Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

نودّع عاماً من الابتكارات والحلول والأفكار لنستقبل عام 2024 بطروحات جديدة، استراتيجيات سابقة لعصرها وتكنولوجيا تتجاوز الواقع بالمعايير والخدمات. تستمر مسيرة التحول الرقمي لتأخذ شكلها المتطوّر ضمن نماذج أكثر حداثة تحاكي التطوّر.

تكسر الحلول التقنية حاجز الزمان والمكان فيما يتسابق عمالقة التكنولوجيا للنجاح في عمليات البحث والتطوير والتميّز من حيث الدقة والموثوقية والسرعة. من الذكاء الاصطناعي إلى التعلم الآلي، تواكب الشركات تطوّر الانترنت مع التشديد على أهمية الاتصال باستخدام الحلول الخضراء. فما الدور الذي ستلعبه تقنيات عام 2024 وما أهم الابتكارات المطروحة للسنة المقبلة في السوق المحلي والعالمي؟

التكنولوجيا وتحقيق الاستدامة

الانبعاثات الصفرية، خطة ستستمر فيها الشركات خلال عام 2024 مع دمج التكنولوجيا في مختلف الأعمال بهدف خفض هدر الطاقة والحفاظ على الانتاجية. تشمل خطة الاستدامة اعتماد السيارات الكهربائية والحلول الخضراء والطاقة المتجددة والطاقة النظيفة التي من المتوقع أن ترتفع قيمتها في العام 2024. بينما سيكون الاقتصاد الدائري من أركان الاستدامة في ظلّ عصر رقمي سريع النمو.

تشمل التكنولوجيا المستدامة كل الحلول الصديقة للبيئة منها السيارات الكهربائية وكل وسائل النقل القابلة للشحن التي ستستمر في زيادة حصتها في السوق خلال عام 2024. كما سيتبنى عالم التكنولوجيا أفكاراً جديدة مع مطلع عام 2024 مثل الحوسبة السحابية الخضراء التي توفّر البنية والخدمات الأساسية لخفض استهلاك الطاقة والحدّ من الانبعاثات الكربونية والاستفادة من التطبيقات المستدامة والبرمجية المصممة لتسهيل حياة المستهلك.

بالنسبة لمطوري التكنولوجيا ومستخدمي التقنيات المستدامة، لن تخلو 2024 من التحديات خصوصاً في ما يتعلّق بكيفية تحديد الموارد والمصادر اللازمة لصناعة الأجهزة المستدامة وتلبية حاجة السوق والعملاء. هذا وتشكّل البنية التحية الرقمية التحدي الأكبر أمام أصحاب القطاع الطامحين للوصول إلى الحلول الخضراء 100%.

مبادئ الأمن السيبراني في تطوّر دائم

ما زال عدّاد ضحايا الأمن السيبراني من أفراد وشركات بتصاعد متواصل مع غياب الخبرة الكافية لاستخدام الأجهزة الالكترونية بطريقة آمنة والافتقار إلى الوعي المطلوب حول مخاطر عالم الانترنت والمواقع غير الموثوقة. بعد أزمة الوباء في عام 2019 والتغييرات التي نشبت عن انتشار كورونا أبرزها تنشيط التداولات الرقمية والأعمال عن بُعد، ارتفعت نسبة الهجمات السيبرانية التي من المتوقع أن تتجاوز 10 تريليون دولار مع نهاية 2024. وبينما تزداد حدّة الهجمات السيبرانية تُصبح طرق الحماية ضرورية في ظلّ منافسة شرسة بين الشركات التي تعمل على دمج التدابير الأمنية مع البروتوكولات المطلوبة لنشر الوعي حول التقنيات المطروحة في السوق والأكثر استخداماً في غالبية القطاعات أبرزها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

أصبحت التهديدات السيبرانية أكثر تعقيداً، في وقت تتزايد فيه حدّة المنافسة والعمل المتواصل لتوفير حلول جديدة تستفيد منها الشركات تخوّلها استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي. ويشير الخبراء الى أن الاتجاه نحو تحقيق المرونة السيبرانية خلال عام 2024 سيكون محور الأعمال اقليمياً ودولياً. هذا وستعمد المؤسسات الى اتخاذ اجراءات صارمة بخصوص استراتيجية الحماية السيبرانية لتجنّب الانتهاكات والمخاطر الرقمية المحتملة وتنفيذ ادارة ناجحة في هذا المجال مع اعتماد أكبر عدد ممكن من التطبيقات.

الذكاء الاصطناعي التوليدي بين الحاضر والمستقبل

على رغم المخاوف والتحذير من قوة الذكاء الاصطناعي واحتمالية تدميره العقل البشري واستبدال اليد العاملة به، تكتشف الشركات اليوم مراحل نمو الذكاء الاصطناعي لفبركة الصور والفيديوات والأصوات. نجد الذكاء الاصطناعي التوليدي في محركات البحث، البرامج المكتبية، المواقع الالكترونية وأدوات الاتصال لتسريع الأعمال وتنظيمها وتسهيل المهام اليومية. كما ستركّز الشركات في عام 2024 على تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدي بما يتوافق مع استراتيجية التحول الرقمي للوصول إلى مستقبل أكثر ذكاءً. كما ستسعى قطاعات التكنولوجيا لاعتماد هذه التقنية لتطوير منتجاتها وزيادة انتاجيتها وأرباحها وتحسين خدماتها بالاضافة إلى سائر الخدمات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما يسهّل الذكاء الاصطناعي التوليدي استخدام البيانات وتسريع عملية التفاعل مع البيئة الافتراضية.

سيكون الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من حياتنا في عام 2024، فمن المتوقع أن يستخدم 75% من مهندسي البرمجيات الذكاء الاصطناعي في عملياتهم التشغيلية بحلول عام 2028. ولأن ارتباطنا بالهواتف المحمولة أمر لا مفرّ منه في عصر التكنولوجيا ستعمل الشركات على تطوير خدماتها أونلاين للوصول إلى كل المناطق. وبحسب الدراسات، سيرتكز عمل 30% من التطبيقات الذكية على الذكاء الاصطناعي لأتمتة الخدمات مع الحفاظ على أعلى معايير الخصوصية والسلامة الرقمية لحماية البيانات.

استراتيجية تقنية، حوسبة ويد عاملة متصلة

لا يمكن تحقيق التحول الرقمي الشامل دون تطوير المهارات وتعزيز القدرات وإعداد اليد العاملة في المؤسسات والشركات للتعامل مع بيئة عمل جديدة بعيدة عن النموذج التقليدي. تحمل 2024 محفظة رقمية غنية بمميزاتها مما سينعكس على الشركات بشكل ايجابي كما على الأرباح. 25% من الرؤساء التنفيذيين سيستعينون باليد العاملة المعززة والمتصلة لتعزيز 50% من الانتاج وتجنّب هدر الوقت في العمليات التشغيلية.

من المهارات الرقمية إلى العملاء الروبوتيين أو custobots سيفتح عام 2024 المجال لانتشار هذا المفهوم في الأسواق.  تقوم هذه القوة العاملة على روبوتات مستقلة يمكنها شراء المنتجات والاستفادة من خدمات التطبيقات مقابل دفع المال. ولن يبقى العملاء الروبوت على حالهم، فمن المتوقع أن يتوفر أمامهم 15 مليار منتج بحلول عام 2028 مع اضافة مليارات المنتجات في السنوات المقبلة.

الحوسبة الحاسوبية والجيل الخامس: تتم حوسبة كل الأجهزة تقريباً مع انتظار مزيد من الخدمات السحابية في عام 2024 وازدهار علم البيانات والبنية التحتية. في الوقت نفسه، يستعد العالم لنشر شبكات الجيل الخامس حيث من المتوقع أن تصل الاشتراكات فيها إلى 4.4 مليارات مشترك بحلول نهاية عام 2027.

تحويل البيانات: يرتكز على تحويل الأجهزة الذكية والأعمال والهواتف المحمولة إلى البيانات التي يمكن الاحتفاظ بها لفترة أطول والعودة إليها متى شئنا. أمام هذا المشهد يُشدد الخبراء على ضرورة سدّ الفجوة الرقمية مع حاجة السوق إلى مزيد من المهارات في مجال الرقمنة للارتقاء بمستوى التكنولوجيا وتخصصاتها على أنواعها.

تُراقب الشركات وأهل القطاع اتجاهات التكنولوجيا بين سنة وأخرى لاستمرارية المنافسة في ظلّ مشهد سريع التحوّل. بمواكبة التقنيات الناشئة، يمكن للمرء اتخاذ قرارات صائبة إن كان على مستوى ادارة العمليات التشغيلية أو التنظيمية والاستفادة من نمو الفرص على المدى الطويل. 2024 ليست إلا استكمالاً لما وصلت إليه التكنولوجيا بنهاية 2023 واستعداداً لحقبة رقمية على كل المستويات.