Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

إرتفعت مبيعات السيارات الكهربائية خلال العامين الماضيين مع ارتفاع أسعار النفط والمحروقات وتفاقم أزمة البيئة عالمياً. إلا أن عناصر عدّة يجب تعديلها لتحقيق التوقعات المستقبلية المرجوة بشأن السيارات الكهربائية والمركبات الذكية، بدءاً من انتاج البطاريات وتقوية البنية التحتية ونشر محطات الشحن للاستجابة إلى هذا النمو الكبير.

تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية في العام 2022، 10 ملايين سيارة على المستوى العالمي على أن تصل في نهاية العام 2023 إلى 14 مليون سيارة. بدورها تدفع حكومات المنطقة العربية قطاع النقل والمواصلات نحو الابتكارات الرقمية باعتبار السيارات الكهربائية جزءاً من عملية الانتقال إلى الحلول الخضراء المستدامة وبهدف تحقيق الحياد الكربوني للسنوات المقبلة. إلى جانب الحافلات الكهربائية، تجوب اليوم السيارات ذاتية القيادة الطرقات لتشكلّ قاعدة اقتصاد الصين وأوروبا والولايات المتحدة.

سوق السيارات الكهربائية في المنطقة والجوار

بين الحلول السريعة والتحول الرقمي، تخطط الدول العربية وأفريقيا لأن تكون من المنتجين البارزين في صناعة السيارات الكهربائية عالمياً مع هدف الوصول إلى الحياد الكربوني خلال السنوات المقبلة. وصل حجم سوق السيارات الكهربائية في الخليج إلى 3.5 مليار ات دولار خلال عامنا هذا. تتخذ المنطقة العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر والامارات خطوات مهمة في هذا المجال لتمكين سوق السيارات الكهربائية وضخ استثمارات سنوية تُقدّر بمليارات الدولارات. تزامناً مع مشاريع التحول إلى الحلول الخضراء والصديقة للبيئة، تعتزم المملكة العربية السعودية انتاج نحو 500 ألف سيارة كهربائية بحلول العام 2030، على أن تصل إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2060. لا تقتصر رؤية 2030 على تنويع مصادر الايرادات وتعزيز التكنولوجيا في البلاد فحسب، بل تُترجم أيضاً بتمكين سوق السيارات الكهربائية داخل الشوارع السعودية لتشكلّ جزءاً كبيراً من اقتصادها. وتأكيداً على ذلك، أصدرت المملكة العربية السعودية في يونيو الماضي أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية.

وكما في السعودية كذلك في الأردن الذي ارتفعت فيه مبيعات السيارات الكهربائية مقارنةً بالعام السابق بنسبة 45.9%. خطة واضحة ترسمها الحكومة الأردنية في هذا الاتجاه مع سعيها إلى زيادة عدد محطات الشحن وتوزيعها في كافة أنحاء البلاد إلى جانب التعاونات والاتفاقيات التي تم توقيعها لدعم صناعة السيارات الكهربائية مع توقع نمو الطلب عليها للأسباب التي ذكرناها.

تستفيد الدول ذات الكثافة السكانية من السيارات الكهربائية نظراً لفوائدها البيئية، فمن المتوقع أن ينمو الطلب عليها في مصر بنسبة 10.5% على رغم التحديات التي تواجهها البلاد من ناحية قدرتها على تأمين البنية التحتية المطلوبة لمحطات الشحن وضعف الاقبال نوعاً ما على هذه السيارات بسبب ثمنها الباهظ. فبحسب الاحصاءات، يبلغ عدد السيارات الكهربائية في مصر نحو 400 ألف سيارة. إلا أن الخطط المستقبلية تهدف الى دعم السيارات الكهربائية في مصر برؤية واضحة  لتشكل 70% من السيارات في البلاد بين عام 2026 ولغاية حلول عام 2030.

بدورها تستثمر الإمارات في انتاج السيارات الكهربائية في دبي وأبوظبي مع الاعلان عن السياسة الوطنية للسيارات الكهربائية. تدعم الامارات كل أوجه النمو والتطور لتحقيق التحول الرقمي الذي من شأنه سدّ الفجوة في البلاد وتعزيز وجود التكنولوجيا ورفع معايير البنية التحتية استجابةً لمتطلبات المواطنين وتغذية محطات الشحن أيضاً وبالتالي زيادة استخدام السيارات الكهربائية لتشكّل 50% من اجمالي السيارات بحلول عام 2025.

الصين تهيمن على سوق بطاريات السيارات الكهربائية

تضاعف استخدام السيارات الكهربائية في عام 2022 وفقاً للأسواق العالمية إلا أن هذا لا يؤكد هيمنتها تماماً أو قدرتها على الاطاحة بالسيارات التقليدية. أما بالنسبة للمبيعات فتختلف بين دولة وأخرى مع تصدر الصين مع نسبة 60% من السيارات الكهربائية المسجلة في عام 2022 تليها أوروبا التي ارتفعت فيها مبيعات السيارات الكهربائية إلى أكثر من 15% في العام نفسه بينما وصل عدد السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة إلى 10%. توسع الصين أعمالها في هذا المجال لتهيمن على سوق بطاريات السيارات الكهربائية حيث تتمتع بحصة كبيرة في سوق أوروبا والولايات المتحدة.

مخاطر تدعو للقلق

تحديات عدّة تواجه صناعة السيارات الكهربائية وانتاجها أما استخدامها فيتطلّب أيضاً الانتباه والصيانة الدائمة، فما المخاطر والتحديات؟

كلفة السيارات الكهربائية: ترتفع كلفة السيارات الكهربائية مقارنةً بنظيراتها التي تعمل بالوقود وذلك يرتبط بكلفة المحرّك وغلاء المواد المستخدمة في الصناعة. فيتراوح سعر السيارة الكهربائية بين 30 و40 ألف دولار لا أقل.

سرعة عملية الشحن: تحتاج السيارة الكهربائية إلى نحو 8 ساعات تقريباً للشحن الكامل وتختلف المدّة بحسب سعة البطارية وسرعة الشحن من سيارة إلى أخرى.

إختراق أنظمتها: كسائر الأنظمة الذكية المرتبطة بالانترنت، قد تتعرّض السيارات الكهربائية إلى اختراق رقمي يعيق التقنيات التي تتمتع بها. يتحكم قراصنة الانترنت بأنظمة السيارة الذكية عن بُعد مما يعرّض السائق إلى خطر كبير. أمام هذا التحدي، تواصل الشركات المصنّعة لهذا النوع من السيارات تحديث أنظمتها وتصحيح الثغرات فيها للحدّ من الهجمات المحتملة إلا أن احتمال الهجوم دائماً سيكون موجوداً.

الاشتعال بسهولة: تعاني السيارات الكهربائية من مشكل أساسية وهي خطر الاحتراق بسبب تهرب حراري أو ارتفاع درجة حرارة البطارية.

النطاق المحدود للبطارية: يترواح النطاق الذي توفره بطارية السيارة الكهربائية بين 249 إلى 311 ميلاً وهو مقيّد بحم البطارية. فكلما زاد حجم الكتلة كلما تتطلّب ذلك المزيد من الطاقة لتأمين حركة السيارة أما الحجم الصغير فيُقيّد من سرعتها وكفاءتها.

في عصر التقدّم، لا تدل هذه المعطيات سوى على شيء واحد ألا وهو أن العالم يربط نفسه بكل ما فيه بالانترنت. يأخذ العالم شكلاً جديداً مع التحولات الكبيرة على كل الأصعدة ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مبيعات السيارات الكهربائية للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية لا سيّما في أكثر الدول استهلاكاً للطاقة مع العلم أن أكثر القطاعات المُلوّثة للهواء هو قطاع النقل والمواصلات.  

من جهتها، أكدت وكالة الطاقة الدولية حاجتنا إلى اعتماد الطاقة النظيفة بكل أنواعها للحدّ من التغير المناخي والاحتباس الحراري في وقت باتت تسجل فيه الدول درجات حرارة متطرّفة للغاية.