Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تطوّرات لافتة شهدتها مملكة البحرين خلال السنتين الأخيرتين في قطاع التقنية والتكنولوجيا مما ساهم في جذب الاستثمارات إلى البلاد لتنمية القطاع من جهة والارتقاء بالخدمات من جهة أخرى. فمع النمو المتوقع، توفر البحرين المهارات المطلوبة والفرص الاستثنائية لتعزيز المشاريع المستقبلية. 

تضم البحرين مجموعة كبيرة من الشركات المختصة بمجال البرمجيات وخدمات التكنولوجيا وتوزيع البيانات نظراً لموقعها الجغرافي ومكانتها في السوق. كانت البحرين أول منطقة اقليمية عملت على تحرير سوق الاتصالات بالكامل مع الاهتمام بقوانين الأنظمة السحابية التي تلتزم بها الحكومة لتسريع عملية التحول الرقمي والانتقال الى السحابة. وفي اطار التغييرات التكنولوجية على مستوى العالم ومنطقة الشرق الأوسط، تتطلع المملكة إلى مواكبة الثورة الصناعية الرابعة وخلق بيئة متوازنة بين الأعمال وشركات التقنية وتوفير البنية التحتية الرقمية المطلوبة للوصول إلى السوق الاقليمي.

إزدهار سوق الاتصالات في البحرين

بينما تشهد دول مجلس التعاون الخليجي تحولاً بارزاً، تتوقع الدراسات نمو قطاع الاتصالات في البحرين بمعدل سنوي مركب نسبته 6% بحلول عام 2026. لطالما كانت هيئة تنظيم الاتصالات في مملكة البحرين في طليعة التحولات بغية إدارة القطاع ورفع مستوى البيئة التنافسية. وفي سياق الأعمال التطبيقية والاجراءات المتخذة لتحويل قطاع الاتصالات إلى قطاع رقمي شامل، توسع هيئة تنظيم الاتصالات تعاونها مع صانعي القرار والسياسات المتعلّقة بالشقّ التقني لتسهيل الاستثمارات وبناء مجتمع رقمي قائم على الحلول الذكية بما يتوافق مع الرؤية الاقتصادية 2030 التي تركز على التنمية والاستدامة لتصبح البحرين مركزاً رائداً للأعمال قائماً بحدّ ذاته ومسانداً للمحتوى الالكتروني على أنواعه.

في سياق متصل، استضافت هيئة تنظيم الاتصالات فعاليات اقليمية في مجال ادارة الطيف الترددي في البحرين للتنسيق حول المساءل المتعلّقة بالطيف الترددي. وتقدّم المملكة أنظمة الألياف الضوئية وعرض النطاق الترددي للتواصل مع الدول الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والأميركتين وآسيا وأستراليا. كما تشمل استراتيجية البحرين مؤتمرات متعددة تسلّط الضوء من خلالها على مستقبل الطيف والأنظمة الذكية والشبكات اللاسلكية وأحدث الممارسات التي ترفع مستوى الاتصال وتساهم في تقدّم مسار قطاع التكنولوجيا والاتصالات في البحرين.

التحول الرقمي يأخذ مساره السريع في المملكة

تهدف البحرين إلى التوسع في نطاق التقنيات وسوق الاتصالات لتمنح الأفراد والمستثمرين فرصة للاستفادة من الخدمات المتاحة. وفي ظلّ التحول الرقمي في المنطقة، تمكّنت البحرين من احراز تقدم كبير لتكون أول دولة في دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع ببنية تحتية قوية تستجيب إلى احتياجات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع عمل الحكومة المتواصل لتبنّي التقنيات الرقمية ودعم الشركات الناشئة لتحقيق التحول الشامل.

تقود حكومة البحرين مسيرة التحول الرقمي مع التركيز على التحولات النموذجية التي تضمن التواصل والاتصال بين الأفراد في مختلف القطاعات. كما تهتم البحرين بتطوير قطاع التقنية يليه ادراك الحكومة لإنشاء شبكة بيانات آمنة لاصدار بطاقات الهوية الذكية عبرها.

كما تفتح المملكة الباب أمام الأنظمة الناشئة لمواكبة الصناعات الجديدة والخدمات المستحدثة مع التركيز على تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد رقمي ذات قيمة مضافة تواكب من خلاله الأسواق الاقليمية والمحلية والعالمية. ولهذه الغاية، تتجه البحرين نحو الاستراتيجية الرقمية، تنفيذ الحكومة الرقمية، تعزيز المهارات في هذا المجال، دفع حركة البيانات التي تدعم الحكومة استخدامها الفعّال وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ووضع خطة عملية لتحقيق التنمية والاستدامة حيث تحترم البحرين "مبدأ الرقمنة أولاً".

هذا وتحضن البحرين الابتكارات لتمكين التفاعل في ميدان الرقمنة والمواقع الالكترونية والبرمجيات. ففي ظلّ العصر الرقمي، تُجسّد المملكة نموذج الدولة النامية على المستويات كافة وخصوصاً مع دعم استراتيجية الحكومة الالكترونية ورؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي تضمن الارتقاء بالخدمات عبر مختلف القنوات.

وبينما تعمل البحرين على الحلول الدائمة لتوظيف التكنولوجيا، تشدد الحكومة على كيفية استخدام تقنيات انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وروبوت الدردشة لتحسين جودة الحياة ودمج الأفراد بالعالم الافتراضي ضمن سلسلة من السياسات المرسّخة. تحت هذه الأهداف، تعمل المملكة على أن تصبح مركزاً رائداً رقمياً وفي مجال التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

شبكات الجيل الخامس... أين البحرين منها؟

كانت البحرين من أولى الدول التي طرحت خدمات الجيل الخامس في المنطقة من خلال الخطة الوطنية المعتمدة من قبلها لتحسين الاتصالات. وفي العام 2022، تصدرت المملكة في تغطية شبكات الجيل الخامس في دول الخليج مع نسبة بلغت نحو 34%. تلتها الكويت في المركز الثاني بين دول الخليج مع نسبة توافر لشبكة الجيل الخامس للاتصالات 33.6% ثم جاءت السعودية في المركز الثالث مع 28.2% وقطر في المرتبة الرابعة مع نسبة 16.9% تلتها الامارات في المرتبة الخامسة مع 15.3% وأخيراً جاءت سلطنة عُمان مع نسبة تغطية للجيل الخامس بلغت 13.9%.

تشهد منطقة الخليج قفزة كبيرة في تجربة الجيل الخامس وتشغيل الخدمات عبر الهاتف المحمول مع زيادة حركة البيانات. وبينما لا تزال شبكة الجيل الخامس قيد الانتشار، تتصدر البحرين دول الخليج في ذروة معدل تنزيل الجيل الخامس الذي يبلغ 116.3 ميغابت في الثانية. ومن الانجازات المحققة أيضاً في هذا المجال، تأتي البحرين ضمن الأسواق الأربعة الجيدة في تجربة الفيديو باستخدام الجيل الخامس إلى جانب الكويت وعمان والمملكة العربية السعودية، مما يسمح للسمتخدمين بمشاهدة الأفلام بدقة 1080 بكسل وبدقة عالية جداً.

مع نهاية العام الحالي، قد تصل اشتراكات الجيل الخامس إلى 1.5 مليار فيما تحتل دول الخليج القائمة، حيث من المتوقع أن تنمو الاشتراكات في هذه الشبكة وفي منطقة الخليج تحديداً من 13 مليوناً إلى 70 مليوناً بحلول عام 2028.

ينقسم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البحرين حسب النوع (الأجهزة، البرمجيات، خدمات تكنولوجيا المعلومات، خدمات الاتصالات)، حسب حجم المؤسسة (المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، المؤسسات الكبيرة)، حسب قطاع المستخدم النهائي ( تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الحكومة، البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية والتصنيع والطاقة والمرافق وقطاعات أخرى). أحجام السوق والتوقعات من حيث القيمة (مليون دولار أميركي) لجميع القطاعات المذكورة.

ومن المتوقع أن ينمو سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البحرين بمعدل سنوي مركب قدره 6.7% خلال السنوات الخمس المقبلة مع التركيز على التكنولوجيا الرقمية والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والروبوتات. ومع الاستثمار المتزايد في التكنولوجيا، قد ينمو الناتج المحلي الإجمالي للبحرين بمقدار 53.14 مليار دولار بحلول عام 2027 مما يدفع الأعمال إلى الأمام ونمو القطاعات.

ولأن الاتصال بالانترنت في الأماكن العامة هو الأهم في عصرنا اليوم، يوفر مطار البحرين تجربة مميزة للمسافرين مع نشر حلول تكنولوجيا المعلومات بما فيها انترنت الأشياء والاتصالات الموحدة القائمة على السحابة إلى جانب دعم البيانات الضخمة وتحليلها وأنظمة الاتصالات.

مع هذه الخطوات تدخل البحرين في المشهد التنافسي مع أكبر اللاعبين الأساسيين في المنطقة مع التركيز على تقديم الحلول المرنة والسهلة والاستفادة من تطور التكنولوجيا والتقنيات المتسارعة مما يكسبها ميزة تنافسية وقيمة اجتماعية واقتصادية تُحفّز الاندماج بالسوق وتحسّن العمليات التشغيلية والاستمرار رغم كل التحديات.