقات في قطاع الاتصالات الراديوية أن يمكّن من توافر الطيف في الوقت المناسب لإدخال الجيل السادس قبل عام 2030.

في المقابل، تشير التوقعات إلى ارتفاع عدد مستخدمي الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ليبلغ 200 مليون مستخدم بحلول عام 2031.

عقبات تُعيق عملية التطوير

يشتد السباق على تبيّن الجيل الخامس لا سيّما بين الصين التي نجحت في عملية نشر شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع والولايات المتحدة التي تطرح أسعاراً منافسة والدول النامية عربياً وأوروبياً التي ترافق مسيرة التطوّر هذه على المستويات كافة. حالياً، قد تعترض بعض العقبات عملية انتشار الجيل السادس، فبحسب الخبراء لن تتوفر شبكات 6G فعلياً قبل حلول العام 2030. كما تعتبر بعض شركات التكنولوجيا أن لاعتماد الجيل السادس يتطلّب ذلك قدرات مادية وتقنية لتحقيق الفوائد المنتظرة من هذه الشبكة مع العمل على استراتيجية واضحة وتحديد المعايير اللازمة لدفع قطاع الاتصالات.

ومن خلال الجيل السادس ستتمكّن الأجهزة المتطوّرة من تقديم محتواها على شاشات عالية الدقة أو ثلاثية الأبعاد لتعزيز تجربة العملاء. وعلى الرغم من التحديات المرتقبة، يتوقع الباحثون أن تكون امكانات الجيل السادس أبعد من المحتمل للوصول إلى كمية أكبر من البيانات والمعلومات بسرعة من دون قيود. وبالتالي، ترى الحكومات أنه مع الانتقال إلى الجيل السادس ستنتقل المجتمعات إلى مرحلة متقدّمة مع ترقّب ما ستحمله التقنية وقطاع الاتصالات لتحقيق التنمية المستدامة. أما مع دخولنا إلى عالم ميتافيرس، فذلك يتطلب ترددات أعلى بكثير نظراً لحاجة تشغيل الجيلين الخامس والسادس وتشغيل خدمات الواقع المعزز والواقع الافتراضي وغيرها من المجالات.

تعلم شركات التكنولوجيا والاتصالات بالابتكارات الجديدة التي تواكب التحول الرقمي وتسعى لتوفير كل الأجهزة والبرامج التي تدعم الشبكات الجديدة دون تجاهل أهميتها.

وبينما لا تزال مسألة تمديد شبكات الجيل الخامس عالقة في بعض الدول، تمكّنت هواوي من فرض قوتها في هذا المجال مع تزويد هواتفها بالتقنية الجديدة إلى جانب تطوير شرائح ملائمة للجيل السادس في مختبرات كندا.

بعد سنوات من التطوّر في مجال الاتصالات اللاسلكية، يعتبر خبراء التقنية أن الجيل السادس هو الجيل القادم من الاتصالات اللاسلكية وما زال في مراحله الأولى. كما تأخذ الجهات المعنية بالاعتبار أهمية هذه الشبكات على المستوى التقني والفني والاقتصادي والاجتماعي، فالأبحاث بدأت أما الانتشار التام فذلك يحتاج إلى مزيد من الوقت.

من جهته يقول الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا، بيكا لوندمارك أن الجيل الخامس المتقدّم 5G adanced هو الخطوة ما قبل الجيل السادس وسيكون متاحاً في السوق خلال العامين المقبلين مما سيعزز تجربة الواقع المعزز والواقع الافتراضي. وبحسب لوندمارك، ستكون شبكات الجيل السادس دافعاً للتوسّع في الصناعات الذكية مع مميزات متعددة.

حققت الاتصالات الخلوية فوائد غير مسبوقة للبشرية خلال السنوات الثلاثين الماضية، ومن المتوقع أن يكون تأثيرها أكبر خلال العقود القادمة مع اعتماد الجيل السادس.