Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تحديات أمنية يشهدها العالم تزامناً مع التحول الرقمي السريع مما يُحتم وجود فرق متخصصة بالأمن الالكتروني. وفي سياق الجهود المبذولة لتوفير الحماية الرقمية وتطوير البنية التحتية تعزز الحكومات مبادراتها لتحقيق الأمن السيبراني الشامل.

في تقييم شامل لما وصلت إليه التكنولوجيا مؤخراً، يؤكد الخبراء تحول إطار التهديدات الرقمية التي لم تعُد بالشكل نفسه الذي كانت عليه سابقاً. هذا الأمر عزز أهمية نشر مفهوم الأمن السيبراني لحماية البيانات والمعلومات الشخصية من الانتهاكات على الانترنت. تُحدد الشركات والمؤسسات استراتيجية أمنية تشمل كلاً من الاجراءات والأنظمة الدفاعية وتواجه من خلالها صراعات العالم الرقمي إلى جانب نشر الوعي المجتمعي والداخلي حول مخاطر الروابط المزيّفة والنشاطات الالكترونية المضرّة التي تهدد سلامة المستخدم. هذا الواقع شكّل أرضية خصبة لظهور وظائف جديدة في مجال الأمن السيبراني على مدار العام 2023.

ثغرات الأمن السيبراني ونقاط الضعف

تختلف معايير الأمن السيبراني بحسب الأنظمة المتبعة من قبل الدولة والقوانين التي تحددها الحكومات لاعتماد الحلول الرقمية ودمجها في أعمال القطاع العام أو الخاص. تتمثل الثغرات الأمنية ببرامج ضعيفة أو بمواقع إلكترونية تستغل المستخدم وتقوم بابتزازه. كما يُحذّر الخبراء من البيانات الضارة التي قد تحتوي على ثغرات أمنية تسبب العديد من المشاكل في التحكّم البرمجي.

تتناول الحكومات والقمم حول العالم الاستراتيجيات السيبرانية وكل ما يتعلّق بالتهديدات المحتملة التي تستهدف كافة المجتمعات. فمع بداية انتشار شبكة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي أصبح الاهتمام بالأمن السيبراني يتطلّب أطراً تنظيمية وقانونية تحمي كل الأطراف وتتيح معالجة البيانات وربط الأجهزة مع الحدّ من الاختراقات الأمنية خصوصاً في المدن الذكية والمناطق المتطوّرة الأكثر ارتباطاً بالانترنت.  

بين أعطال الأجهزة وخلل البرامج والتطبيقات، تتخلل الشبكة السيبرانية مجموعة من الثغرات قد يكون البعض منها سهل الاكتشاف والبعض الآخر أكثر خطورة. في هذا الاطار، تُعد الثغرات الأمنية في البرامج من أشهر الثغرات التي يواجهها الأفراد وهي تنجم عن أخطاء في نظام التشغيل أو الكود الخاص بالتطبيق. هذا وتجدر الاشارة الى الثغرات الموجودة في الأجهزة الالكترونية من هواتف وحواسيب وخاصة التي تظهر في الطرازات الحديثة. فكيف يكون المستخدم نفسه مسؤولاً عن تكرار الثغرات الأمنية؟ من خلال الاستجابة إلى التطبيقات التي غالباً ما تطلب تسجيل البيانات الشخصية ليتم التصرّف بها من قبل طرف ثالث. أو بمجرّد عدم تحديث برامج الحماية على الأجهزة الالكترونية مما يرفع نسبة العمليات السلبية ويؤدي إلى ظهور عيوب أكبر. فضلاً عن الروابط والمواقع الالكترونية المزيّفة التي تعتبر إحدى أهم المشاكل التي يواجهها العالم في هذا المجال.

 أين المرأة من الأمن السيبراني؟

شغلت المرأة خلال السنوات الماضية مناصب مهمة في مجالات التكنولوجيا والتقنية وتمكّنت من احراز فرق كبير على هذا المستوى. فبحسب الدراسات، تركّز الشركات حالياً على دمج النساء في الأعمال والقطاعات كافة ومُنحنَ فرصة لتحقيق نجاحات أكبر من ناحية التطور الوظيفي. كما تهدف الحكومات إلى سدّ الفجوة الرقمية وخصوصاً في مجال الأمن السيبراني مع استقطاب أهم الخبرات من النساء والرجال ودعم المهارات المستقبلية بكل المقومات المادية واللوجستية. بالعودة إلى الفترة السابقة، لم يكن للمرأة حصة كبيرة في الأمن السيبراني إذ كانت تشغل 17% فقط من هذا المجال. وكما في الولايات المتحدة كذلك في سائر الدول التي كان تمثيل المرأة في قطاع الأمن السيبراني خجولاً: 10% في منطقة آسيا والمحيط الهادئ 9% في أفريقيا،  8% في أميركا اللاتينية،  و7% في أوروبا و5% في منطقة الشرق الأوسط. أما في العام 2022، فكان للنساء اقبال كبير على البرامج التدريبية المتعلقة بالأمن السيبراني حيث وصلت النسبة إلى 91% في الشرق الأوسط مقابل 82% في أوروبا و50% في أميركا الشمالية.

إن مشاركة المرأة في قطاع التكنولوجيا بالعموم وبمساءل الأمن السيبراني بالخصوص يشير إلى أهمية تمكين المواهب في القطاعات الحيوية وتلبية الطلب المتزايد على المواهب الرقمية. تجاوباً مع التغييرات، تم إنشاء أكبر معسكر نسائي في الشرق الأوسط – كلية علوم الحاسب والمعلومات وهي تقدم التدريبات عن بُعد. فمن خلال ورش العمل والتدريبات المكثفة، تحاول الحكومات والجهات المعنية مواجهة الجهل الرقمي ونشر الوعي حول مخاطر الأمن الالكتروني وتعزيز الخبرات في هذا المجال الذي يعتبر ثروة المستقبل.

وظائف الأمن السيبراني  لعام 2023

بصورة عامة يبدو أن الأمن السيبراني يقتصر على حماية البيانات فقط، إنما الحقيقة غير ذلك. ينطوي مجال الأمن السيبراني على قائمة طويلة من الوظائف التي تختلف من حيث المهام أو الأهمية. اما متوسط الرواتب فيختلف أيضاً بحسب الوظيفة وهو يتراوح بين 98.497 دولاراً في السنة لمهندس الأمن، 77.474 دولاراً في السنة لمحلل الأمن السيبراني، 73.980 دولاراً في السنة لمطوري برامج الأمن السيبراني، 75.018 دولاراً في السنة لمحللي الأدلة الجنائية الحاسوبية، 87.925 دولاراً في السنة لاختبار الاختراق، 127.327 دولاراً في السنة لمهندس أمن التطبيق، 165 ألف دولار في السنة لمحللي البرامج الضارة. وكما الروتب كذلك وظائف الأمن السيبراني التي تنقسم إلى تسع وظائف على حدة سنذكر منها التالي:

محلل الأمن السيبراني: يتجسّد دوره في حماية الأعمال من الثغرات الضارة وتحديد العيوب والمشاكل والتحذير من النشاطات المشبوهة والحدّ من الهجمات المرتقبة.

أخصائي الأمن السيبراني: مسؤول عن قواعد البيانات وأنظمة الشركات والمؤسسات ويتحمّل مسؤولية التفاعل مع القيادة لتشكيل سياسة محددة خاصة بالشركة.

المستجيب للحوادث في الأمن السيبراني: يعمل على تقييم شامل لأنظمة المخاطر واختبار الأتمتة وتحديد التهديدات الرقمية المحتملة. كما أن على المستجيب عن الحوادث السيبرانية إنشاء تقريره للتواصل مع الأشخاص الذين لا يملكون معلومات كافية في الأمور التقنية.

المشفر في الأمن السيبراني: وظيفة تقوم على تطوير نماذج خاصة لاكتشاف التهديدات الرقمية وتحليلها وهي تدخل في كل القطاعات التي تتطلّب حماية البيانات بدرجة عالية ومنها الرعاية الصحية والاقتصاد وغيرها العديد.

مهندس الأمن السيبراني: يعمل على بناء أنظمة قوية خاصة بالمعلوماتية وبروتوكول الانترنت والشبكة. تتطلّب هذه الوظيفة خبرة طويلة في المجال لا تقل عن الخمس سنوات لفهم كل الأطر المرتبطة في العمليات الأمنية.

مدقق الأمن السيبراني: يتحقق الموظف من الاجراءات الأمنية للحفاظ على أمن المستخدم وسلامة بياناته الخاصة. كما يحدد المدقق الثغرات الموجودة في البرامج الداخلية وترقب المشاكل المحتملة.

أين تكمن أهمية الأمن السيبراني؟

تتبع الشركات نهجاً خاصاً لتنفيذ استراتيجية الأمن السيبراني وتعزيز قوتها ضدّ الهجمات المحتملة التي يبدو أنها على ازدياد أكثر فأكثر. وبينما تتعدد طرق تنفيذ الأمن السيبراني، إلا أن مجالاته لا تنحصر بأمن الشبكة فقط بل تتفرّع بين أمن المعلومات والبيانات حيث يتم نشر برامج حماية للتأكد من استخدام الأنظمة الداخلية بمرونة وسلامة. كذلك يأتي أمن المستخدم النهائي الذي يُعد من أولويات الشركات التي تسعى إلى توفير الأجهزة الالكترونية الآمنة والمدعومة ببرامج مكافحة الثغرات الرقمية وبرامج التسلل غير المنظمة.

ومن مجالات الأمن السيبراني أيضاً أمن البنية التحتية وحماية شبكة الاتصالات ومراكز البيانات وتكنولوجيا المعلومات. كما يدخل الهاتف المحمول ضمن عمليات الأمن السيبراني وهو يعتبر من أكثر العناصر المعرّضة للخطر كونه يتضمن كل معلوماتنا الشخصية.

إقبال كبير يشهده قطاع الأمن السيبراني مع طلب على التخصصات المشتقة منه وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي تواكب عجلة النمو مع ضرورة ربط البنية التحتية بالتقنيات الحديثة. فمن المتوقع أن يرتفع حجم سوق الأمن السيبراني عالمياً إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2024 مع الاستثمار في الحلول الرقمية والاقتصاد الرقمي والمحتوى الافتراضي.